Friday, July 20, 2007

لغة الماضي التي تحكمنا

لغة الماضي التي تحكمنا



هناك العديد من المعوقات التي تقف حائلا أمام نهضة العالم العربي، تحتاج إلى كتاب كامل قد لا يكفي لسردها، غير أن واحدا من أهم هذه المعوقات هو معوق اللغة العربية و التي هي الرابط الرئيسي بين هذه الدول، هي نفسها المعوق الرئيسي لتقدمه. فاللغة العربية لغة قديمة لم تتطور، و لم تجر عليها دراسات لغوية كافية تجعلها تواكب التغيرات العصرية. و إن كانت في الوقت ذاته لغة ثرية بتراث عريق لا ينكره أحد، لكنها كأي كائن حي يموت أو يضعف و يضمحل إذ لم يعتن به.
و السبب الرئيسي الذي وقف حائلا دون تتطور اللغة العربية هو ربطها بالقرآن الكريم، فأصبح تطورها مساس بالقرآن ذاته، فتحديث الكلمات و المعاني يجب أن يرتبط بإعادة ترجمة أو صياغة الآيات القرآنية و هو أمر غير مقبول كلية إسلاميا.

في حديث مع الزميل صابر مشهور الصحفي بالمصري اليوم أثناء عودتنا من لندن قال لي أن أحد أسباب الإرهاب هو عدم فهم المسلمين لدينهم، فقاطعته قائلا: كيف لا يفهم المسلمون أمور دينهم و هناك 30% من المساحة الإذاعية في التلفزيون المصري دينية، و انتشار القنوات الدينية الإسلامية بشكل كبير، إضافة إلى تدريس الدين الإسلامي في مراحل التعليم المختلفة، و تدريسه ضمن منهج اللغة العربية، علاوة على وجود جامعة الأزهر التي يدرس خريجيها علوم الدين إلى جانب العلوم الدنيوية.
المشكلة إذا ليست في أن المسلمون لا يفهمون أمور دينهم، و لكن المشكلة هي أن مفردات القرآن أصبحت عصية الفهم، و يحتاج المسلم إلى من يفسر له الآيات، و تحدث مشكلة أخرى، و هي تضارب التفاسير، و تلاعب المفسرون.
فاللغة مثل الكائن الحي، تنمو و تتطور كلما تطور النشاط الإنساني، فتختفي كلمات، و تستحدث أخرى، و تتغير معاني مصطلحات، فما كان في الماضي يحمل معنى ايجابي و مقبول قد يصبح في الحاضر ذا معني سلبي مرفوض، و العكس.

و لأن الحياة لا تتوقف ففي ظل جمود اللغة العربية ظهرت اللهجات المحلية لتستوعب التطور، و أصبحت اللغة العامية و أشهرها العامية المصرية أكثر قدرة على التعبير عن حاجات أهل مصر، فهي لغة مرنة بالنسبة لهم يستطيعون فيها الإضافة أو الحذف.
و ضمن اللهجة العامية المصرية هناك اللهجة القاهرية التي أصبحت أشهر لهجة عربية، معروفة في معظم البلاد العربية لأنها لغة الفن المصري الذي انتشر في البلدان العربية. و ليس فقط استخدام هذه اللهجة في الفن هو ما جعلها مميزة، بل تميزها يرجع إلى أن القاهرة كانت منذ دخول العرب مصر و قبل ذلك ملتقى للعديد من المؤثرات الحضارية و الثقافية، أثرتها و إضافة إليها من ثقافات شعوب أخرى، و حسنت منها فأضحت لغة رشيقة.

خلال حديث مع رامز عطا الله مدير دار الكتاب المقدس قال لي أن الترجمة العربية للكتاب المقدس الحالية و التي تسمى بالترجمة البيروتية و التي نفذت عام 1865 أصبحت قديمة، وهى لم تتجاوز مئة و خمسين عاما، و يحتاج المسيحيين الناطقين باللغة العربية إلى ترجمة جديدة للكتاب المقدس، و فسر ذلك بأن بعض المفردات التي استخدمت في الترجمة في منتصف القرن التاسع عشر أصبحت صعبة الفهم و أخرى تحرف معناها، و لصعوبة اجتماع الطوائف المسيحية مرة أخرى و اتفاقها على ترجمة جديدة قامت دار الكتاب المقدس بعمل طبعة جديدة للكتاب المقدس-إلى جانب الطبعة الموجودة- بها هوامش لمعاني الكلمات التي أصبحت عصية على الفهم، و شرح للمعنى الأصلي لبعض الكلمات التي حملت معاني جديدة، كحل وسط لحين اجتماع الطوائف المسيحية لعمل ترجمة جديدة، غير أن بعض الطوائف مثل الكاثوليك و الإنجيليين لم تنتظر و قامت بعمل ترجمات عربية جديدة للكتاب المقدس.
على الجانب الآخر المشكلة أصعب، فإعادة صياغة القرآن بلغة عربية جديدة فكرة مرفوضة شكلا و موضوعا من قبل المسلمون، لأن القرآن بالنسبة للدين الإسلامي هو لوحا محفوظ لا تتبدل كلماته. كما أن بقاء اللغة العربية على هذا الحال أصبح معوقا كبير للتقدم، كما يرى كثير من خبراء اللغة. الأمر إذا يحتاج إلى تفكير للوصول إلى حل وسط، كأن يتم استخدام أحد اللهجات المحلية و تطويرها و وضع قواعد لها لتكون لغة مكتوبة و منضبطة علميا، و تبقى اللغة العربية الكلاسيكية لغة دينية كما اللغة اللاتينية أو القبطية، أو غيرها من اللغات التي ارتبطت بأحد الأديان، تستخدم
للصلاة و العبادة فقط.

Monday, July 09, 2007








هل مستقبل لندن اسلامي؟



المسلمون في لندن معضلة تحاول الحكومة البريطانية ايجاد حل لها


الإعلام البريطاني يحاول الإجابة على السؤال: ما علاقة الإرهاب بالسلام


بينما تحاول الحكومة وضع سياسات اكثر حزما في التعامل مع المتشددين المسلمين







وقفة للتضامن مع آلان جونسون أمام مقر ال بي بي سي بلندن