Monday, December 26, 2005

الحرية هى الحل



الحرية هى الحل
"مجتمع تغيب فيه الحرية مجتمع له سقف من النمو و التقدم لا يمكن ان يتخطاه مهما بلغ من تقوى و ورع"
بقلم- مجدي سمعان:

بالرغم من اني شاهدت فيلم القلب الشجاع للممثل الامريكى القدير ميل جيبسون عدة مرات الا اني لازلت اتوقف عند هذا الفيلم طويلا.خاصة في المشهد الأخير الذي يعدم فيه بطل الفيلم الثائر الاسكتلندي ضد الاستبداد الانجليزي وليام ولاس. حين يخيّروه بين ان يعلن استسلامه و ولائه لملك انجلترا فينجوا بنفسه، او يقتل و يعذب بابشع انواع التعذيب، فيقرر ان يتحمل الالم و يضحى بنفسه من اجل حرية وطنه. و جمع كل ما تبقى له من قوة و هو يلفظ انفاسه الأخيرة و صرخ بأعلى صوته "Freedom" أو حرية. و مات ولاس لكنه اصبح رمزا للحرية. فقد عرف معنى الاستبداد في غياب الحرية، و انه لا قيمة لحياة تامن فيها على حريتك حين قتلت زوجته أمام عينيه، و هو الذي لم يستطع اعلان زواجه منها لان الامراء الانجليز كانوا يأخذون العروس من عريسها في اول ليلة.
و في مشهد من المشاهد الرائعة و هو مشهد المواجهة بين الجيش الانجليزي المدجج بالسلاح، و بين المتمردين الاسكتلندين بأسلحتهم التقليدية. حين راي الاسكتلندين عتاد الانجليز ففكروا في الانسحاب، مستسلمين للخضوع مرة أخرى للاستبداد و التخلى عن حريتهم. فقال لهم وليام ولاس كلماته الرائعة التى ينبغى ان تكرر للمصريين في التلفزيون كما يكرر الاعلان ، او كما تكرر حكومتنا الاغاني الوطنية البلهاء، التى اصبحت مثار سخريتنا. "يمكنكم الان ان تنسحبوا و تعودوا الى منازلكم، لكن حين تأتى لحظة الموت و انت كهل كبير على فراشك ستتمنى ان يعود بك الزمن لتلك الحظة التى تخاذلت فيها و فرطت في حريتك"
و قد وقفنا –الشعب المصري- هذه الوقفة كثيرا و قررنا الانسحاب من المواجهة و اختيار ان نحيا بدون حرية تحت الاحتلال الاجنبي تارة و تحت الاستبداد الداخلى تارة اخرى، و تركنا خدودنا ملطشة لكل من هب و دب.
و قد مات اجدادنا و تركوا لنا ارث من العبودية، بكافة اشكالها، و الاستبداد الذي جعلنا غير واثقين من انفسنا، و امة من العجزة في كافة المجالات.

و ليس غريبا ان يكون اول ما يقابلك في الولايات المتحدة الامريكية هو تمثال الحرية، يحمل شعلة التنويرلهذه البلاد و الشعوب التى عرف معنى الحرية و هبت للدفاع عنها لانها تعرف ان حضارتها مبنية عليها. و قدمت تضحيات من اجلها من دماء ابنائها، في حين كنا نحن جبناء في تقديم التضحيات من أجل الحرية.
لقد سلب منا حكامنا في نهاية عهد الفراعنة حريتنا، فلم نشعر انها ضاعت منا حين تم استعمارنا. و خضعنا للاستبداد حتى كدنا ان ننسى اننا شعب يمكن ان يحكم نفسه، و المشهد المثير للسخرية في التاريخ المصري، عندما خلع المصريون الوالى العثمانى خورشيد باشا ذهبوا لشخص اجنبي اخر لكى يطلبوا منه ان يحكمهم.

لقد أصبحت " الحرية هى الحل" و الدواء الاكيد لحالتنا. في مصر و المنطقة العربية، التى اصبحت ثقافة الاستبداد جزء من تكوينها الثقافي. فاذا كان الاستبداد هو الذي أوصلنا الى هذه الحالة. و انا لا اتكلم عن استبداد الحكم فقط بل الاستبداد بكافة اشكاله، بدا بالاستبداد داخل الاسرة و استبداد رجال الدين، و استبداد صاحب العمل.. نهاية باستبداد الفرد الحاكم المتحكم.

و الخوف الان من وصول الاخوان الى السلطة، لاننا سنخرج من نظام ديكتاتوري يحكم باسم الفرد ، الى نظام شمولى اخر يحكم باسم الحق الالهي، و يسلب الهامش الضئيل من الحرية الاجتماعية المتاحة ليكون هناك من يحاسبونك على الارض على افعالك المفترض ان يحاسبك عنها الله، و في مناخ محافظ و متذمت مثل هذا لا ينمو الابداع لان الابداع هو ابن من ابناء الحرية. الحرية كما يعرفها العالم و ليست الحرية التى نضع لها الف قيد و نقرنها بالمسؤولية، و تضرب كفا بكف حين تجد من يحدثك عن الحرية و يضع لك قائمة طويلة من الممنوعات.
مجتمع تغيب فيه الحرية السياسية و الاجتماعية و بالتالي الحرية العلمية و الفنية و الادبية... هو مجتمع لها سقف من النمو و التقدم لا يمكن ان يتخطاه مهما بلغ من تقوى و ورع.
الحرية هى علاج امراض الاستبداد التى عششت في ثقافتنا، حتى أصبحت ثقافة شاذة عن ثقافة العالم شرقه و غربه. و و تغللغل تلك الثقافة جعلنا ندافع عنها تحت مسمى الخصوصية الثقافية. فحين تحدث احدهم عن الديموقراطية يجيب عليك بحماس انه مع الديموقراطية، و تكتشف في النهاية ان الديموقراطية التى يحدثك عنها هى غير تلك الحريةالتى يعرفها العالم و استقر عليها. و اصبحت لها محددات و اساسيات اذا غاب احدها لا تسمى ديموقراطية، و حين تقول له ان ما تتكلم عنه ليس الديموقراطية التى يعرفها العالم، فيرد عليك بنفس الشكل و الطريقة التى تردد مثل الببغاوات. و حين تحدثه عن حقوق عن حقوق الانسان ينتهى الحديث الى ان يبادرك القول "و ما رأيك في حقوق الشواذ اليست من حقوق الأنسان" و يضع لك امر حقوق الانسان كله في الشواذ. بزعم الخصوصية الثقافية لبلادنا و تقليدنا الاصيلة. برغم ان دولة مثل السعودية بها اكبر معدلات الشواذ في العالم.
و تجد نفس الحديث الذي تسمعه مع معظم الشعب المصري يكرر بنفس الشكل و الاسلوب، حول خصوصينا الثقافية العظيمة. و هذه الخصوصية هى نتاج لمجتمع محافظ تغيب فيه العقلية النقدية، و نقد الذات، و بالتالى اصبحت ثقافة راكدة، تصطدم الان مع العالم بعد سقوط الحواجز من جراء العولمة. هذه الخصوصية الثقافية أصبحت الان خطرا على العالم.
و خصوصيتنا الثقافية هى تركيبة فريدة من الاستبداد، و الفكر الدينى السلفى، و قد اصبحت مثل برميل برود يهدد قيم العالم المتحضر التى اولها الحرية و التنوع. و أصبحت الحرية بكل اشكالها هى الدواء، الذى يشبه ضوء الشمس الذي يدخل غرفة مظلمة بها روائح نتنة و مغلقة منذ سنين طويلة.

لذا فالحل كما اصبح واضحا امام الجميع هو في حزب ليبرالى حقيقي، يؤمن قادته بقيم الحرية كما كان حزب الوفد قبل الثورة. حزب يجعلنا نتصالح مع العالم الغربي لا نصطدم معه. و يعيدنا الى ركب الحضارة الانسانية بكل قيمها.

لنصرخ كما صرخ وليام ولاس بكل قوتنا "حرية" و المفارقة اننا الان قد لا نحتاج الا ان نقف في الشارع لنصرخ باصواتنا حرية. و لكن لا اعلم ماذا سيكون شكل المستقبل هل سنتطر الى ان نحمل السلاح مرة اخرى لنحرر بلادنا من محتل اجنبي "قرف" من سوء تدبيرنا، و ما نمثله من خطر على الحضارة البشرية بسبب تخلفنا.




Friday, December 16, 2005

الغد: حزب تحت الحصار


منذ أن ظهر حزب الغد على الساحة السياسية، و هو يخوض معركة تلو الاخرى، بداية بمعركة الحصول على رخصة تأسيس الحزب، حتى معركة مجلس الشعب الأخيرة. و لم يكد الحزب ان يخرج الى النور و يبدأ في بناء قواعده حتى واجه زعيمه الدكتور أيمن نور أتهام تزوير توكيلات تأسيس الحزب، التى على اثرها ألقى القبض عليه يوم 27 يناير من داخل مجلس الشعب بعد ان تم رفع الحصانة عنه في اقل من ساعة. و خلال فترة وجوده بالسجن واجه حزب الغد محاولات لاختراقه و تدميره من الداخل.


كان للطريقة التى القى القبض فيها على نور و تعمد اهانته، و تفتيش مكتبه و منزله، اثرها في تعاطف الناس معه، و اثارة قضيته على المستوى الدولى، سواء باعلان وزارة الخاجية الامريكية عن قلقها للطريقة التى يعامل بها نور و المطالبة بالافراج عنه بالاضافة الى البرلمان الاوروبي ، و منظمات حقوق الانسان.

بعد رحلة كفاح من اجل تاسيس حزب الغد قدم خلالها الدكتور ايمن نور 5 طلبات لتاسيس الحزب، استطاع ان يحصل على رخصة التأسيس من لجنة شؤون الاحزاب يوم 28 اكتوبر قبل صدور الحكم من لجنة شؤون الأحزاب بأيام قليلة. تخيل نور و مؤسسوا حزب الغد ان المهمة الصعبة قد انتهت، و تبقى ان يبدأ نور في مشواره الطموح لبناء حزب ليبرالي قوى ينافس على السلطة. و ما بين تاسيس الحزب في 28 اكتوبر و القبض على نور في 27 يناير اتبع نور سياسة الخطوات المحسوبة، و مثل ذلك شعاره "نحن لا نعارض ما ينبغى ان نؤيد، و لا نؤيد ما ينبغي ان نعارض" فلم يكن قيادات حزب الغد يضعون في اعتبارهم الصدام المبكر مع الحكومة. لكن الحزب لم يكن حزبا مستأنسا مثل بقية احزاب المعارضة القديمة، و بات واضحا انه يمثل جيل جديد من المعارضة المصرية بدأ يجذب اليه الكثيرين خاصة من الشباب. و خلال الفترة القصيرة التى تلت حصول الحزب على الشرعية قبل ان يتم القبض علي رئيسه، قام نور بنشاط مكثف من اجل بناء قواعد حزبه، سواء في تأسيس المقرات او في ضم أعضاء جدد، و بالفعل كان نمو الحزب سريعا مقارنة بالاحزاب القديمة.
حين بدأ الحزب كان مؤسسوه و على رأسهم الدكتور ايمن نور لديهم تطلعات في بناء حزب قوي مؤسسي غير تقليدي، يتفادى عيوب الاحزاب التقليدية، و كانت البداية بالمؤتمر التأسيسي الذي انتخب فيه الحزب رئيسه و هيئته العليا بشكل ديموقراطي، و لاول مرة في تاريخ الاحزاب المصرية تم تحديد فترة ولاية رئيس الحزب بدورتين فقط.
اتسمت المرحلة الاحقة لذلك بحماس اعضاء الحزب و الرغبة في بناء حزب قوي، متاثرين بالدفعة المعنوية التى حصل عليها الحزب بعد النصر الذي حققه في معركة التأسيس التى انتهت لصالحه، انعكس ذلك في الاجتماعات الاحقة للجمعية العمومية حيث كان هناك حرص من الحزب على الديموقراطية في اتخاذ القرار، بعد مناقشات مستفيضة. و لم تكن الخلافات في وجهات النظر في تلك المرحلة ظاهرة بشكل حاد، و اتسمت بانها تصب في اطار الرغبة في الدفع بالحزب للامام.


ركز حزب الغد في خطابه الحزبي انه الحزب الجديد لليبرالية المصرية، و انه امتداد للتيار الليبرالي الذي مثله حزب الوفد قبل الثورة لذا فقد حرص على عقد المؤتمرات الصحفية المهمة امام بيت الامة منزل الزعيم الراحل سعد زغلول.
كما ربط حزب الغد بين برنامجه و بين مطالب الحركات الجديدة مثل حركة كفاية التى تمسكت بموقفها من المطالبة بالتغيير الفوري للدستور، و اجراء اصلاحات سياسية جوهرية و لم يتخلى حزب الغد عن هذه المواقف.
كانت تلك المواقف، بالاضافة الى كسر حزب الغد لقيود الحركة المفرضة على الاحزاب في الاتصال بالجماهير مصدر قلق للنظام الذي وضع خطوط حمراء للعمل السياسي، و جعل الاحزاب مجرد ديكور يخلو من المضمون، بعزلها عن الجماهير، و مع الوقت استكانت الاحزاب لذلك، و مارست عمل روتينى غير جاد في السعي لبناء قواعدها.


و جاء القبض على أيمن نور ليضع حد لذلك، و لتصفية حزب الغد و رئيسه الذي لم يكن نشاطه ينم على انه سيكون ضمن الاحزاب الغير ساعية للسلطة مثل بقية احزاب المعارضة الاخرى. و في نفس الوقت انطلقت حملة لتصفية ايمن نور معنويا من خلال بعض الجرائد الحكومية و التابعة للنظام. ألا ان نور اكتسب تعاطفا شعبيا من وراء الطريقة التى تم القاء القبض عليه من خلالها، و اهتمام من قبل وسائل الاعلام الدولية به كزعيم شاب للمعارضة المصرية، كما لقى نور مساندة دولية من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي، مما اسهم في النهاية في الافراج عنه في شهر ابريل.
خلال الفترة التى قضاها نور في السجن و التى امتدت لثلاثة اشهر، ظهرت فيها الخلافات في الرؤى و التوجهات بين اعضاء الحزب، و كانت فرصة لاختراق الحزب من الداخل. و كان الاختلاف داخل الحزب بشأن كيفية التعامل مع النظام الحاكم، بمزيد من التصعيد كما كانت تتبنى المجموعة التى كان تمثلها الدكتورة منى مكرم عبيد، و السفير ناجي الغطريفي ، وهشام قاسم ، و وائل نوارة و و جميلة اسماعيل، و ايهاب الخولى. ام بالمهادنة و عدم استثارة الحكومة كما كانت تتبنى مجموعة رجب هلال حميدة و موسى مصطفى موسى و ابراهيم صالح. و كانت النتيجة هى تصاعد الخلافات بين المجموعتين، خاصة في بعض المواقف خاصة الموقف في الحوار الوطنى تجاه قضية تعديل الدستور الذي تبنى فيها المجموعة الاولى التى كان الدكتور ايمن نور يمثلها ايضا المطالبة بالتعديل الفوري، بينما وافق ممثل المجموعة الثانية موسى مصطفي موسى على فكرة تاجيل المطالبة بالتعديل. و كما اعترضت المجموعة ذاتها على ابراهيم عيسى، المرفوض من النظام كرئيس لتحرير صحيفة الغد. بينما تمسكت المجموعة الاولى به.
بالاضافة الى الخلافات فقد عطل دخول نور الى السجن من انطلاق الحزب في تاسيس قواعده الجماهيرية، بالسرعة التى كانت قبل دخول نور السجن.
و حين خرج نور من السجن استقبل استقبال جماهير غير مسبوق، بعدما ازدات شعبيته و هو خلف القضبان، و بدأ نور في الاستعداد الى الانتخابات الرئاسية بتصعيد حملة الانتقاد الموجهة الى الرئيس مبارك و اسرته.
و على المستوى الداخلى للحزب كانت الخلافات قد قسمت الحزب الى مجموعتين، و لم يستطع الحزب ان يعود مرة اخرى للممارسة الديموقراطية الداخلية، فدائما ما كانت اجتماعات هيئته العليا تشهد خلافات بين المجموعتين. و توقعت مجموعة منى مكرم عبيد ان يتخذ نور قرارات بفصل موسى مصطفى موسى و رجب هلال حميدة.ة الا ان نور لم يفعل خوفا من ان يؤدى ذلك الى تفكك الحزب. و في نفس الوقت فقد ادت المواقف التى اتخذتها اثناءهذه المجموعة وجود نور بالسجن الى انه لم يعد يثق فيها، و انعكس ذلك في تهميش دورهم في المهام الرئيسية للحزب.



أصبح التيار الليبرالي بلا صاحب يعبر عنه بقوة؛ فحزب الوفد ذو التاريخ العريق يواجه ازمات و انقسامات داخلية بسبب سياسيات رئيسه. بينما يعانى حزب الغد من محاولات للقضاء عليه من اجهزة الدولة، في الوقت الذي يحتجز زعيمه الدكتور أيمن نور خلف القضبان اثناء نظر قضية تزوير توكيلات حزب الغد.

و لعل الخطأ الأكبر الذي يؤخذ على الدكتور أيمن نور انه فتح ابواب حزبه الليبرالي الى كل من يرغب في الانضمام دون الالتفات الى توجهاته الفكرية، او انتمائه السابقة، فاصبح "الغد" خليط من توجهات سياسية بعضها غير ليبرالى. و في وسط ذلك تم اختراق الحزب من عناصر امنية عملت على بث الخلافات داخل الحزب و العمل على تدميره من الداخل و ظهر ذلك جليا حين دخل نور السجن لاول مرة احتياطيا في 28 يناير الماضى.

Friday, November 18, 2005

الكونجرس يربط بين المعونة الامريكية وأحترام الحكومة المصرية لحقوق الانسان وحرية العقيدة.
المؤتمر القبطي بواشنطن يحمل نظام يوليو و الفكر الوهابي و الاخوان مسئولية التميز ضد الاقباط

واشنطن- مجدى سمعان:

ربط أعضاء بارزون بالكونجرس الامريكي بين احترام الحكومة المصرية للحريات الدينية و حقوق الانسان و بين المعونة الامريكية, و ذلك خلال فاعليات المؤتمر القبطي الثاني الذي يعقد في العاصمة الامريكية واشنطن في الفترة من 16 الي 19 نوفمبر الجاري

و شارك عضو الكونجرس الامريكي و رئيس لجنة تقرير المعونة الامريكية ستيف روث مان بالمؤتمر و القى كلمة قصيرة قال فيها ان الكونجرس الامريكي مهتم بالتميز ضد الاقباط، مشيرا الى انه كتب الي الرئيس مبارك لحل مشاكل الاقباط، و التدخل لحماية الاقباط بالاسكندرية، و كتب الي وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس مطالبا اياها بان تكتب للرئيس مبارك للالتفات الى مطالب الاقباط.
و اشار روث مان ان المعونة الامريكية التي هي من اموال دافعي الضرائب الامريكي الذي يشجع الممارسة الديموقراطية و احترام حقوق الانسان و الحريات الدينية.
وقال السيناتورفل أنجليش عضو ورئيس لجنة حقوق الانسان بالكونجرس الامريكي خلال جلسة الاستماع التي عقدت الأربعاء الماضي بلجنة حقوق الإنسان بالكونجرس بحضور ضيوف المؤتمر القبطي إن الحكومة الامريكية تدعم مصر بمساعدات سنوية لمساعدتها على الحفاظ علي الاستقرار في الشرق الأوسط.

, أشار السيناتور أنجليش ألي أن هناك مشاريع للتجارة بين الولايات المتحدة ومصر مشددا علي أن دافع الضرائب الامريكي ينظر بعين الاعتبار لحرية العبادة في مصر وصعب ان يري عدم الاستقرار بالنسبة لمسألة حرية العبادة معتقدا أن الشعب الامريكي يهتم بأقامة علاقات تجارية مع مجتمعات تجمعها سويا أرضية مشتركه.

وأوضح أنجليش أنه يسلط الضوء علي الممارسات المصرية ليري ما اذا كانت توفر حماية متساوية للأقليات الدينية، مشيرا الي أنه أذا كانت الحكومة المصرية تلعب دورا ايجابيا في الشرق الأوسط، فمن حق شركائها أن يعرفوا إذا ما كان الأقباط الأرثوذكس و الأقليات الاخري تواجهه اضطهاد، في الوقت الذي تقدم الولايات المتحدة مساندة كريمة لمصر من أموال دافعي الضرائب.

و خلال جلسة الاستماع عرض كلا من ستيف ليستون من المكتب الدولي للحريات الدينية ومايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة و اليزابيث بردروم من اللجنة الدولية لحقوق الانسان ونادية غالي من منظمة أقباط أستراليا شهادتهم حول أوضاع الاقباط في مصر.


وكان فندق واشنطن بلازا شهد الاربعاء الماضي افتتاح أعمال المؤتمر القبطي الثاني للأقباط بحضور 32 من ممثلي للمنظمات القبطية في المهجر وعدد من رجال الثقافة و الفكر و الأعلام المهتمين بالشأن القبطي وحقوق الإنسان من مصر ولبنان وتونس وقطر والامارات العربية و البحرين و السودان .


وربط مايكل منير بين مشاكل الاقباط وغياب الديموقراطية في مصر في ظل حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك مؤكدا علي أن نظام الرئيس مبارك قام بمصادرة الحياة السياسية .
و ابدي منير استيائه من عدم ترشيح الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية سوي لأثنين من الأقباط في الوقت الذي يتحدث عن حقوق المواطنة للجميع مسلمين و أقباط .

وقال ان الحكومة المصرية كان ينبغي عليها ان تقدم روساء تحرير جريدة الميدان و الاسبوع الي المحاكمة لاقدامهما علي نشرالمواد الصحفية التي تسببت في احداث الاسكندرية و هو ما مايهدد الوحدة الوطنية و السلام الاجتماعي في مصر .

ودعا الكونجرس الامريكي الي الضغط علي النظام المصري من أجل تطبيق نظام ديموقراطي يكفل الحرية و العدالة لجميع أبناء مصر من مسلمين وأقباط .
وفي افتتاح الجلسة الأولي للمؤتمر تحدث المهندس عدلي أبادير يوسف رئيس منظمة الاقباط متحدون للمؤتمر عبر شبكة الفيديو كونفرس محملا الحكومة المصرية, و الفكر الوهابي وحركة الاخوان المسلمين مايحدث للاقباط من مشاكل، وأعتبر أبادير ان الحكومات الشموليه في مصر القابضة علي زمام الحكم منذ عام 1952 كانت تستهدف أقامة الدولة الاسلامية في مصر ، وأستشهد بحوار دار بينة وبين شقيق زوجة الرئيس الراحل أنور السادات الذي كشف عن ذلك عقب قيام ثورة يوليو مشيرا الي أن الخلاف بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحركة الاخوان أسهم في تأجيل هذا الهدف ، الي أن جاء السادات محاولا أستكمال ما عزمت الثورة المصرية علي تحقيقة .

وذكر المهندس أبادير أن ممثلي الحكومة المصرية في المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1955 أكدوا لحضور المؤتمر بأن الثورة المصرية قد بدأت خطة طويلة الأجل لتقليص نفوذ وحضور المسيحيين في مصر غبر أستبعادهم من الوظائف العامة ودفعهم ودفعهم للهجرة ، وقامت حكومة يوليو بتغيير المادة الثانية من الدستور لتصبح الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع و أطلقت سراح عناصر حركة الاخوان المسلمين من السجون و المعتقلات.

وهاجم المهندس أبادير جماعة الاخوان المسلمين المصرية معتبرها النظام الام لكل التنظيمات الارهابية في العالم .

وأكد أبادير علي أن قضية الاقباط تمثل أحد قضايا حقوق الانسان في مصر موضحا ان الاقباط سيلجاؤن الي المنظمات الدولية لعرض قضيتهم، و في سبيل ذلك سيتم أرسال توصيات المؤتمر القبطي الاول و الثاني الي منظمة الامم المتحدة .

وفي الجلسة المسائية عرضت الاعلامية نادية غالي عضو منظمة الاقباط في أستراليا نماذج لحالات أختطاف القاصرات من المسيحيات وأجبارهن علي الإسلام وذكرت بعض الايات القرآنية معتبره أياها تمثل حضا علي التمييز ضد المرأة ، ممادفع المفكر المصري الاستاذ بجامعة هارفارد أحمد صبحي منصور الي الاعتراض علي ماذكرته وأعتبره يمثل هجوم علي الاسلام ، محذرا خطورة تحويل القضية الي صراع بين الاسلام و المسيحية .

وأوضح منصور أزمة الاقباط يسأل عنها النظام المصري وحركة الاخوان المسلمين مشيرا الي أنه دافع عن الاقباط علي مدي مايقرب من عقدين من الزمان وتعرض في سبيل ذلك الي الاضطهاد من قبل المتطرفيين الاسلاميين وهدد منصور بالانسحاب من المؤتمر بل العودة الي مصر اذا ما أحس ان هناك خطة للهجوم علي الاسلام ، ولكن منسق المؤتمر مايكل منير ورئيسة المهندس عدلي ابادير يوسف اكدوا ان المؤتمر ومنظمات الاقباط لاتضع في أجندتها الهجوم علي الاسلام. و اعتذر يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة و بعض الحضور عن ذلك.
و طالب سيدهم من الحضور في المؤتمر بعدم الخروج عن موضوع المؤتمر. و في كلمته تحدث سيدهم عن حقوق الانسان المصري المسيحي و المسلم و قال المسيحيون يعانون اكثر، لكن المسلمون يعانون ايضاز
و كد سيدهم ان مصر الان بها حرية في الصحافة. و اعرب عن امله الفصل بين الدين و الدولة و مراجعة قوانين بناء الكنائس.

و في اليوم التالى للمؤتمر استقبل الحضور في المؤتمر الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مجلس امناء مركز ابن خلدون بحفاوة بالغة و القي ابراهيم الكلمة الرئيسة للمؤتمر. و قال " انا ممن يعتقدون انه لا توجد مشاكل للاقليات بدون مشاكل للاغلبية، و كل ذلك بسبب الانظمة الشمولية. فليس فقط الاقباط الذين لديهم مشاكل، فهناك مشاكل للمراءة ايضا.

و أكد ان النساء و الاقباط هم الذين سيحفظون مصر و يعبرون بها للقرن الحادي و العشرين. فقد حق الا قباط و المراءة اكبر ظهور لهم خلال ثورة 1919 ، و قطعت ثورة يوليو مسيرة الاقباط نحو الحصول على مواطنة كاملة، لذا هاجرت النخبة القبطية و تركة الاقباط بدون قيادة، و مع تزايد الضغط عليهم لجاءو الى الكنسة، بينما لجاء المسلمون الى الجامع بعد هزيمة 67، و غابت نقاط التقاطع بينا الطرفين و هذا الوضع ادى الى عوقب سيئة.
و في ظل ذلك اصبح التميز منظم ضد الاقباط و قد احصى مركز ابن خلدون 162 حادث طائفى خلال الثلاثين عاما الماضية.
و طرح ابراهيم ان يتم تخصيص نسبة 10% للاقباط و 30% للمراءة في المجالس النيابية. مؤكدا انه على الاقباط ان يشاركوا في الحياة السياسية بفاعلية.
و قال "هل حصول الاخوان المسلمين على عدد مضاعف من المقاعد في البرلمان يدعوا الة الاهتمام ام القلق ؟ من مسؤليتنا ان نتعامل مع هذا المستجد بشكل مشابه و نشارك بفاعلية للحصول على مقاعد في البرلمان، و نتحاور معهم.
و اعترض الحصور من الاقباط على طرح ابراهيم بقبول دخول الاخوان بشكل شرعى في الحياة السياسية، مؤكدين على تمسكهم بالفصل بين الدين و الدولة.

Friday, November 04, 2005

اعتقال طالب ازهري بسبب معادته للاصولية



اعتقل عبد الكريم نبيل سليمان (21 سنة) بواسطة أمن الدولة يوم 26 بقسم باب شرقي بالإسكندرية، تم ترحيله يوم 2 نوفمبر لأحدي المعتقلات بسبب مقالاته التي ينشرها على مواقع الانترنت. و يوجه نبيل الانتقادات للجماعات الاسلامية في مدونته على الانترنت، كما يكتب لموقع الأقباط متحدون.
و قامت أجهزة الامن بتفتيش منزله و عثرت على بعض المقالات التى تم مصادرتها. بينما أبدت اسرته عدم اهتمام في الدفاع عن نبيل.

Thursday, November 03, 2005

لماذا لا يثور المصريين و ينضمون الى حركة كفاية


بقلم: مجدي سمعان

المتأمل لتاريخ مصر الحديث و القديم يلحظ أن المصريين لم يثوروا قط على حاكم وطني ، و أن المرات القليلية التي ثارا فيها ضد المحتل الاجنبي كان القاسم المشترك في اسباب تلك الثورات هي العوامل الدينية.
فمقاومة المصريين للاحتلال الروماني كانت من خلف الهوية الدينية و ليس الهوية الوطنية المصرية، و بالمثل مقاومة المصرين للحكام العرب، و من بعدهم كل الاجناس التى توالت على حكم مصر، كانت تنبع من الهوية الدينية.
و حين أصبح الدين الاسلامي هو الغالب على سكان مصر خضع المصريين لحكامهم العرب طالما ان هؤلاء الحكام يعتنقون نفس الدين، حتى و لو كان هؤلاء الحكام من العبيد)المماليك( لان الدين الاسلامي يطلب طاعة ولى الامر المسلم بغض النظر عن العرق و الحنس.
و قد فطن نابليون بونابرت لهذا الامر حين جاء في حملته لاحتلال مصر، لكنه لم ينجح "في حبك الدور" على المصريين، و انطلقت مقاومة الفرنسيين من الازهر من منطلق ديني لا من منطلق وطني قومي.
و نبعت دعوة مصطفى كامل للاستقلال من نفس هذا المنطق فقد كان يدعو الى استقلال مصر من المحتل البريطاني، و عودتها الى الخلافة العثمانية.
السؤال الاساسي المطروح في هذا المقال هو لماذا لا يثور المصريين الان ضد الحكم الشمولى و ينتزعوا الديموقراطية التي تتيح لهم استرداد عصمة القرار.
قد يتسأل البعض لماذا تتحدث عن الثورة و كأنها مسلمة لا تلزم النقاش.
الأجابة قد تطول برصد ارقام، للتدليل على مدى التدهور الذى وصلنا اليه نتيجة لسوء الادارة و الفساد و النهب الذي تحولت اليه البلاد، و هىاشياء غير قابلة للتشكيك ، لانها ارقام، لا يوجد فيها اجتهاد بالراي.
أو برصد مدي التدهور الذي وصلت اليه مكانة مصر في الخارج، حتى أصبح المصريين سبة في الخارج.
و السؤال هو: لماذ لم يستجييب المصريين لحركة كفاية، و لم يخرج الى تظاهراتها سوى عدد محدود هم في معظمهم من الناشطين السياسيين.
بالطبع فقد تلاعب النظام بالشعب المصري و بمطالب الاصلاح و فرغها جميعا من مضمونها، و عملت المكينات الدعائية على غسيل مخ الشعب المصري و روجت اجهزة الامن مقولات تجعل الناس تشعر بان التغيير مستحيل، و ان النظام باق شيئنا ام لم نشئ. و ربطت بين الديموقراطية و التدخل الاجنبى.
السبب الاول في وجهة نظري هو السبب الديني: و الذي يتمثل في اكثر من جزئية: الاولى هى ان الدين الاسلامي يجرم الخروج على ولى الامر، و الثورة ضدة "الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها"
و في الوعي الشعبي من يخرج عن ولى الامر هو اثما و مكانه هو الدرك الاسفل من النار.
كما ان الاقباط ايضا لديهم تفسيرهم لبعض ايات الكتاب المقدس التى تحرم الثورة على الحاكم و تطلب الصلاة من اجلi
السبب الثالث الديني و الذي أعتبره سببا مهما هو ان منسق حركة كفاية هو جورج اسحق و هو مسيحي. و بالطبع فأن المسلم لن يولى امره لغير مسلم، اضف الى ذلك ان هذا الغير مسلم يطلب منه الخروج عن ولى الامر.
السبب الثاني: غلبة التيار الناصري و الاسلامي على القيادات البارزة للحركة . و بالرغم من تعاطف المصريين مع المشروع الناصري الا ان الغالبية تعتبره مشروع ماضوى لم يطور نفسه.
و بالرغم من ان الشعب المصري شعب متدين الا ان الغالبية منه ترفض الحكم باسم الدين. لذلك فعدم وجود وجوه ليبرالية بارزة في الحركة اضعف منها الى حد كبير.
السبب الثالث: و في تقديري الاهم هو ما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية و ميراث الدولة التسلطية.
يعتمد اسلوب التنشئة الاحتماعية في الاسرة المصرية على القهر و كبت محاولات التمرد و الخروج عن المألوف، هذا الاسلوب المتبع في كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية سواء في لبيت او المدرسة او العمل و غيره ينتج شخصية تابعة، غير مبادرة بل تخشى من المبادرة، و تبعاتها و تؤثر السير بجوار الحائط، و تخاف من تبعات التغيير، و ما يمكن ان ياتي به، لذا تجد المصريين يفضلون بقاء وضع سئ خوفا من ان ما سيأتي بعده قد يكون أسوأ، و هو ما يفسر الجملة الشهيرة التي رددت أبان الانتخابات الرئاسية "اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش"
قد تكون السلبية السياسية في مصر نتيجة لعدم مصداقية النظام السياسي و ميراث دولة الخوف من ناحية و لكنها في الاساس نتيجة لنظام التنشئة الاجتماعية من ناحية اخرى و هذا يفسر ضعف المبادرة الاقتصادية، و العجز في كثير من المجالات.
الجزئية الثانية في هذا العامل هى القمع السياسي الذي انتهجته جمهوريات يوليو العسكرية، و الذي جعل المصريين لعقود يخافون من ممارسة السياسة و يعتبرونها مصدرا للمتاعب، و هو ما يجعل الكثيرين يعتقدون ان المشاركة في حركة كفاية سوف تجلب لهم المتاعب، و تجد من يؤيد الحركة و لكنه يعزف عن المشاركة في فيها.
السبب الرابع محاولة ابواق النظام الربط بين الحركات السياسية الجديدة و بين الخطط الامريكية لنشرالديموقراطية في الشرق الاوسط،. و في ظل غياب الوعي لدي قطاع كبير من المصريين باهداف و خلفيات حركة كفاية مما يجعلهم ينظرون بإرتياب لمطالب الحركة، و يعتبرون انها تستقوي بالخارج و تلقى دعما امريكيا.

Wednesday, November 02, 2005

طيور الظلام والاصلاح

تخيل ان غرفة مظلمة بها بعض الكائنات بعضها مفترس و البعض الاخر اليف، و جمع بين النوعين مكان واحد مظلم لفترة طويلة. بحكم الطبيعة ستكيف كل هذه الكائنات من نفسها لتتعايش مع هذا الوضع، و تتكون شبكة من المصالح و المنافع لكل نوع من الكائنات. و علاقة مصلحة غير مباشرة بين الطيور الاليفة المطالبة بالحرية و بين الكائن المفترس.
فجاءة و وسط إستغراق الكائنات الاليفة في مطالبها بالحرية، يأتي من يفتح طاقة ضوء صغيرة في هذا المكان المظلم.. توقعوا ماذا سيكون رد فعل الكائنات الموجودة بالغرفة.
الطبيعي أن طائر الظلام المفترس سيغضبه هذا الامر، و يحاول إغلاق هذه الفتحه بشتى الطرق. المفاجأة ستكون من الطيور الاليفة التي طالما طالبة بالحرية.. ستكتشف انها من طول الاستكانة انها عاجزة عن الطيران، لانها تقدمت في العمر و كونت لنفسها شبكة مصالح ظلامية، بإختصار ستجد أنها و الطائر المفترس اصبحوا كيان واحد.
هذا المثل ينطبق الى حد كبير على الوضع السيالسي القائم الان في مصر، أحزاب المعارضة القديمة و المؤسسة الدنية و جماعات المصالح و شبكات الفساد و المستفيدين من نظام مبارك.. وجدنا كل هؤلاء يعلنون التاييد لمبارك و بحماس. بالطبع فان كل جماعة منهم لها اسبابها الخاصة التى تبدو منطقية في بعض الاحيان لكن السبب الرئيسى هو ما ان كل هؤلاء يشعرون في الاوعى لديهم بالخوف من التغيير، و الخوف من الديموقراطية لانها سوف تطالهم و ستفتح عليهم ابوابا مغلقة.
و تستطيع ان تفسر لماذا ايد كل من الجماعات التي سبق ذكرها لماذا ايدت مبارك في اطار القصة السابق ذكرها. فهذه الكائنات تتلفت حين يدخل الضوء فتجد ان الضوء كشف عواراتها، و تجدها غير على الخروج لانها اصبحت لا تجيد التعامل مع الوضع الجدبد.. إن مكانتها التى بنتها كطير داجنة أصبحت مهددة، غالوقت غير كاف لها لتبني شبكة مصالح جديدة.
لا تندهش حينما حينما ترى ان هذه الطيور تحاول بطريق مباشر او غير مباشر ان تغلق نافذة الضوء.
المتأمل للاوضاع الاوضاع و العلاقات خلال فترة الانتخابات الرئاسية سيجد نوعيين من الناس:
الاول هم النظام القديم و رفقائه بما فيهم احزاب المعارضة القديمة الرئيسىة و الصغيرة الطفيلية. الكل بدا يمثل دوره باتقان قد يكون غير متفق عليه مع النظام.
حتى حزب الوفد مثلا الذي خاض معركة الرئاسية بناؤ على طلب من النظام الحاكم على حد تصريح رئيسة الدكتور نعمان جمعة في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الانتخابات الرئاسية, و كان اكثر ما يؤلم جمعة ليس خسارته الانتخابات بل حصوله على المركز الثالث و تفوق حزب الغد الوليد عليه.
و خلال المؤتمر الصحفي كشفت زلات لسان جمعة صدق نظريتنا حين قال "لقد أخلصنا الى التجربة الانتخابية اكثر من الحزب الوطني!!!" و قال "لم يكن الرئيس مبارك بحاجة الى التزوير لكي ينجح، فنجاحة كان مؤكد!!!"
كما أن رئيس حزب الوفد الذي يدعوا الى الديموقراطية لا يطبقها في حزبه و يدير الحزب باسلوب ديكتاتوري، و يشجعه على ذلك ان القانون المنظم للاحزاب و النظام الحاكم يحمية بطريقة مباشرة و غير مباشرة.
حتى الاحزاب التي قاطعت الانتخابات و بالرغم من وجاهة وجهة نظرها فهى تخاف بطريقة اخرى من المشاركة، حيث خشيت ان يكشف نزولها الى الشارع ضعفها. هى تريد الحرية لكنها تخشاها، و قد تفكر انها مع الوقت سوف تستعيد لياقتها في الطيران.
و ان كانت الاحزاب الثلاث الرئيسية هى قوي سياسية لها خبرة و تاريخ سياسي الا ان الركود السياسي اثر عليها، فهناك الكائنات الطفيلية التى نمت و ترعرعت في ظل الظلام السياسي، هؤلاء مثل الاحزاب الورقية التى لعبت دورا مهما بالنسبة لنظام في الانتخابات الرئاسية، حيث جعلوا الانتخابات مثار سخرية المصريين و جعلهم يقتنعون بانه لا يوجد بديل للنظام مبارك.
جماعات المصالح و الفساد خاضت معركة شرسة من أجل دعم مبارك. لانها ترى مصالحا في ظل نظام الفرد الحاكم، و كما قال لى احد رجال الاعمال ان الديموقراطية ضد مصالحه لانه بامواله يستطيع عمل كل شئ و تخليص اي مصلحة.
و بالطبع امبروطورية الفساد في المحليات تدرك مدي خطورة الديموقراطية على مصالحها، فاعضاء المجالس المحلية لا ياتون الى واقعهم عن طريق انتخابات حقيقية بل عن طريق رضاء الحزب و الحاكم، و ليس عن طريق الشعب الذي يملك عزله و الرقابة عليهم.
الرغيب للبعض كان موقف الكنيسة القبطية الارثوذكسية التي أعلنت تاييدها لمبارك حتى فبل ان تعرف من هم المرشحون الاخرين، وتسأل البعض لماذا واضعا الكثير من علامات التعجب. فالاقباط تحديدا عانوا خلال فترة حكم مبارك و من سبقوه من حكام يوليو، ما لم يعانوه من قبل، و جدنا البابا شنودة يسوق حجة غير مقنعة في اسباب تأييده لمبارك، و كان يفترض بحكم كونه راهبا الا يشارك في ابداء رايه لما لهذا الراى من تبعات اهمها تكريس مبدا الطائفية.
و لمن اخذتهم الحيرة في تفسير موقف قيادلت الكنيسة ان يتذكروا المثل السابق ذكره، فبالرغم مما عاناه الشعب القبطي خلال فترة حكم مبارك الا ان النظام تعامل مع رجال الدين الاقباط باعتبارهم ممثلين عن الاقباط، و ساعد المناخ الطائفي على إعطاء رجال الدين المسيحي مكانة سياسية الى جانب المكانة الدينة التى تعطيهم سلطات روحية مطلقة، و اصبحت الديموقراطية تعنى بالنسبة لهم بروز قيلدات مسيحية مدنية تتولى هى الحديث عن مشاكل الاقباط و بالتالى تسحب البساط من تحت أقدتمهم كما ان جو الديموقراطية و الحوار الذي يضع كل شئ للنقد هو شئ غير مريح للنظام الكنسي المبني على الطاعة و القبول بما يقوله رجال الدين.