منذ أن ظهر حزب الغد على الساحة السياسية، و هو يخوض معركة تلو الاخرى، بداية بمعركة الحصول على رخصة تأسيس الحزب، حتى معركة مجلس الشعب الأخيرة. و لم يكد الحزب ان يخرج الى النور و يبدأ في بناء قواعده حتى واجه زعيمه الدكتور أيمن نور أتهام تزوير توكيلات تأسيس الحزب، التى على اثرها ألقى القبض عليه يوم 27 يناير من داخل مجلس الشعب بعد ان تم رفع الحصانة عنه في اقل من ساعة. و خلال فترة وجوده بالسجن واجه حزب الغد محاولات لاختراقه و تدميره من الداخل.
كان للطريقة التى القى القبض فيها على نور و تعمد اهانته، و تفتيش مكتبه و منزله، اثرها في تعاطف الناس معه، و اثارة قضيته على المستوى الدولى، سواء باعلان وزارة الخاجية الامريكية عن قلقها للطريقة التى يعامل بها نور و المطالبة بالافراج عنه بالاضافة الى البرلمان الاوروبي ، و منظمات حقوق الانسان.
بعد رحلة كفاح من اجل تاسيس حزب الغد قدم خلالها الدكتور ايمن نور 5 طلبات لتاسيس الحزب، استطاع ان يحصل على رخصة التأسيس من لجنة شؤون الاحزاب يوم 28 اكتوبر قبل صدور الحكم من لجنة شؤون الأحزاب بأيام قليلة. تخيل نور و مؤسسوا حزب الغد ان المهمة الصعبة قد انتهت، و تبقى ان يبدأ نور في مشواره الطموح لبناء حزب ليبرالي قوى ينافس على السلطة. و ما بين تاسيس الحزب في 28 اكتوبر و القبض على نور في 27 يناير اتبع نور سياسة الخطوات المحسوبة، و مثل ذلك شعاره "نحن لا نعارض ما ينبغى ان نؤيد، و لا نؤيد ما ينبغي ان نعارض" فلم يكن قيادات حزب الغد يضعون في اعتبارهم الصدام المبكر مع الحكومة. لكن الحزب لم يكن حزبا مستأنسا مثل بقية احزاب المعارضة القديمة، و بات واضحا انه يمثل جيل جديد من المعارضة المصرية بدأ يجذب اليه الكثيرين خاصة من الشباب. و خلال الفترة القصيرة التى تلت حصول الحزب على الشرعية قبل ان يتم القبض علي رئيسه، قام نور بنشاط مكثف من اجل بناء قواعد حزبه، سواء في تأسيس المقرات او في ضم أعضاء جدد، و بالفعل كان نمو الحزب سريعا مقارنة بالاحزاب القديمة.
حين بدأ الحزب كان مؤسسوه و على رأسهم الدكتور ايمن نور لديهم تطلعات في بناء حزب قوي مؤسسي غير تقليدي، يتفادى عيوب الاحزاب التقليدية، و كانت البداية بالمؤتمر التأسيسي الذي انتخب فيه الحزب رئيسه و هيئته العليا بشكل ديموقراطي، و لاول مرة في تاريخ الاحزاب المصرية تم تحديد فترة ولاية رئيس الحزب بدورتين فقط.
اتسمت المرحلة الاحقة لذلك بحماس اعضاء الحزب و الرغبة في بناء حزب قوي، متاثرين بالدفعة المعنوية التى حصل عليها الحزب بعد النصر الذي حققه في معركة التأسيس التى انتهت لصالحه، انعكس ذلك في الاجتماعات الاحقة للجمعية العمومية حيث كان هناك حرص من الحزب على الديموقراطية في اتخاذ القرار، بعد مناقشات مستفيضة. و لم تكن الخلافات في وجهات النظر في تلك المرحلة ظاهرة بشكل حاد، و اتسمت بانها تصب في اطار الرغبة في الدفع بالحزب للامام.
ركز حزب الغد في خطابه الحزبي انه الحزب الجديد لليبرالية المصرية، و انه امتداد للتيار الليبرالي الذي مثله حزب الوفد قبل الثورة لذا فقد حرص على عقد المؤتمرات الصحفية المهمة امام بيت الامة منزل الزعيم الراحل سعد زغلول.
كما ربط حزب الغد بين برنامجه و بين مطالب الحركات الجديدة مثل حركة كفاية التى تمسكت بموقفها من المطالبة بالتغيير الفوري للدستور، و اجراء اصلاحات سياسية جوهرية و لم يتخلى حزب الغد عن هذه المواقف.
كانت تلك المواقف، بالاضافة الى كسر حزب الغد لقيود الحركة المفرضة على الاحزاب في الاتصال بالجماهير مصدر قلق للنظام الذي وضع خطوط حمراء للعمل السياسي، و جعل الاحزاب مجرد ديكور يخلو من المضمون، بعزلها عن الجماهير، و مع الوقت استكانت الاحزاب لذلك، و مارست عمل روتينى غير جاد في السعي لبناء قواعدها.
و جاء القبض على أيمن نور ليضع حد لذلك، و لتصفية حزب الغد و رئيسه الذي لم يكن نشاطه ينم على انه سيكون ضمن الاحزاب الغير ساعية للسلطة مثل بقية احزاب المعارضة الاخرى. و في نفس الوقت انطلقت حملة لتصفية ايمن نور معنويا من خلال بعض الجرائد الحكومية و التابعة للنظام. ألا ان نور اكتسب تعاطفا شعبيا من وراء الطريقة التى تم القاء القبض عليه من خلالها، و اهتمام من قبل وسائل الاعلام الدولية به كزعيم شاب للمعارضة المصرية، كما لقى نور مساندة دولية من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي، مما اسهم في النهاية في الافراج عنه في شهر ابريل.
خلال الفترة التى قضاها نور في السجن و التى امتدت لثلاثة اشهر، ظهرت فيها الخلافات في الرؤى و التوجهات بين اعضاء الحزب، و كانت فرصة لاختراق الحزب من الداخل. و كان الاختلاف داخل الحزب بشأن كيفية التعامل مع النظام الحاكم، بمزيد من التصعيد كما كانت تتبنى المجموعة التى كان تمثلها الدكتورة منى مكرم عبيد، و السفير ناجي الغطريفي ، وهشام قاسم ، و وائل نوارة و و جميلة اسماعيل، و ايهاب الخولى. ام بالمهادنة و عدم استثارة الحكومة كما كانت تتبنى مجموعة رجب هلال حميدة و موسى مصطفى موسى و ابراهيم صالح. و كانت النتيجة هى تصاعد الخلافات بين المجموعتين، خاصة في بعض المواقف خاصة الموقف في الحوار الوطنى تجاه قضية تعديل الدستور الذي تبنى فيها المجموعة الاولى التى كان الدكتور ايمن نور يمثلها ايضا المطالبة بالتعديل الفوري، بينما وافق ممثل المجموعة الثانية موسى مصطفي موسى على فكرة تاجيل المطالبة بالتعديل. و كما اعترضت المجموعة ذاتها على ابراهيم عيسى، المرفوض من النظام كرئيس لتحرير صحيفة الغد. بينما تمسكت المجموعة الاولى به.
بالاضافة الى الخلافات فقد عطل دخول نور الى السجن من انطلاق الحزب في تاسيس قواعده الجماهيرية، بالسرعة التى كانت قبل دخول نور السجن.
و حين خرج نور من السجن استقبل استقبال جماهير غير مسبوق، بعدما ازدات شعبيته و هو خلف القضبان، و بدأ نور في الاستعداد الى الانتخابات الرئاسية بتصعيد حملة الانتقاد الموجهة الى الرئيس مبارك و اسرته.
و على المستوى الداخلى للحزب كانت الخلافات قد قسمت الحزب الى مجموعتين، و لم يستطع الحزب ان يعود مرة اخرى للممارسة الديموقراطية الداخلية، فدائما ما كانت اجتماعات هيئته العليا تشهد خلافات بين المجموعتين. و توقعت مجموعة منى مكرم عبيد ان يتخذ نور قرارات بفصل موسى مصطفى موسى و رجب هلال حميدة.ة الا ان نور لم يفعل خوفا من ان يؤدى ذلك الى تفكك الحزب. و في نفس الوقت فقد ادت المواقف التى اتخذتها اثناءهذه المجموعة وجود نور بالسجن الى انه لم يعد يثق فيها، و انعكس ذلك في تهميش دورهم في المهام الرئيسية للحزب.
أصبح التيار الليبرالي بلا صاحب يعبر عنه بقوة؛ فحزب الوفد ذو التاريخ العريق يواجه ازمات و انقسامات داخلية بسبب سياسيات رئيسه. بينما يعانى حزب الغد من محاولات للقضاء عليه من اجهزة الدولة، في الوقت الذي يحتجز زعيمه الدكتور أيمن نور خلف القضبان اثناء نظر قضية تزوير توكيلات حزب الغد.
و لعل الخطأ الأكبر الذي يؤخذ على الدكتور أيمن نور انه فتح ابواب حزبه الليبرالي الى كل من يرغب في الانضمام دون الالتفات الى توجهاته الفكرية، او انتمائه السابقة، فاصبح "الغد" خليط من توجهات سياسية بعضها غير ليبرالى. و في وسط ذلك تم اختراق الحزب من عناصر امنية عملت على بث الخلافات داخل الحزب و العمل على تدميره من الداخل و ظهر ذلك جليا حين دخل نور السجن لاول مرة احتياطيا في 28 يناير الماضى.
كان للطريقة التى القى القبض فيها على نور و تعمد اهانته، و تفتيش مكتبه و منزله، اثرها في تعاطف الناس معه، و اثارة قضيته على المستوى الدولى، سواء باعلان وزارة الخاجية الامريكية عن قلقها للطريقة التى يعامل بها نور و المطالبة بالافراج عنه بالاضافة الى البرلمان الاوروبي ، و منظمات حقوق الانسان.
بعد رحلة كفاح من اجل تاسيس حزب الغد قدم خلالها الدكتور ايمن نور 5 طلبات لتاسيس الحزب، استطاع ان يحصل على رخصة التأسيس من لجنة شؤون الاحزاب يوم 28 اكتوبر قبل صدور الحكم من لجنة شؤون الأحزاب بأيام قليلة. تخيل نور و مؤسسوا حزب الغد ان المهمة الصعبة قد انتهت، و تبقى ان يبدأ نور في مشواره الطموح لبناء حزب ليبرالي قوى ينافس على السلطة. و ما بين تاسيس الحزب في 28 اكتوبر و القبض على نور في 27 يناير اتبع نور سياسة الخطوات المحسوبة، و مثل ذلك شعاره "نحن لا نعارض ما ينبغى ان نؤيد، و لا نؤيد ما ينبغي ان نعارض" فلم يكن قيادات حزب الغد يضعون في اعتبارهم الصدام المبكر مع الحكومة. لكن الحزب لم يكن حزبا مستأنسا مثل بقية احزاب المعارضة القديمة، و بات واضحا انه يمثل جيل جديد من المعارضة المصرية بدأ يجذب اليه الكثيرين خاصة من الشباب. و خلال الفترة القصيرة التى تلت حصول الحزب على الشرعية قبل ان يتم القبض علي رئيسه، قام نور بنشاط مكثف من اجل بناء قواعد حزبه، سواء في تأسيس المقرات او في ضم أعضاء جدد، و بالفعل كان نمو الحزب سريعا مقارنة بالاحزاب القديمة.
حين بدأ الحزب كان مؤسسوه و على رأسهم الدكتور ايمن نور لديهم تطلعات في بناء حزب قوي مؤسسي غير تقليدي، يتفادى عيوب الاحزاب التقليدية، و كانت البداية بالمؤتمر التأسيسي الذي انتخب فيه الحزب رئيسه و هيئته العليا بشكل ديموقراطي، و لاول مرة في تاريخ الاحزاب المصرية تم تحديد فترة ولاية رئيس الحزب بدورتين فقط.
اتسمت المرحلة الاحقة لذلك بحماس اعضاء الحزب و الرغبة في بناء حزب قوي، متاثرين بالدفعة المعنوية التى حصل عليها الحزب بعد النصر الذي حققه في معركة التأسيس التى انتهت لصالحه، انعكس ذلك في الاجتماعات الاحقة للجمعية العمومية حيث كان هناك حرص من الحزب على الديموقراطية في اتخاذ القرار، بعد مناقشات مستفيضة. و لم تكن الخلافات في وجهات النظر في تلك المرحلة ظاهرة بشكل حاد، و اتسمت بانها تصب في اطار الرغبة في الدفع بالحزب للامام.
ركز حزب الغد في خطابه الحزبي انه الحزب الجديد لليبرالية المصرية، و انه امتداد للتيار الليبرالي الذي مثله حزب الوفد قبل الثورة لذا فقد حرص على عقد المؤتمرات الصحفية المهمة امام بيت الامة منزل الزعيم الراحل سعد زغلول.
كما ربط حزب الغد بين برنامجه و بين مطالب الحركات الجديدة مثل حركة كفاية التى تمسكت بموقفها من المطالبة بالتغيير الفوري للدستور، و اجراء اصلاحات سياسية جوهرية و لم يتخلى حزب الغد عن هذه المواقف.
كانت تلك المواقف، بالاضافة الى كسر حزب الغد لقيود الحركة المفرضة على الاحزاب في الاتصال بالجماهير مصدر قلق للنظام الذي وضع خطوط حمراء للعمل السياسي، و جعل الاحزاب مجرد ديكور يخلو من المضمون، بعزلها عن الجماهير، و مع الوقت استكانت الاحزاب لذلك، و مارست عمل روتينى غير جاد في السعي لبناء قواعدها.
و جاء القبض على أيمن نور ليضع حد لذلك، و لتصفية حزب الغد و رئيسه الذي لم يكن نشاطه ينم على انه سيكون ضمن الاحزاب الغير ساعية للسلطة مثل بقية احزاب المعارضة الاخرى. و في نفس الوقت انطلقت حملة لتصفية ايمن نور معنويا من خلال بعض الجرائد الحكومية و التابعة للنظام. ألا ان نور اكتسب تعاطفا شعبيا من وراء الطريقة التى تم القاء القبض عليه من خلالها، و اهتمام من قبل وسائل الاعلام الدولية به كزعيم شاب للمعارضة المصرية، كما لقى نور مساندة دولية من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي، مما اسهم في النهاية في الافراج عنه في شهر ابريل.
خلال الفترة التى قضاها نور في السجن و التى امتدت لثلاثة اشهر، ظهرت فيها الخلافات في الرؤى و التوجهات بين اعضاء الحزب، و كانت فرصة لاختراق الحزب من الداخل. و كان الاختلاف داخل الحزب بشأن كيفية التعامل مع النظام الحاكم، بمزيد من التصعيد كما كانت تتبنى المجموعة التى كان تمثلها الدكتورة منى مكرم عبيد، و السفير ناجي الغطريفي ، وهشام قاسم ، و وائل نوارة و و جميلة اسماعيل، و ايهاب الخولى. ام بالمهادنة و عدم استثارة الحكومة كما كانت تتبنى مجموعة رجب هلال حميدة و موسى مصطفى موسى و ابراهيم صالح. و كانت النتيجة هى تصاعد الخلافات بين المجموعتين، خاصة في بعض المواقف خاصة الموقف في الحوار الوطنى تجاه قضية تعديل الدستور الذي تبنى فيها المجموعة الاولى التى كان الدكتور ايمن نور يمثلها ايضا المطالبة بالتعديل الفوري، بينما وافق ممثل المجموعة الثانية موسى مصطفي موسى على فكرة تاجيل المطالبة بالتعديل. و كما اعترضت المجموعة ذاتها على ابراهيم عيسى، المرفوض من النظام كرئيس لتحرير صحيفة الغد. بينما تمسكت المجموعة الاولى به.
بالاضافة الى الخلافات فقد عطل دخول نور الى السجن من انطلاق الحزب في تاسيس قواعده الجماهيرية، بالسرعة التى كانت قبل دخول نور السجن.
و حين خرج نور من السجن استقبل استقبال جماهير غير مسبوق، بعدما ازدات شعبيته و هو خلف القضبان، و بدأ نور في الاستعداد الى الانتخابات الرئاسية بتصعيد حملة الانتقاد الموجهة الى الرئيس مبارك و اسرته.
و على المستوى الداخلى للحزب كانت الخلافات قد قسمت الحزب الى مجموعتين، و لم يستطع الحزب ان يعود مرة اخرى للممارسة الديموقراطية الداخلية، فدائما ما كانت اجتماعات هيئته العليا تشهد خلافات بين المجموعتين. و توقعت مجموعة منى مكرم عبيد ان يتخذ نور قرارات بفصل موسى مصطفى موسى و رجب هلال حميدة.ة الا ان نور لم يفعل خوفا من ان يؤدى ذلك الى تفكك الحزب. و في نفس الوقت فقد ادت المواقف التى اتخذتها اثناءهذه المجموعة وجود نور بالسجن الى انه لم يعد يثق فيها، و انعكس ذلك في تهميش دورهم في المهام الرئيسية للحزب.
أصبح التيار الليبرالي بلا صاحب يعبر عنه بقوة؛ فحزب الوفد ذو التاريخ العريق يواجه ازمات و انقسامات داخلية بسبب سياسيات رئيسه. بينما يعانى حزب الغد من محاولات للقضاء عليه من اجهزة الدولة، في الوقت الذي يحتجز زعيمه الدكتور أيمن نور خلف القضبان اثناء نظر قضية تزوير توكيلات حزب الغد.
و لعل الخطأ الأكبر الذي يؤخذ على الدكتور أيمن نور انه فتح ابواب حزبه الليبرالي الى كل من يرغب في الانضمام دون الالتفات الى توجهاته الفكرية، او انتمائه السابقة، فاصبح "الغد" خليط من توجهات سياسية بعضها غير ليبرالى. و في وسط ذلك تم اختراق الحزب من عناصر امنية عملت على بث الخلافات داخل الحزب و العمل على تدميره من الداخل و ظهر ذلك جليا حين دخل نور السجن لاول مرة احتياطيا في 28 يناير الماضى.
No comments:
Post a Comment