Thursday, January 30, 2014

وكيل أمن الدولة السابق: الإخوان كانوا جزء من نظام مبارك








كتب : صلاح الدين حسن ومحمد عمارةالجمعة
الوطن  13-12-2013
ظل مقر أمن الدولة فى «لاظوغلى» يشكل رمزاً لقبضة السلطة البوليسية قبل 25 يناير، وارتبط فى مخيلة كثيرين بالتمثال القابع فى الميدان يقبض بيده اليسرى على سيف وينظر إلى المارة بكبرياء وعجرفة، وهو تمثال الرجل الذى اقترح على محمد على باشا مذبحة القلعة.

وعندما وصل تنظيم الإخوان إلى سدة الحكم بعد أن ظلت حلماً يراوده طيلة 80 عاماً، ووجد محمد مرسى نفسه تحت قبة القصر الجمهورى، كان أول ما قرر هو التخلص من عدوه الأكبر القديم، فمنع «جهاز أمن الدولة» من مراقبة «المتطرفين»، ودبر لاختراقه لخدمة كهنة مكتب الإرشاد بالمقطم، فترك البلاد مرتعاً خصباً للخلايا العنقودية المسلحة.

فى حواره لـ«الوطن» يكشف اللواء عبدالحميد خيرت، النائب السابق لرئيس «أمن الدولة»، كواليس وأسراراً جديدة من داخل تنظيم الإخوان، كما يؤكد أن الجهاز تعرض للظلم والتشويه بشكل متعمد، فى محاولة لإسقاطه بعد ثورة يناير مع أنه صمام الأمان للمصريين.

وقال «خيرت» إن تسجيلات تثبت تورط «مرسى» فى جريمة التجسس بكافة أركانها قبل ثورة يناير، وإن مفاجأة مذهلة تضمها أوراق قضيته التى ينظرها القضاء. وإلى نص الحوار:

هل ترى أن تنظيم الإخوان نجح فى توجيه ضربة إليكم فى 25 يناير؟

- الإخوان جزء من النظام السابق فى عهد «مبارك»، وكانت ورقة للنظام يلعب بها لإحداث رد فعل عالمى وإثبات أن هناك معارضة لديها قدرة على الحشد، وكانوا يأخذون الإذن لأى فعاليات لهم فى الشارع وعلى مستوى المحافظات، فالمكاتب الإدارية كانت على اتصال دائم بالجهاز، وكانت تأخذ تعليمات.

فى أوائل التسعينات كانت هناك زيارة لنتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إلى مدينة الإسكندرية، وكانت أول زيارة له لمصر، وكان من المهم أن يكون هناك رأى عام فى مصر يرفض هذه الزيارة وإظهارها بأنها غير مقبولة شعبياً، حتى يترتب على ذلك إيجاد عنصر ضغط فى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، فجاءنا مسئول الاتصال بين التنظيم والجهاز، وهو مدحت الحداد، شقيق عصام الحداد، مساعد الرئيس المعزول للشئون الخارجية، وقال: ماذا سنفعل؟ وطلب منى إذناً لتظاهرة رافضة للزيارة، واتفقنا على ترتيبات معينة وتنظيم مظاهرة ترفع لافتات رفض وسخط من الزيارة، دون أن يشير خلالها إلى جماعة الإخوان، وبدأ يعطى مسئول الجامعة لديهم تكليفات بأن يكون لهم دور فى هذه التظاهرة. وجميع مكاتب الإخوان على مستوى الجمهورية كانت على اتصال بجميع فروع أمن الدولة وجميع مديريات الأمن الموجودة، ومسئول المكتب الإدارى يأخذ تكليفات وينفذها، وهم كانوا مهتمين بتنظيم فعاليات فى الشارع، لكن كان هناك خطوط معينة لذلك. ويوم أن تظاهروا فى التحرير مع حركة «كفاية» انسحبوا على الفور واتجهوا إلى الصلاة فى مسجد عمر مكرم. والمؤكد أن الإخوان كانوا جزءاً من المشهد ونظام «مبارك»، هذا أمر لا جدال فيه.

محمد على بشر قائد «الإخوان» الآن ويرى التنظيم ينهار وقطاع كبير يعتبر القيادات سبب الانتكاسة

لكن قيادات الإخوان نفسها كشفت عن أن دخولها البرلمان فى 2005 كان بالاتفاق مع قيادة أمنية كبيرة.

- نعم، وأتوا إلى مبنى الجهاز، وكان الاتفاق على 45 مقعداً تقريباً، لكن هم كعادتهم لا كلمة لهم ولا عهد وينتهجون الكذب. وعندما كنا نتفق على أن هناك دائرة انتخابية لا يجب أن يترشح فيها أحد أفراد التنظيم لأن هناك مرشحاً لحزب معارض مثل الوفد أو التجمع، يخالف الإخوان وعودهم، وترتب على ذلك زيادة النسبة من 45 مقعداً إلى 88 مقعداً. هم يرون أن ذلك نجاح وتحقيق لهدف كبير بأنهم أصبحوا معارضة قوية بدليل حجم المقاعد.

ما الرسالة التى أراد التنظيم إرسالها إلى الخارج من وراء ذلك؟

- الغرض كان التخديم على الاتفاقات بين الإخوان والأمريكان، وهذا بدأ منذ عامى 2000 و2002، وبدأوا تقديم أنفسهم كتيار أصولى يختلف عن التيارات الأخرى. وكان الأمريكان يطلبون منهم الإجابة عن 5 قضايا، هى: موقف الجماعة من المرأة والأقباط والسلفيين والديمقراطية والتعددية الحزبية.

وفى 2002 كانت هناك انتخابات تكميلية فى محطة الرمل، ودفعوا بمدام جيهان الحلفاوى، زوجة إبراهيم الزعفرانى، وكانوا يريدون توصيل رسالة بأن المرأة لها حقوق سياسية وأنها بالنسبة لهم كجماعة تختلف عن موقف التيارات الأخرى، وأن الشيخ القرضاوى ألف كتاباً عن حقوق المرأة. ووقتها أصدر السلفيون منشوراً يحتوى على آيات قرآنية وأحاديث نبوية تفند كل ما يقوله الإخوان. وبدأوا تطبيق اتفاقهم مع الأمريكان فى انتخابات النقابات، الإخوان أرادوا مخاطبة الغرب بأن لهم ثقلاً فى الداخل المصرى، ويصلحون أن يكونوا بديلاً للنظام.

هل رصدتم اتصالات بين الإخوان والأمريكان؟

- بالطبع، التنظيم الدولى مهد لهذه الاتصالات، وجمعة أمين كان يسافر أمريكا بحجة العلاج وعمل فحوصات، وهناك كانت تدار المناقشات، وهو رجل الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، وتقاريرنا رصدت ذلك، وحصلنا على اتصالات وأدلة مادية، وكانوا يقدمون تقريراً عن أى زيارة يقومون بها يُرسل إلى الوحدات التنظيمية، لإشعارهم بأن التنظيم قوى وهو كالدولة، وأن القيادات لديها اتصالات قوية، وهذه أشياء تشعر أفراد الإخوان بأن الجماعة كبيرة، كانوا يخافون على قواعدهم، مثلا يقولون لنا داخل الجهاز إن الهدف المتفق عليه فى اجتماعاتهم مع أمن الدولة سينفذ لكن سيتم إبلاغ أفراد الإخوان بطريقة أخرى، حفاظاً على التنظيم.

لكن تعاون قيادات الإخوان مع أمن الدولة يسقط الفكرة عند القواعد؟

- الإخوان أنفسهم لو شكوا فى عنصر منهم أنه متعاون مع الأمن كانوا يجمدون نشاطه فقط، ولن يكون مصيره الفصل، هو يريد أن يقول إن الجماعة تربوية وإنها جماعة المسلمين، وفكرة أن الأمن يخترقها ويجند فرداً لديها مستحيلة، لأن هذا يعنى أن هناك خطأ فى التربية والبرنامج التربوى الذى وضعوه.

هل هذه العناصر ما زالت موجودة داخل الإخوان؟ وهل يستفيد منها الأمن؟

- نحن بكل المقاييس مستمرون، وبخاصة خلال الفترة الماضية منذ 25 يناير حتى 30 يونيو، جهاز أمن الدولة ما زال ذاكرة الأمة ولدينا وثائق بكل ما تتخيله، وهم حاولوا أن يفقدوا الأمة ذاكرتها، وأرادوا أن يُحدثوا حالة فقدان للذاكرة وكان هذا مقصوداً من خلال تعليمات بعدم متابعة أى فعاليات لقوى الإسلام السياسى وعفو رئاسى لناس متطرفين، وهذا كان مخططاً ضد الجهاز، وهذا معلوم لدينا من مصادرنا داخل الجماعة نفسها، واستطعنا خلال الفترة التى ذكرتها أن نحافظ على مصادرنا كلها داخل التنظيم، والمصدر فى الإخوان يكون وصل إلى مرحلة يرى الجماعة من الداخل وأن بها كل الموبقات وأنهم كاذبون، والتعاون معنا يجعله يرى الرؤية التى نقولها له على الحقيقة، ووقتها يتغير 360 درجة ويصبح وطنياً. وكنا نعتبر المصدر مثل الضابط، وكثير منهم دون أجر، لأنه شعر أنه «انضحك عليه» ويجب أن يرد على الجماعة ويوضح الحقيقة من خلال تعاونه مع الجهاز، بالتأكيد هى مصادر وطنية. مصادرنا كانت تعطى صورة أن الجماعة مخلخلة من الداخل وكل الموبقات بها، هى شكل فقط، كنا حريصين خلال هذه الفترة على الحفاظ على مصادرنا.

وما كفاءة تنظيم الإخوان حالياً؟

- النظام داخل الجماعة يحدد البديل لأى موقف، عندما كنت مسئولاً فى الإسكندرية قمنا بضرب المكتب الإدارى والقبض على أعضائه، وبعد يومين انعقد مكتب آخر، وضربته أيضاً، ممكن أن يكون المستوى الثانى ليس بكفاءة المستوى الأول، لكنه قادر على قيادة الأمور، وعندما تنظر إلى الشارع الآن لا بد أن أقول إن التنظيم يعمل وإن العلاقة بين القيادة والقاعدة تسير وإن التكليفات تصل.

هل القيادات المحبوسة لها دور الآن؟

- لا، لكن ممكن عن طريق محاميهم، والأسر والشُّعب لديهم ما زالت تعمل.

وما دور محمود عزت وجمعة أمين الآن؟

- يعطيان تكليفات للتنظيم الدولى، ومحمد على بشر هو رأس التنظيم حالياً.

وهل «بشر» ينزع للتهدئة، أم أن الأمر ليس فى يده؟

- بغض النظر عن تصريحات محمد على بشر، التى لا يجب النظر إليها، فإنه يدرك أن التنظيم ينهار، ولم يعد بالقوة الكبيرة، والرأى العام له دور كبير فى انهياره ووضع الجماعة فى الشارع مهزوز، هم يهدفون إلى تحقيق مكسب تستطيع من خلاله ترميم الوضع والتنظيم لأنه أهم شىء، وهناك انقسامات داخل الجماعة، ويرون أن القيادات هى السبب فيما وصلت إليه الأمور.

ولو طلب «مرسى» الأرشيف، وهو رئيس جمهورية، للاطلاع عليه.. هل كان سيتمكن من ذلك؟

- أقسم لك بالله، مع أنى كنت قيادة فى الجهاز، لم أكن أعرف الأرشيف أين. لا، لن يطلع عليه، لأن السؤال عند قيادات الجهاز الأمنى هى لماذا تريد الاطلاع عليه، أجهزة المعلومات، أجهزة وطنية أكثر مما تتخيل ولها رؤية وعندما يأتى طلب مثل ذلك لمرسى، فإنه يتم تحليله، و«مرسى» لم يكن يعرف أين هو الأرشيف، وهناك نظام «المعرفة فيه على قدر الحاجة» بأكثر مما تتخيل، فليس أى شخص يدخل عليه وإن دخل، فله «باص وورد»، أنا رجل مثلاً فى النشاط المتطرف، فلن أستطيع أن أدخل على النشاط الداخلى.

تعرضنا للتشويه من الإسلاميين.. كيف يتحدثون عن التعذيب ومنهم من حصل على الدكتوراه و«خلف صبيان وبنات» فى «خلوة السجن»؟!

هل هناك أدلة على تورط مرسى فى التجسس؟

- هناك تسجيلات بين مرسى وجهات خارجية، لكنى لا أريد أن أتحدث فى هذا الموضوع، لأن هناك قراراً بعدم التحدث فى هذا الموضوع من المحكمة، هناك إدانة والتسجيلات بصوت مرسى قبل يناير، وهذه القضية التى على أساسها تم القبض على محمد مرسى لم تكن مجرد ضربات استباقية.. ستكون هناك مفاجأة فى ذلك، وتجسس بمفهوم التجسس وترتيبات وتكليفات.

لكن «مرسى» يظهر فى المحكمة وكأنه غير مدان، ويتمسك بأنه الرئيس الشرعى؟

- كان يتصور أنه ليست هناك قضية، وأنها قصة وهتعدى لكنه فى النهاية طبقت عليه الإجراءات التى تطبق على كل مسجون، وارتدى البدلة البيضاء، وسيذهب يوم 8 يناير بالبدلة البيضاء، الوهم الذى صدّره للناس تبدد وبدأ مرسى يضع فلوس فى الكنتين لو حب يطلب شىء ولو المأمور يعدى يقف شأنه شأن أى سجين سياسى لأى تنظيم.

كيف يستطيع التنظيم الدولى حتى الآن إدخال أموال لمصر؟

- ليس فى يدى شىء لأفعله، لكن التنظيم يدخل أموالاً، لأن البلد مفتوحة، رغم كل الشغل اللى بيتعمل فيه من 25 يناير حتى 30 يونيو كانت أجهزة المخابرات للدول الأجنبية تلعب فى مصر وهذا لم يكن يعنى الجماعة فى قليل أو كثير، فقصة الوطن والبلد والحدود وحمايتها، ليست من ضمن أدبيات الإخوان.

هل تتصور أن اعتقالات الإخوان ستقف عند هذا الحد؟

- الاعتقالات ستطال الصفين الثانى والثالث من الإخوان، هناك خارطة طريق شغالة وستنفذ وأى شخص وطنى يحب هذا البلد لا بد أن يتضامن ويتكاتف لتنفيذ خارطة الطريق، هذه مرحلة صعبة نمر بها، هل ننقذ خريطة الطريق وأن نحقق الاستقرار فى البلد وأى تعديلات من السهولة أن تعمل لأن خارطة الطريق ليست قرآناً، والإخوان «سيستقتلون» وكل ما تتخيله ممكن يعملوه، لكن عرقلة الدستور وإخراجه بنسبة ضئيلة، يعنى أن ما حدث فى يونيو لم يكن ثورة شعبية، وأمن الدولة كان جهازاً محترماً، وتم تشويهه وكان الإعلام له دور فى هذه القصة، لأن الإعلام كان يستضيف عاصم عبدالماجد أو عبود الزمر، وخلفية الاستوديو فيلم «الكرنك»، فماذا تريد أن تقول فى هذه الحالة؟ أنت تريد أن تقول للمشاهد إن الرجل الذى يعذب فى الخلفية هو عاصم عبدالماجد، ومن يعذبه هو جهاز أمن الدولة، بالرغم من أن فيلم أمن الدولة كان خاصاً بصلاح نصر وغيره، ولم تكن له علاقة بأمن الدولة، كل الأسماء تصف أمن الدولة بالتعذيب، وعندما تسأل أحداً يهاجم أمن الدولة وتسأله: هل عذبت فى أمن الدولة؟ يجيبك بـ«لا»، ويقول شخص آخر هو الذى عُذب، وعندما تسأل الشخص الآخر، يقول لك لا قريب لى، ومثلاً يقول لك أصلى سمعت.

أنا شغلتى عندما يأتى أحد للتعامل معى أنى أتعامل معه بشكل كويس، فأنا جهاز معلومات وتقييمى للضباط بناء على حجم ما لديه من معلومات، فإن كان حجم المعلومات قليلاً، نخرجه خارج الجهاز، فوظيفة الجهاز هى جمع المعلومات.

لكن عناصر الجماعات الإسلامية تدعى أنها تعرضت للتعذيب؟

- كل واحد من أصحاب الذقون، يقول لنا كيف عُذب؟ هم حصلوا على شهادات عليا ودكتوراه وأنجبوا أولاداً وبنات عن طريق الخلوة داخل السجن من أجل المعاملة الإنسانية عندما أتيتم بعد مبادرة وقف العنف، خرج 30 ألف شخص لقينا تعليمات بأن كل شخص خارج من السجون نوفر له الحد الأدنى من التكافل الاجتماعى بالتنسيق مع المحافظ لازم نوفر له سبل العيش، ولو كان ضابط يتجاوز فى هذا الأمر، كان ينقل خارج الجهاز لأنه لم يفهم القضية، كنا نعطى أوامر للمحافظ كأنك تعطى أوامر، هذه سياسة دولة وأى مشكلة تواجه أى حد فيهم يلجأ إلى فرع أو إدارة أمن الدولة التابع لها، وهل بعد كل هذا تأتى لتقول هذه الناس تعذب؟!

ما إمكانات العاملين فى الجهاز.. هل لديهم تقنيات وإمكانات لمواجهة موجات الإرهاب حالياً؟

- لازم الجهاز يرجع بكل طاقته، وطاقته ليست الضباط الكبار، لماذا إنت لو رجعتنى، هل أنا سأعود للشارع حتى أجمع معلومات، أنا لا أستطيع تحقيق النتائج إلا من خلال الضابط الصغير، فهو ليس صغيراً، فهذا الرائد فى الجهاز لا بد أن يكون له إعداد خاص وسافر أكثر من سفرية إلى الخارج للتدريب ولا بد أن يكون حصل على أكثر من فرقة وكتب أبحاثاً.

وكل ضابط من الرتب الصغيرة مسكّن على جزء معين من الهيكل التنظيمى للإخوان، أنا لما أتعامل مع قسم الطلبة فى الإخوان ضابط النشاط الإخوانى يتعامل مع التنظيم كحركة وفكر، لكن داخل التنظيم هناك ملفات أخرى، فملف الأشبال له ضابط، وملف العمال له ضابط، وقسم الدعوة، وقسم الطلبة والتربية، كل هذا له ضابط مسكّن عليه، كل هذه الملفات مسكن عليها ضباط صغيرة بمفهوم الرتبة، لكنه ليس بالنسبة لى ضابط صغير، بل هو ضابط كبير، والسؤال هنا هؤلاء الضباط الصغار لماذا خرجوا ولماذا لا يعودون مرة أخرى؟

ومن يعمل الآن فى الجهاز؟

- الضباط الذين لم يخرجوا من الجهاز، وعندما دمر الإخوان الجهاز، أزاحوا الصف الأول والثانى والثالث، أخرجوهم برة، والصف الرابع هو الذى يعمل فى أنشطة ليست متعلقة بالإرهاب ولا تحتاج الشارع وهم المكتبيون فقط.

«الإخوان» كان ورقة لنظام مبارك يلعب بها حتى يثبت للغرب أن هناك معارضة قادرة على الحشد

كان بإمكان «مرسى» إلغاء الجهاز، فلماذا لم يفعل؟

- هم لم يغيروا اسمه فقط، بل دمروا كفاءته، كان هناك حالة فقدان ذاكرة وانفصال بعد 25 يناير حتى 30 يونيو 2013، كانت هناك تغييرات كبيرة فى داخل تنظيمات الإخوان وفى حركة التيارات المتطرفة، وكان غريباً أنك تمنع الجهاز من أن يراقب أحداً من قوى الإسلام السياسى، حيث كان يصدر الشاطر تلك التعليمات وأيمن هدهد ومن ورائه مكتب الارشاد.

وماذا كانت مهمة الجهاز فى ذاك الوقت؟

- قالوا إن مهمته متابعة القنصليات «الكلام اللى ملوش لازمة».

لكن فى عهد «مرسى» استطاع الجهاز الكشف عن خلية مدينة نصر؟

- خلية مدينة نصر، جاءت من خلال مصدر داخل الخلية، المصدر كان ضابطاً من الضباط الذين خرجوا وهو كان يتفرج على الأحداث وقدم الاستقالة، لكنه قال إن هذا محمد جمال.

عندما تنزع هذا الملف كله من الأمن الوطنى وتعطيه لمديرية الأمن، فكيف ذلك؟ هل لو أتيت لى ببلطجى هل أعرف أستجوبه، هذه ليست شغلتى، نحن عندما تجتمع لدينا معلومة، نذهب فوراً لتبليغها للجهاز، هذا جهازى أول ما معلومة تأتى لى، أرفع سماعة الهاتف وأبلغها.

لكن هذا التواصل ليس مع الناس؟

- بالضبط، نحن لا نسوق لأنفسنا.. المخابرات عملت لنفسها جمعة الشوان ورأفت الهجان.. نحن لدينا انطباع عندما تتعامل مع الجهاز أنك عميل، ذات مرة أحد الأشخاص قال لى: أنتم تدخلون أنفسكم فى كل المواضيع، قلت له: زى إيه، قال: مثل إنفلونزا الخنازير، قلت: ومن يتابعها؟ قال: الصحة والبيئة والمحافظة، لكن هو لا يدرك أن هناك صورة بسيطة لدى المواطن العادى مرتبطة بالخنازير عند المسيحيين فبلاش إنك تاخد من الإجراءات اللى ممكن تدخلنا فى فتنة طائفية، فهل أكون تدخلت فى هذا هل بهذا أكون غلطان أو تدخلت، جاء مجلس الوزراء وأخذ قراراً بالإعدام، فهل يكون تدخلت؟

قال: لا، قلت: لا، لأن هناك مجزرين للخنازير واحد فى الإسكندرية وواحد فى القاهرة وكمية الخنازير التى تحتاج أن تعدمها كبيرة جداً، وتحتاج لشغل، فبلاش تستخدم أساليب تضع مصر فى مشاكل دولية، لأن هناك حقوقاً للحيوان، وهناك منظمات خاصة بحقوق الحيوانات وهى لا تقل عن حقوق الإنسان وممكن يستخدم فيها قوانين تفرض على مصر وتضعها فى موقف محرج لأن مصر الوحيدة هى التى تعاملت مع الخنازير بالإعدام هل أنا هنا أكون تجاوزت، الناس لم تكن دور أمن الدولة ينصب عليها، بل كانت المرايا التى تجمع المعلومات وتضعها أمام الدولة، وقد تأخذ به، وهناك ضباط لا يتعدون اثنين أو ثلاثة من أكفأ الضباط من أكفأ الضباط الذين خرجوا ورجعوهم، «مبروك» كان «مركون» فى عهد مرسى، هو طول عمره فى النشاط الإخوانى.

هل تشعرون بالظلم؟

- نحن أخطأنا، لأننا لم نستطع أن نسوق لأنفسنا وللجهاز بشكل صحيح وتركناه يتعرض للتشويه والظلم.

«الإرشاد» لم يثق فى «مرسى»

عدم إلغاء حق التنظيم فى الممارسة السياسية وعدم تصنيفه كجماعة إرهابية، وهذا معناه تأثير على وجودها كشخصية اعتبارية، هو يريد تحقيق أكبر مكسب، وتهريج أن تترك وضع الجماعة على ما هو عليه، وأعتقد أن هناك ضغوطاً فى هذا، وتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية يعنى ضرب مخطط أمريكا وهو وصول الإخوان للحكم، وأن تفرز ثورات الربيع العربى أنظمة إسلامية سنية إخوانية، أمريكا تريد خلق هذا، وأقول لك إن مكتب الارشاد لم يكن يثق فى محمد مرسى، ومن أجل هذا وضع خيرت الشاطر كمرشح رئاسى فى البداية، لكن الجهاز الأمنى بالنسبة للإخوان هو البعبع لو الأمن الوطنى وقف على رجليه سيقع التنظيم وهو يعلم تماماً ذلك ومع أنه استطاع أن يسيطر لمدة سنة على الحكم، فإنه لم يستطع الوصول لمصادر الجهاز والناس التى كانت متعاونة معنا، وكل الكلام الذى تسرب إلى وسائل الإعلام، وادعى أنه كشف أسماء كانت تتعاون مع الجهاز لم يكن صحيحاً، وكلام تهريج.

 

Syria's Assad accused of boosting al-Qaeda with secret oil deals










Daily Telegraph 20 Jan 2014

 

Western intelligence suggests Bashar al-Assad collaborating with jihadists to persuade West the uprising is terrorist-led.


 


The Syrian regime of President Bashar al-Assad has funded and co-operated with al-Qaeda in a complex double game even as the terrorists fight Damascus, according to new allegations by Western intelligence agencies, rebels and al-Qaeda defectors.

Jabhat al-Nusra, and the even more extreme Islamic State of Iraq and al-Shams (ISIS), the two al-Qaeda affiliates operating in Syria, have both been financed by selling oil and gas from wells under their control to and through the regime, intelligence sources have told The Daily Telegraph.

Rebels and defectors say the regime also deliberately released militant prisoners to strengthen jihadist ranks at the expense of moderate rebel forces. The aim was to persuade the West that the uprising was sponsored by Islamist militants including al-Qaeda as a way of stopping Western support for it.

The allegations by Western intelligence sources, who spoke on condition of anonymity, are in part a public response to demands by Assad that the focus of peace talks due to begin in Switzerland tomorrow be switched from replacing his government to co-operating against al-Qaeda in the “war on terrorism”.

“Assad’s vow to strike terrorism with an iron fist is nothing more than bare-faced hypocrisy,” an intelligence source said. “At the same time as peddling a triumphant narrative about the fight against terrorism, his regime has made deals to serve its own interests and ensure its survival.”

Intelligence gathered by Western secret services suggested the regime began collaborating actively with these groups again in the spring of 2013. When Jabhat al-Nusra seized control of Syria’s most lucrative oil fields in the eastern province of Deir al-Zour, it began funding its operations in Syria by selling crude oil, with sums raised in the millions of dollars.

“The regime is paying al-Nusra to protect oil and gas pipelines under al-Nusra’s control in the north and east of the country, and is also allowing the transport of oil to regime-held areas,” the source said. “We are also now starting to see evidence of oil and gas facilities under ISIS control.”

The source accepted that the regime and the al-Qaeda affiliates were still hostile to each other and the relationship was opportunistic, but added that the deals confirmed that “despite Assad’s finger-pointing” his regime was to blame for the rise of al-Qaeda in Syria.

Western diplomats were furious at recent claims that delegations of officials led by a retired MI6 officer had visited Damascus to re-open contact with the Assad regime. There is no doubt that the West is alarmed at the rise of al-Qaeda within the rebel ranks, which played a major role in decisions by Washington and London to back off from sending arms to the opposition.

But the fury is also an indication that they suspect they have been outmanoeuvred by Assad, who has during his rule alternated between waging war on Islamist militants and working with them.

After September 11, he co-operated with the United States’ rendition programme for militant suspects; after the invasion of Iraq, he helped al-Qaeda to establish itself in Western Iraq as part of an axis of resistance to the West; then when the group turned violently against the Iraqi Shias who were backed by Assad’s key ally, Iran, he began to arrest them again.

As the uprising against his rule began, Assad switched again, releasing al-Qaeda prisoners. It happened as part of an amnesty, said one Syrian activist who was released from Sednaya prison near Damascus at the same time.

“There was no explanation for the release of the jihadis,” the activist, called Mazen, said. “I saw some of them being paraded on Syrian state television, accused of being Jabhat al-Nusra and planting car bombs. This was impossible, as they had been in prison with me at the time the regime said the bombs were planted. He was using them to promote his argument that the revolution was made of extremists.”

Other activists and former Sednaya inmates corroborated his account, and analysts have identified a number of former prisoners now at the head of militant groups, including Jabhat al-Nusra, ISIS and a third group, Ahrar al-Sham, which fought alongside Jabhat al-Nusra but has now turned against ISIS.

One former inmate said he had been in prison with “Abu Ali” who is now the head of the ISIS Sharia court in the north-eastern al-Qaeda-run city of Raqqa. Another said he knew leaders in Raqqa and Aleppo who were prisoners in Sednaya until early 2012.

These men then spearheaded the gradual takeover of the revolution from secular activists, defected army officers and more moderate Islamist rebels.

Syrian intelligence has historically had close connections with extremist groups. In an interview with The Daily Telegraph after he defected, Nawaf al-Fares, a Syrian security chief, told how he was part of an operation to smuggle jihadist volunteers into Iraq from Syria after the 2003 invasion.

Aron Lund, editor of a website, Syria in Crisis, used by the Carnegie Endowment to monitor the war, said: “The regime has done a good job in trying to turn the revolution Islamist. The releases from Sednaya prison are a good example of this. The regime claims that it released the prisoners because Assad had shortened their sentences as part of a general amnesty. But it seems to have gone beyond that. There are no random acts of kindness from this regime.”

Rebels both inside and outside ISIS also say they believe the regime targeted its attacks on non-militant groups, leaving ISIS alone. “We were confident that the regime would not bomb us,” an ISIS defector, who called himself Murad, said. “We always slept soundly in our bases.”

 

Tuesday, January 28, 2014

وقائع جمعة الغضب الأولى

 

بمناسبة مرور ثلاث سنوات على جمعة الغضب الأولى، أنشر تغطيتي لوقائع يوم مفصلي في تطور أحداث الثورة المصرية. هذا التقرير سُلم للنشر في جريدة الشروق (الطبعة الثانية) لكن لأسباب لا أعرفها تم استبعاده بالرغم من إنه كان يغطي جانب كبير من فعاليات اليوم في أماكن مختلفة. التقرير أنشره كما كتبته في ذلك اليوم
 
المصريون اخرجوا مخزون الخوف والغضب وأجبروا الشرطة على الانسحاب
 
استقبلوا الجيش بالتهليل ولم يعلموا أن نزوله لفرض حظر التجول
 
 
 
كتب- مجدي سمعان:
 
انهمرت الدموع من أعين آلاف من المواطنين نتيجة للقنابل المسيلة للدموع أمريكية الصنع لكن مخزون الغضب والكبت كان أقوى من آلاف القنابل التي أمطرت بها أجهزة الأمن المتظاهرين، ومعظمهم من الشباب دون الثلاثين الذين تحدوا بعناد كافة وسائل العنف، وانتهي المشهد بانسحاب أجهزة الأمن مفسحة المجال أمام قوات الجيش التي استقبلها المتظاهرون بالهتاف "الشعب والجيش أيد واحدة" دون أن يعلموا أنها نزلت لفرض حظر التجول.
 
المتظاهرون جاءوا من كافة الخلفيات، كانت الغالبية العظمى منهم من الشباب غير المنتمى للأحزاب والتيارات السياسية. أغلقت المحال التجارية أبوابها، وتصدى المتظاهرون لأي محاولة لتخريب الممتلكات، إلا أنهم استهدفوا المباني التابعة للحزب الوطني وأقسام الشرطة. تركزت المطالب على رحيل النظام الحاكم بكافة وجوهه، وتراجعت إلى الوراء المطالب الإجتماعية، وكانت في الخلفية.
لم يرصد محرر الشروق خلال جولته بمنطقة ميدان التحرير وشارع رمسيس ترديد أي هتافات دينية. استقبل المتظاهرون نزول قوات الجيش بسعادة بالغة. بسبب انقطاع الاتصالات لم يعلموا بقرار حظر التجول الذي اصدره الرئيس وان وحدات الجيش نزلت الشارع لتنفيذ القرار.
وقائع يوم الغضب:
 
الساعة 1:00 ظهرا. أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس جنود الأمن المركزي يغلقون الشارع من أمام المسجد. مئات من المتظاهرون بداخل المسجد يهتفون، وحوالي ثلاثة آلاف بالخارج محاصرين بين كردونات الأمن المركزي. بينما عدة مئات آخرون تجمعوا أمام المستشفي القبطي، وقاموا بالقاء الحجارة على الأمن، والأمن يرد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.
1:20 تحدث إلى "الشروق" المتظاهرين بالمسجد، قالوا إن الأمن أطلق ثلاث قنابل مسيلة للدموع عليهم بالداخل. قال أحدهم: يقولون عنا أننا لسنا أحرار و أننا جبناء، لكننا سنثبت أن ذلك غير صحيح"
1:40 فتاة تدعي سهيلة أحمد (25 سنة) تقترب من كردونات الأمن بمفردها وتصرخ في وجوههم "أنتم مش رجالة بتضربونا وبتدافعوا عن مبارك"
أحد المتظاهرون قال للشروق إنه دار بينهم وبين عدد من رجال الشرطة حوار اعتذر خلاله أحد الضباط لهم، وقال لهم: احنا مش عايزين نضربكم بس احنا بنفذ الآوامر، ونقوم بعملنا، ولا حيلة لنا في ذلك"
 
2:00 مئات المواطنين يقفون أعلى كوبري أكتوبر يشاهدون تظاهر حوالي ألفي مواطن أمام فندق هيلتون رمسيس. بينما كانت قوات الأمن المركزي تطلق القنابل المسيلة للدموع بكثافة على المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.
وهتف المتظاهرون: "حرية حرية كرامة انسانية" و "مش هنسلم مش هنطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي" و "أرحل يا مبارك" و "يا مبارك غور غور خلى الشعب يشوف النور"
 
2:10 رفض المتظاهرون إحراق كمين مرور وهتفوا "سلمية سلمية"
2:30 آلاف المواطنين احتموا من القنابل المسيلة للدموع في المنطقة المحيطة بمنطقة ماسبيروا. قام سكان المنطقة بتوزيع مناديل مبللة بالخل، وزجاجات الكوكاكولا والبصل للتقليل من آثار الغاز المسيل للدموع.
 
2:50 حاولنا التوجه من أول شارع الجلاء إلى شارع رمسيس، وأثناء المرور كان هناك ثلاث سيارات شرطة مشتعلة ويتطاير منها دخان كثيف أسفل كوبري أكتوبر، يحجب الرؤية، وفي الشارع المؤدي لشارع رمسيس من أول شارع الجلاء أغلق جنود الأمن المركزي الطريق، وما أن أقتربت حتى سمعت أصوات إطلاق القنابل والرصاص المطاطي. حاول الجنود اللحاق بنا إلا أننا تمكنا من الهرب.
3:00 الوصول إلى مدخل كوبري قصر النيل من جهة التحرير. ميدان التحرير كان مغلقا بالآف الجنود وسيارات الأمن المركزي. بينما عشرات آلاف من المواطنين يحاولون المرور ناحية الميدان، تمنعهم صفوف متراصة من جنود الأمن المركزي، وسيارة مصفحة تطلق على المتظاهرين المياه. تمكنت من المرور خلف الأمن إلى المنقطة المواجهة لفندق سميراميس.
 
تمكن المتظاهرون من الوصول إلى نهاية الكوبري من ناحية ميدان التحرير. هرول أحد قيادات الشرطة ملوحا بيده لصفوف من الجنود بالميدان قاموا بعمل دعم لزملائهم بمدخل الكوبري.
بالرغم من إطلاق الأمن مئات من القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في الكوبري إلا أنهم تمسكوا بأماكنهم، وقاموا بالقاء عبوات القنابل في النيل. ووقف المتظاهرون في الصفوف الأولي بثبات أمام خراطيم المياه.
3:07 قام عدد قليل من المتظاهرون في الصفوف الأولي بصلاة العصر وفي تلك الأثناء توقفت خراطيم المياه، لم تنتظر الشرطة حتى نهاية الصلاة ووفتحت خراطيم المياه مجددا على المصليين. بعد ذلك كثف الأمن من أعداده وشكلوا صفوفا متراصة ودفعوا المتظاهرين إلى الوراء حتى أعادوهم إلى مدخل الكوبري من ناحية دار الأوبر. وعندما عاد المتظاهرون للوارء قاموا بالقاء الحجارة على الأمن ورد الأمن بالقنابل المسيلة للدموع.
 
3:30 تجمع حوالي 100 شخص خلف صفوف الأمن المركزي المتراصة على كوبري قصر النيل أمام فندق سميراميس، كان بينهم الصحفي محمد عبد القدوس الذي قام بالهتاف وردد ورائه المتواجدين: "يسقط يسقط حسني مبارك"
3:40 بعد حوار دار بين المتظاهرين أمام فندق سميراميس وعدد من رجال الأمن  بثياب مدنية، قام خلاله أحد الشباب بتعنيف الأمن لاستخدام العنف ضد المواطنين وحماية حكومة فاسدة. طلب الأمن من المتظاهرين المغادرة إلا أنهم رفضوا فتم استدعاء جنود من الأمن المركزي حاملين العصي والدروع، طردوا المتظاهرين بالقوة وطاردوهم، فاحتم بعضهم بمدخل فندق سميراميس الذي رفض مسئولوه السماح للدخول إلا لنزلاءه فقط.
 
5:00 في ميدان عبد المنعم رياض أسفل كوبري أكتوبر أضرم المتظاهرون النيران في سيارة شرطة.
 
 5:15 هرول حوالي مائتين إلى داخل فندق هيلتون رمسيس بعدما تحول إطلاق القنابل المسيلة للدموع من إطلاقها في الهواء إلى إطلاقها مباشرة نحو المتظاهرين. وقال أحد المتظاهرين للشروق أثناء تواجده داخل الفندق أنه أحد الأشخاص أصيب بقنبلة في رأسه مما أدى إلى تهشمها. أحد الشباب كان معه قنبه مسيلة للدموع لم تنفجر، قال "انت صحفي أنظر مكتوب علي القبنلة صنع بالولايات المتحدة الأمريكية"
داخل الفندق جلس المتظاهرين على الأرض واستلقى أخرون مصابين بحالة من الاختناق من جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
أحد المتظاهرين قال للشروق: "نريد أن نكون بشرا، نريد أن نحيا حياة أدمية مثلنا مثل بقية الشعوب"
 
الساعة 5:50 عربتي جيش تتجهان نحو مبنى التلفزيون في ماسبيرو قادمتين من كورنيش النيل. وخلفهما انسحاب نحو 20 سيارة امن مركزي، قام المتظاهرون بقذهم بالحجارة.
 
6:10 حوالي 1000 متظاهر يستولون على سيارة من حاملاات الجنود تابعة للأمن المركزي، أعلى كوبري 6 أكتوبر في منطقة ميدان عبد المنعم رياض، ويحاولون دفعها للسقوط من أعلى الكوبري، وبعدما يفشلون، يقومون بتكسيرها وإضرام النار فيها.
 
6:15 إشعال النيران في المقر الرئيسي للحزب الوطني بكورنيش النيل. قام المتظاهرون بإلقاء زجاجات مولتوف داخل مقر الحزب الوطني، فاشتعلت النيران في الخيمة الموجود في باحة الحزب. وفي تلك الأثناء صعد أحد الشباب أعلى المبنى الفرعي داخل المقر، ولوح بعلم مصر بينما هلل المتظاهرون في الأسفل. وفي داخل المقر صعد عدد كبير من الشباب قاموا بالاستيلاء على الأجهزة الموجودة داخل المقر من كمبيوترات وتلفزيونات، وأجهزة كهربائية، وقاموا بإلقاء بعض الكراسي والمكاتب من الشبابيك التي تم تحطيم زجاجها. قام المتواجدون بالشارع باضرام النيران فيما كان يلقيه زملائهم من شرفات الحزب، ومنها صور للرئيس مبارك داسها المتظاهرون بأقدامهم واشعلوا النيسران فيها. ومن بين ما تم إلقائه أوراق بيضاء عليها أسم صفوت الشريف.
 
الساعة 6:23 قام أحد الأشخاص بمحاولة اسقاط اللافتة الرئيسية للحزب. ونجح في ذلك بعد مجهود.
أحد الأشخاص وقف يقول بصوت مرتفع: "لن نتوقف قبل أن يرحل مبارك اليوم" ويرد أخر: "احنا مش شعب جبان"
6:30 إضرام النيران في سيارة أمن مركزي أمام فندق هيلتون رمسيس، تركها الأمن خلفه أثناء انسحابه.
 
ميدان التحرير الساعة 6:35
 
المتظاهرون يملئون الميدان عن أخره. أصوات إطلاق قنابل مسيلة للدموع. المتظاهرون يصرون على البقاء في الميدان رغم كثافة الدخان. دوي انفجار غير معلوم مصدره. سيارة شرطة مشتعلة في وسط الميدان.
 
الساعة 6:40 كثافة القنابل المسيلة للدموع التي كان تطلقها عناصر الشرطة التي ظلت في مدخل الميدان من ناحية شارع القصر العيني. وهو ما أدى إلى تراجع البعض قليلا للوراء نحو ميدان عبد المعم رياض، ولكن كثير ظلوا في أماكنهم بالرغم من حالات الاختناق.
 
الساعة 6:43 شارع قصر النيل من ميدان التحرير آلاف الشباب يقفون يتبادلون أحاديث حول مطالبهم، بينما جلس آخرون على الرصيف للراحة. قال أحد الشباب لمجموعة التفت حوله: "مش كفاية رحيل مبارك، نريد محاكمته ومحاكمة كل الوزراء المتورطين في الفساد، وعلى رأسهم حبيب العادلي وزير الداخلية"
 
6:48 وصلت إلى ميدان طلعت حرب، وأثناء ذلك هلل المتواجدين في الميدان الذي قدر عددهم ببضعة آلاف حين رآوا سيارتين تابعتين للحرس الجمهوري، وقف أعلي أحدهما عدد من الجنود حاملين أسلحتهم. أحاط المتظاهرون بسيارات الجيش وساروا خلفهما يهتفون: "الشعب والجيش أيد واحده" اتجهت السيارات من ميدان طلعت حرب إلى شارع محمود بسيوني.
6:55 في تقاطع محمود بسيوني مع شارع شامليون لم تتمكن السيارتين من مواصلة المسير بسبب التفاف المتظاهرين حولها، وبصوت مرتفع تم تريد النشيد الوطني، ثم اتجت السيارة ببطء وسط الحشود المحيطة بها فرحا نحو ميدان التحرير. ورددا المتظاهرون: "أهو أهو أهو الجيش المصري أهو"  وهتف أخورن "انتصرنا" عند وصول السيارة إلى ميدان التحرير هلل الجمهور فرحا ظنا منهم بتدخل الجيش لتحقيق مطالبهم. لم يكن أحد يعلم أن نزول وحدات الحرس الجمهوري كانت بعد إعلان الرئيس قرارا بحظر التجول بسبب قطع الاتصالات الهاتفية. جنود الحرس الجمهوري بالسيارة ردوا التحية للجمهور، ولم يتحدثوا عن قرار حظر التجول.
في الميدان بدأ الناس يتبادلون التهاني وسط حالة من الشعور بالفرحة. وقام عشرات الأشخاص من بينهم فتيات بالسجود بالميدان وتقبيل الأرض.
7:08 أثناء التوجه من ميدان التحرير ناحية ميدان عبد المنعم رياض، تم رصد شخص يحمل عدد 2 "كيسة" كمبيوتر. قال أنه أحضرهم من مقر الحزب الوطني.
7:13 سماع دوي انفجار قوى لم نتحقق من مصدره.
 
7:15  6 سيارات حرس جمهوري تتجه من ميدان عبد المنعم رياض نحو ميدان التحرير، وسط تهليل الناس. في ميدان عبد المنعم رياض كان هناك سيارتين تشتعلان. وفي الشارع المجاور لفندق هيلتون رمسيس كان هناك ثلاث سيارات شرطة تحترق، بينما كان مجموعة من الأشخاص يقومون بتكسير ميكروباص شرطة ودفعه أمامهم لاخراجه ناحية الميدان وأشعال النيران به.
 
7:30 الوصول أمام التلفزيون. حوالي ألف مواطن يقفون أمام التلفزيون، بينما تقف دبابتين أمام المبني، ودبابتين في الناحية الأخرى من شارع كورنيش النيل. الجمهور يهتف "الشعب والجيش أيد واحده" وطالبوا باصدار بيان من التلفزيون يعلن رحيل الرئيس مبارك. بعض الشباب اعتلى سطح الدبابات ملوحين بعلامة النصر
7:45 مرور أحد وحدات الجيش مكونة من حوالي 10 دبابات وسيارتين صغيرتين خلفهما. استقبلهم الجمهور المتواجد أمام التلفزيون بالهتاف "الشعب والجيش أيد واحده" ووسط الحشد شقت الدبابات طريقها في اتجاه وزارة الخارجية على الكورنيش.
7:50 كانت ألسنة اللهب قد تمكنت من مبنى الحزب الوطني في ظل دخان كثيف.
8:00 مساءا أثناء عودتي إلى مقر الجريدة بشارع البطل أحمد عبد العزيز سيرا على الأقدام لعدم وجود وسائل مواصلات سار معي ثلاثة شباب عائدين إلى منازلهم. قال أحدهم بسعادة "استطيع أن أفتخر الآن بأني مصري"