في حرب أكتوبر عام 1973 استخدم النظام المصري ما أسماه بخطة الخداع الاستراتيجي في المعركة. لم يكن "الخداع الاستراتيجي قاصرا على حرب أكتوبر فقط إنما هو أحد أدوات نظام يوليو منذ تأسيسه وهو له عنوانا بارزا اسمه "هيكل"
محمد حسنين هيكل، الذي احتفل الإعلام الرسمي المصري بعيد ميلاده التسعين الأسبوع الماضي هو كلمة السر وحلقة الوصل في النظام الذي خرب مصر خلال الستين عاما الماضية. في السطور التالية مقتطفات مما كتب عن دور الأستاذ كوسيط بين المخابرات الأمريكية وضباط يوليو للقيام بانقلاب عام 1952 وتأسيس النظام العسكري. ظل هيكل خلال أكثر من 6 عقود عراب هذا النظام الذي بني على خداع الشعب المصري ونهب ثرواته وإهدار استقلاله الوطني. وبالرغم من كل الاتهامات التي سترد لاحقا له بالعمالة للمخابرات الأمريكية لايزال "الأستاذ" محتفظا بدوره بعيدا عن أي مساءلة.
محمد حسنين هيكل، الذي احتفل الإعلام الرسمي المصري بعيد ميلاده التسعين الأسبوع الماضي هو كلمة السر وحلقة الوصل في النظام الذي خرب مصر خلال الستين عاما الماضية. في السطور التالية مقتطفات مما كتب عن دور الأستاذ كوسيط بين المخابرات الأمريكية وضباط يوليو للقيام بانقلاب عام 1952 وتأسيس النظام العسكري. ظل هيكل خلال أكثر من 6 عقود عراب هذا النظام الذي بني على خداع الشعب المصري ونهب ثرواته وإهدار استقلاله الوطني. وبالرغم من كل الاتهامات التي سترد لاحقا له بالعمالة للمخابرات الأمريكية لايزال "الأستاذ" محتفظا بدوره بعيدا عن أي مساءلة.
في مايو عام 1944 كتب هيكل في ذكرى جلوس الملك فاروق مقالا بجريدة
روزاليوسف عبارة عن وصلة من النفاق للملك، كتب يقول: "في يوم عيدك يا مولاي.. ثمان سنوات وأنت تحمل مسئولية هذا
الوطن وهذا الشعب، كنت فيها نعم الملك الدستوري في ظروف لعلها أدق ما مر بها في
تاريخ حياتها، أوليس الفاروق هو الذي قال ذات مرة :ـ إنني أحب قيادة السفينة
أثناء العاصفة"
المقال الذي كتبه هيكل، وكان يبلغ من العمر آن ذاك 21 عاما، يكشف عن شخص
وصولي يستخدم قلمه للصعود وتحقيق مصالح شخصية، هذا القلم وهذا الشخص الوصولي الذي خدع
المصريين لعقود وزيف التاريخ، وجد في عبد الناصر ضالته لمواصلة مشروعه الوصولي.
تأسس النظام الحاكم في مصر عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في يوليو
عام 1952، بصفقة ما بين جهاز الاستخبارات الأمريكية (السي أي إيه) ومجموعة من
الضباط الصغار في الجيش و بواسطة عميل المخابرات الأمريكية مصطفى أمين وتلميذه
النجيب هيكل. كانت الولايات المتحدة تهدف بإحلال "انكشارية عسكرية" في
مصر إلى ضمان السيطرة على أهم دول الشرق عقب خروج بريطانيا.
لعب هيكل دورا رئيسيا في تسهيل نجاح العلاقة السرية بين ضباط يوليو والسي
أي إيه، وظل يلعب هذا الدور بالرغم من توالي الرؤساء منذ 1952 وحتى يومنا هذا،
وبعد أن ساهم في صناعة اسطورة عبد الناصر بالخداع، يعيد الكرة الآن بمحاولة صناعة
أسطورة مزيفة أخرى لقاتل إسمه السيسي!
يقول مايلز كوبلاند في كتاب "لعبة الأمم": "... كما أن محمد
حسنين هيكل هو نفسه الذي عمل على انجاح اللقاءات المتعددة بين الضابط ليكلاند
(عميل المخابرات الأمريكية) والضباط المصريين الأحرار وقد تم ذلك –بالطبع- قبل
الانقلاب.. ومن بين الضباط الأحرار كان عبد الناصر نفسه، واستمر هذا الضابط- أي
ليكلاند- يستقبلهم بعد الانقلاب في شقته المطلة على نهر النيل طيلة أشهر عديدة..
والمضحك في الأمر- يقول كوبلاند- اذا شئنا القول- أن الجماهير كانت تهتف لمحمد
نجيب وكذلك العالم الخارجي، أما السفارة الأمريكية فقد ربطت كل علاقتها مع عبد
الناصر، ومن خلال ليكلاند، لأن عبد الناصر كان الرجل الوحيد القادر على اتخاذ
القرارات الحاسمة"
عندما
كان نظام يوليو على وشك أن ينهار عاد هيكل يلعب دور على الساحة السياسية المصرية
بعد أن كان قد توارى، ولما لا فهيكل هو مهندس انقلاب يوليو، وكاهن النظام الأمين
على أسراره. يقول كوبلاند: "لم ينس السفير الأمريكي كافري أن يكثر من
الزيارات الروتينية لمحمد نجيب ويسلمه الرسائل الواردة من واشنطن... لكن الحوار
الحقيقي بين الحكوميتين المصرية والأمريكية كان يدار مع عبد الناصر وبواسطة
ليكلاند، وبصورة أدق بين ليكلاند وهيكل. وقد اتصف هيكل بالمرونة والحذاقة فكان
يتسلل بالتدريج إلى صلب الاتصالات الجارية بيننا وبين عبد الناصر، وكان هيكل قادرا
على طلي وجهات نظر عبد الناصر بالحلوى قبل أن ينقلها إلى السفارة الأمريكية، وهكذا
كان يفعل عندما يطلب إليه أن ينقل وجهات نظر السفارة الأمريكية في القاهرة إلى عبد
الناصرى نفسه"
وفي
كتاب "رسالتي للمغفلين" كتب محمد جلال كشك: ".. وقد اتهم محمد نجيب،
هيكل في كلام مكتوب ومنشور بأن المخابرات المصرية قدمت له (لنجيب) ولعبد الناصر
تقريرا بأن محمد حسنين هيكل عميل للسفارة الأمريكية فلم يستطيع أن يلجأ للقضاء كما
فعل الطاهر الذليل محمد نجيب (في هذه الواقعة على الأقل) لذلك آثر هيكل أن ينسحب
مرة أخرى وذيله بين رجليه، الأولى نصحه محمد فوزي ألا يلجأ إلى القضاء ومحمود فوزي
رجل أرقم يعرف السر، وصدقه النصح، والمرة الثانية عندما اعتذر لمحمد نجيب وتراجع،
فهذه الواقعة – واقعة برج القاهرة- لا تثبت تزوير وكذب محمد حسنين هيكل وانما تشير
إلى وجود سر خطير يحرص هيكل على اخفاءه ولو بالتزوير"
إذا كان مفهوما عدم فتح تحقيق مع هيكل في هذه الاتهامات له بالعمالة
للمخابرات الأمريكية خلال فترات حكم رؤساء يوليو السابقين لأنهم كانوا شركاء له في
تلك العلاقة، فلا يوجد ما يفسر احتفاء النظام العسكري الحاكم الأن بهيكل سوى أن
تلك العلاقة السرية التي بني علي أساسها النظام لازالت قائمة.
No comments:
Post a Comment