عقبات أمام رهان الإخوان المسلمين على رئاسة مصر

　

مجدي سمعان

يوم الأحد الماضي ذهبت لتغطية جولة المرشح الرئاسي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي في مدينة المنصورة، شمال شرق القاهرة. بالرغم من أن الجولة كانت بمثابة استعراض قوة للإمكانيات التنظيمية الكبيرة، إلا أن العقبات التي تواجهها الجماعة، وهي تراهن للمرة الأولى في تاريخها على مقعد الحكم في مصر، وتستخدم رصيدها وخبراتها التي بنتها طوال السنين، قد تكون أكبر من إمكانياتها التنظيمية.

الدفع بمرسي لخوض السباق الرئاسي جاء بعد استبعاد الجنة العليا للانتخابات الرئاسية مرشح الجماعة الأساسي خيرت الشاطر الأسبوع الماضي ضمن 10 مرشحين آخرين استبعدوا لأسباب قانونية. لكن بالرغم من أن مرسي لم يكن قد مضى علي إعتماده أكثر من أسبوع إلا أن الجماعة تمكنت خلال هذه الأيام القصيرة من تجهيز الدعاية الانتخابية بشكل مكثف.

على مداخل مدن وقرى محافظة الدقهلية وقف أعضاء الجماعة، أسر بأكملها، رجال، غالبيتهم ذو لحى خفيفة تميز أعضاء الجماعة، اصطحبوا زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، اللاتي إرتدين الحجاب حتى صغيرات السن منهن. وقفوا في الشمس الحارقة لساعات منتظرين موكب مرسي الذي تأخر لأكثر من ساعتين، لكن حماسهم لم يفتر. الملاحظ أن الأهالي العاديين لم ينضموا للأسر الإخوانية في الترحيب بمرشح الجماعة.

امتلأ مدرج كلية الحقوق بجامعة المنصورة، الذي يسع بضعة آلاف، عن آخره بطلاب بدا من مظهرهم أن غالبيتهم ينتمون إلى الإخوان. جلس الطلبة الذكور في جانب من المدرج بينما جلست الفتيات في الجانب الأخر. حين دخل مرسي وبرفقته المرشح المستبعد خيرت الشاطر ضجت القاعة بتصفيق حماسي من الطلبة. حين بدأ الشاطر حديثه تفاعل معه الطلبه مقاطعينه أكثر من مرة بالتصفيق الحار والهتاف، وكما بدأ حديثه ونبرة التفاعل معه عاليه اختتمه وحماس الطلبة لم يفتر. حين جاء دور مرسي للحديث ضجت القاعة بالتصفيق الحار والهتاف، لكن بمرور الوقت فشل في الحفاظ على نبرة الهتاف والتصفيق بنفس الحماس الذي بدأت به.

في اليوم السابق وصف مرسي نفسه، خلال مؤتمر صحفي لتدشين حملته الانتخابية، بأنه يتمتع بـ"الكاريزما والعمق". كان هذا مثار للتعلقيات الساخرة في الإعلام وعلى صفحات تويتر وفيس بوك، فالرجل وإن كان سياسي مخضرم، شغل منصب المتحدث بإسم كتلة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب من عام 2000 إلى عام 2005، إلا أنه لا يتمتع بالكاريزما التي إدعاها لنفسه.

افتقاد مرسي للكاريزما لن تكون العقبة الوحيده في طريق طموح الجماعة الجديد، فعادة ما كان مرشحو الجماعة في الانتخابات البرلمانية أشخاص عاديين لا حضور لهم على الإطلاق، وكانوا يعتمدون على الدعم الكبير الذي تقدمه الجماعة. وهو ما عبر عنه مرسي نفسه حين قال في كلمته: "هذا مشروع (يقصد مشروع النهضة، برنامج الإخوان الانتخابي) نحمله جميعا، ولو تقدم أي واحد منا، مناسب للمرحلة فإننا كلنا جنوده" لكن هذه المرة الأمر مختلف، فهناك عقبات أخرى أكثر تأثيرا على فرص الجماعة أهمها أن هناك رأي عام أضحى غير واثقا في الجماعة، وهو ما عبر عنه حوالي 200 طالب وقفوا يهتفون خارج مدرج كلية الحقوق: "الكدابين أهم" و "يسقط يسقط حكم المرشد" وهي هتافات تتكرر بصورة متزايدة في أكثر من مكان ومناسبة ضد الإخوان، الذين ينظر إليهم من قطاع كبير من المصريين بأنهم يريدون تكرار تجربة الحزب الوطني الحاكم في أيام حسني مبارك، من خلال نزعتهم الاستحواذية التي ظهرت في أدائهم البرلماني.

كما أن الجماعة ستخوض الانتخابات هذه المرة وهي لا تتمتع، بالدعم غير المباشر الذي حصلت عليه من المجلس العسكري، الذي تغاضي عن كثير من الانتهاكات التي قامت بها وأثرت على نزاهة المنافسة. مع عدم إغفال ما يذهب إليه أصحاب نظريات المؤامرة من أن الحرب الكلامية بين الإخوان والمجلس العسكري، بخصوص قانون العزل السياسي والمادة 28 من الإعلام الدستوري، التي تحصن قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن، قد تكون نوع من التغطية على صفقات وتفاهمات جرت بينهما وراء الأبواب المغلقة، لا نعرف تفاصيلها بعد، وهو أمر له سوابق في ممارسات الجماعة والنظام العسكري الحاكم في مصر.

كما أن هناك مخاوف، ليس فقط لدي القوى السياسية، بل أيضا في الشارع العادي من أن فوز الإخوان بالرئاسة، بعد فوزهم بالانتخابات البرلمانية، سيخل بالتوازن السياسي. وسيعطي للإسلاميين احتكارا للسلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو أمر قد لا يكون صحيا لتطور التجربة الديمقراطية في مصر.

ولن يواجه الإخوان صعوبات تتعلق بضعف مرشحها وانخفاض شعبيتها فقط ولكن أيضا إعلام يبدو أنه أكثر تحيزا ضد الجماعة.

لكن

ليس معنى انخفاض شعبية الإخوان المسلمين أن عامل الدين لن يكون عنصرا أساسيا في الإختيار، كما كان في الانتخابات البرلمانية، فالمفارقة هي أن بعض ممن هتفوا ضد الإخوان في كلية الحقوق قالوا أنهم يؤيدون عبد المنعم أبو الفتوح، وهو قيادي إخواني فصل من الجماعة العام الماضي بعد أن خالف قرار مكتب شورى الإخوان بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية وأعلن ترشحه. وكان السبب الرئيسي لاختيارهم أنه متدين. ومع وصف أبو الفتوح لنفسه بأنه يتبنى توجه إسلامي معتدل فإن كثيرين، وخاصة من التيار الليبرالي، يتشككون في أن انتخابه سيأتي بنفس النتيجة، وهي سيطرة الإسلاميون على السلطة، فالأفكار التي يتبناها أبو الفتوح لم تتغير كثيرا عن أفكار الإخوان، كما أن حوالي 60% من المنخرطين في حملته الانتخابية ينتمون للإخوان، كما قال لي أحد أعضاء حملته.

ورغم كل هذه العقبات فالأمر الذي لا يمكن اغفاله أن أي من المرشحين لن يكون لديه الإمكانيات المادية والتنظيمية التي يتمتع بها مرشح الإخوان، ففي مساء ذلك اليوم حشد الإخوان أكثر من 20 ألف من أنصارهم في ستاد كرة القدم لمدينة المنصورة، جاءوا في أتوبيسات من المدن المحيطة.

هل ينزلق الصراع على السلطة في مصر إلى العنف؟

مجدي سمعان

Egypt Source

مع إقتراب موعد الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المصرية في 26 أبريل المقبل يرتفع مؤشر التوتر السياسي إلى ذروته، ففي ذلك التاريخ ستنحصر الاحتمالات في مجموعة من المرشحين لقيادة البلاد خلال السنوات المقبلة. لكن حالة عدم الإستقرار السياسي الذي شهدته البلاد طيلة العام الماضي، بسبب سوء إدارة المرحلة الانتقالية من قبل المؤسسة العسكرية، أضيف إليها هذا الأسبوع تلويحات متكررة من قبل التيارات السياسية بإمكانية اللجوء إلى العنف خاصة بعد استبعاد اثنين من أبرز المرشحين الإسلاميين.الأيام القليلة المقبلة، حتى الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين، ستحدد ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية ستمر في سلمية أم أنها ستجنح للعنف. يوم السبت الماضي قررت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية استبعاد 10 مرشحين من أصل 23 مرشح لعدم استيفائهم شروط الترشح، منهم الثلاث مرشحين الأبرز: عمر سليمان، النائب السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي نظر إليه بأنه مرشح المؤسسة العسكرية، واستبعد لعدم استيفائه الشروط اللازمة في التوكيلات التي قدمها، إضافة إلى مرشحا التيار الإسلامي: حازم صلاح أبو إسماعيل، مرشح التيار السلفي الذي تم استبعاده بسبب جنسية والدته الأمريكية، وخيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي استبعد بسبب صدور حكم جنائي ضده. كان الثلاثة يتصدرون استطلاعات الرأي إضافة إلى عمرو موسى، الأمين العام السابق لجماعة الدول العربية، وعبد المنعم أبو الفتوح، العضو السابق بجماعة الإخوان المسلمين، ومحمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي تم الدفع به كمرشح احتياطي في حالة استبعاد الشاطر. وفي حالة عدم موافقة لجنة الانتخابات الرئاسية على الطعون المقدمة من المستبعدين فسيكون موسى وأبو الفتوح حصانا الرهان البارزين في الانتخابات الرئاسية، و أبرز المستفيدين من قرار الاستبعاد. التلويح باستخدام العنف بدأ حين أعلن سليمان عن ترشحه الأسبوع الماضي. خوض سليمان سباق الرئاسة كان بمثابة تحديا لما لازال يسمى في مصر بثورة. وكان نجاحه سيكون بمثابة الضربة القاضية لما تبقى من أحلام التغيير. تراوحت ردود الفعل بين التيار الثوري ما بين التجهيز لانتفاضة ثانية، وجنوح البعض للتأكيد على أن هذه الانتفاضة ستكون مسلحة، مثلما صرح خالد علي، المحامي ومرشح الرئاسة ذو التوجه اليساري.لكن مع خروج سليمان المحتمل من السباق فإن احتمالات عدم الإستقرار السياسي الذي يتراوح ما بين الخروج في احتجاجات واسعة إلى اللجوء إلى العنف تنحصر بين أنصار التيار الإسلامي، وخاصة الموالي للمرشح السلفي أبو إسماعيل، الذي استمرت حملته عاما كاملا. التلويح من قبل هذا التيار باللجوء للعنف ظهر خلال«مليونية حماية الثورة» الجمعة الماضية، حين رددت حشود الإسلاميين الذين ملئوا ميدان التحرير شعارات الجهاد والاستشهاد. وإذا كان من غير الوارد تخلى جماعة الإخوان المسلمين عن السلمية، إلا أن ما يقلق قطاع كبير من المصريين أن جزء من التيار الإسلامي ومنهم مؤيد لأبو إسماعيل، ينتمي إلى جماعات مارست بالفعل الإرهاب المسلح في الثمانينيات وحتى نهاية التسعينيات، حين أعلنت هذه التيارات نبذ العنف كسبيل للوصول إلى السلطة. وبالرغم من أن كل التيارات الإسلامية لازالت متفقة على نبذ العنف المسلح إلا أن بقاء السيطرة على سلمية التحركات السياسية معرض للانهيار في حالة ما تم التلاعب بالعملية الانتخابية من قبل العسكر، خاصة أن قطاع من التيار الإسلامي انخرط في تنظيم القاعدة، ومنهم قيادات عادت إلى مصر مؤخرا ضمن ما يبدو أنه نوع من التسوية، وتم الإفراج عنهم بالرغم أن معظمهم كان مطلوبا على ذمة قضايا إرهاب. مثل محمد شوقي الاسلامبولي صهر أسامة بن لادن وشقيق قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد ان قضي 20 عاما ما بين افغانستان وباكستان، و محمد ابراهيم مكاوى المعروف ب " سيف العدل" وهو احد القيادات البارزة فى تنظيم القاعدة الذي عاد من باكستان. وفي حين استقبل قرار استبعاد كلا من سليمان والشاطر وأبو إسماعيل بارتياح شديد بين تيار الدولة المدنية، كانت ردود الفعل غاضبة بين التيار الإسلامي، الذي يبدو وكأنه يتصارع على السلطة مع المجلس العسكري. أبو إسماعيل وصف قرار اسبعاده بأنه "لعب بالنار" من قبل المجلس العسكري، وأكد أنه سيطعن على القرار بكل الطرق القانونية، في حين هدد أنصاره بأن "البلاد على أعتاب ثورة ثانية" مؤكدين بأنهم سينظمون احتجاجات سلمية لن تترك الميادين بعد مليونية الجمعة المقبل. من جهته، قال «الشاطر»: «لقد أحسنا الظن فى المجلس العسكرى، حين قال إنه سيسلم السلطة، لكن ما يتم الآن هو تمكين للفلول والعمل على تزوير الانتخابات ». وتابع: «يجب أن نكون دائمًا فى حالة ثورة واستعداد لنزول الشارع». الأيام القليلة المقبلة حتى يوم 26 أبريل موعد إعلان القائمة النهائية للمرشحين بعد نظر الطعون في قرارات الاستبعاد ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت البلاد ستتجه إلى استمرار المسار السلمي للعملية السياسية، أم الانزلاق للعنف.

Will Egypt's Power Struggle Turn Violent?

By: Magdy SamaanEgypt SourceAs the date of the announcement of the final slate of presidential candidates approaches on April 26, the level of political tension is rising to its peak. The announcement on April 26 will narrow the field of possible candidates competing to lead Egypt’s transition in the coming years. But the political instability that Egypt has experienced over the past year, as a result of the military’s mismanagement of the transitional period, has been intensified over the past week by signs that disenfranchised political forces could resort to violence, especially in light of the disqualification of the two leading Islamist candidates.The next few days, until the announcement of the final list of candidates, will determine whether the presidential elections will pass peacefully or see violence. On April 14, the High Presidential Election Commission (HPEC) decided to disqualify 10 of the 23 presidential candidates for failing to meet the eligibility requirements, including three of the front-runners: Omar Suleiman, Hosni Mubarak’s former vice president, viewed as the military’s favored candidate, was barred for failing to gather the required 30,000 signatures; 2) The Salafi candidate Hazem Saleh Abu Ismail was excluded because of his mother’s American citizenship; and 3) Khairat al-Shater, deputy head of the Muslim Brotherhood, was barred because of his prior criminal conviction.These three candidates were leading in opinion polls, along with former Secretary General of the Arab League Amr Moussa, former Brotherhood member Abdel Moneim Aboul Fotouh, as well as the Brotherhood’s alternate candidate, Mohamed Morsi. All three of the disqualified candidates have appealed the decision, but if their case is unsuccessful, Moussa and Aboul Fotouh will emerge as the clear front-runners and biggest beneficiaries of the HPEC’s ruling.The threat of possible violence began to emerge after Omar Suleiman announced his candidacy last week. His entry into the race represented a challenge to what is still called a revolution in Egypt and his success would deliver a serious blow to what remains of dreams for change. A number of revolutionary forces reached with calls for a second uprising, and some have been reluctant not deny their support for an armed uprising, including the left-leaning lawyer and presidential candidate Khaled Ali.But with the potential exclusion of Omar Suleiman from the race, the potential for political instability – ranging from mass protests to violence – lies primarily with the Islamist movement, and supporters of the Salafi candidate Hazem Saleh Abu Ismail in particular, who have been campaigning for the past year.This tendency toward violence was on display at the Friday, April 13 demonstration “to protect the revolution,” where crowds of Islamists filled Tahrir Square chanting slogans referring to jihad and martyrdom. While it is unclear whether the Brotherhood’s intentions are peaceful, what worries a large number of Egyptians is that part of the Islamist movement, including many supporters of Abu Ismail, belonged to groups that participated in armed terrorism in the 1980s and 1990s, when these groups decided to renounce violence as a means of accessing political power.Despite the fact that all Islamist movements have stood by their renunciation of violence, their ability to maintain peaceful political strategies could collapse if the military seeks to manipulate the electoral process. The violent tendencies of these movements could be inflamed by the recent release in Egypt of suspected terrorists affiliated with al-Qaeda, including Mohamed Shawky Islambouli, murderer of former president Anwar Sadat, and Mohamed Ibrahim Mekawy, known as “the sword of justice” and a prominent figure in al-Qaeda who had recently returned from Pakistan.While the decision to exclude Omar Suleiman, Khairat al-Shater and Hazem Saleh Abu Ismail was welcomed with great satisfaction by proponents of a civil state, there has been an angry backlash within the Islamist movement, appears to be competing for power with the military.Vowing to appeal the decision, Abu Ismail accused the military of “playing with fire,” while his supporters warned that “the country is on the threshold of a second revolution” and vowed not to leave Tahrir Square after a million-man demonstration planned for Friday, April 20.For his part, Khairat al-Shater said, “We believed the military’s pledge to transfer power, but now it is clear that the remnants of the former regime are being enabled and are working to rig the elections … We must always remain in a revolutionary state and ready to return to the streets.”The next few days leading up to the announcement of the final slate of candidates after consideration of the disqualified candidates’ appeals will be crucial in determining whether Egypt will continue on a peaceful path toward political progress, or whether the country will slide into violence.

Brotherhood's Presidential Bid Divides Egypt's Islamists

Magdy Samaan April 10, 2012

Egypt Source

The Brotherhood’s decision to run for the presidency has thrown an unexpected wrench in an already unpredictable presidential race, creating tensions and divisions within the Islamist political movement. Al-Shater’s entry into a field of candidates that already includes three Islamists could split the Islamist vote.In addition to Khairat al-Shater, the Brotherhood's deputy Supreme Guide, the Brotherhood has also nominated Mohamed Morsi (chairman of the Freedom and Justice Party) as an "alternate" candidate in the event that al-Shater is disqualified by a legal challenge to his candidacy. The Brotherhood’s surprise move – a reversal of its previously stated position against direct participation in the presidential election – inside and outside the Islamist movement. Al-Shater’s nomination has been criticized by rival Islamist candidates Hazem Saleh Abu Ismail (affiliated with the Salafis) and Mohamed Selim al-Awa, who predict that al-Shater’s presidential bid will lead to fragmentation of the Islamist vote. The Council of Salafi Scholars, which includes prominent symbols of the Salafi movement such as Sheikh Mohamed Hassan, has similarly attacked al-Shater’s campaign and flatly rejected calls from Islamists urging Abu Ismail to drop his candidacy in deference to the Brotherhood’s chosen candidate. Even the Brotherhood itself is divided over al-Shater’s candidacy. Internal tensions were evident at the Brotherhood’s first convention formally announcing al-Shater’s nomination, where participants openly engaged in verbal altercations, and some even accused the Brotherhood of deliberately splitting the Islamist vote to benefit the military’s candidate. Prominent Islamist leaders like Hafez Salama, a leading Salafi figure, and Kamal al-Helbawi, (a former spokesperson for the Brotherhood in the United Kindgdom) have publicly stated that they view the Brotherhood's decision as evidence of a deal with the SCAF to guarantee the victory of the military's candidate, former vice president and intelligence chief Omar Suleiman.At the same time, the Brotherhood’s leadership is intensifying its efforts to suppress these internal divisions. Toward this end, the Brotherhood is working to persuade the Salafi Nour Party – which holds the second largest voting bloc in parliament – to support al-Shater. The Nour Party is believed to be sympathetic to al-Shater, although the Salafi candidate Hazem Saleh Abu Ismail has insisted that he will not drop his presidential bid, and it appears that the two other presidential candidates are also determined to run. One factor that could force the Islamist forces to unify around one candidate is growing pressure from liberal and secular candidates.The Brotherhood has broken a promise it made after the January uprising not to compete for the presidency, and expelled former Guidance Bureau member Abdel Moneim Aboul Fotouh after he announced his intention to run, in defiance of the Brotherhood’s pledge. This isn’t the first major promise broken by the Brotherhood since the revolution: The Brotherhood originally pledged not to run for more than 30 percent of the seats in parliament, but went on to compete successfully for more than 50 percent of the seats. The Brotherhood justified its modified position by claiming that circumstances had changed, prompting widespread criticism from across the political spectrum.The Brotherhood’s unexpected decision to field its own presidential candidate was taken due to lack of viable alternatives: The Brotherhood could not supports the rebel who had defected from its own ranks, Abdel Moneim Aboul Fotouh, nor could it support a non-Islamist candidate without severely alienating its constituency.The decision, made as the Brotherhood is still struggling to move forward the process of withdrawing confidence from Kamal Ganzouri’s embattled cabinet, can also be understood as an attempt to maximize control over the political system by monopolizing the legislative and executive branches.But a growing number of Islamists are skeptical of al-Shater’s nomination and fear it will weaken the Islamist movement overall. Dr. Tarek al-Zamar, a member of the Salafi Shura Council of Islamic Scholars, said, “The nomination raises question marks particularly in the presidence of three other Islamist candidates,” suggesting that the decision appears intended to split the Islamist vote and undermine support for Islamist candidates to benefit the military’s nominee.The Brotherhood has been building a strategy for political domination for the last 80 years, but moving to monopolize power too soon by nominating a presidential candidate could ultimately undermine the Brotherhood’s imperial agenda.By polarizing the Islamist movement and alienating rival Islamist candidates, the Brotherhood could damage its own prospects for electoral victory in May.

هل يكلف ترشح الإخوان لرئاسة مصر ضياع حلم الأمبروطورية الإسلامية؟

مجدي سمعان

حلم جماعة الإخوان المسلمين التي ترابط خلفه منذ صاغه حسن البنا، مؤسس الجماعة، هو تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام. ينظر قطاع داخل الجماعة إلى قرار ترشيح نائب المرشد العام خيرت الشاطر للمنافسة على منصب الرئاسة بإعتباره خطأ استراتيجيا قد يهدم ما عملت الجماعة على بنائه منذ تأسيسها عام 1928.

فبخلاف أن الشاطر لا يتمتع بالشخصية الكارزمية التي تساعده على حسم المعركة لصالحه، فحتي في حالة النجاح سيكون علي الجماعة مواجهة مشاكل دولة معرضة للإنهيار، وغير جاهزة لإجبار الناس على الخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية، وفي حالة الفشل سيخسر التيار الإسلامي النصر الذي حققه في الانتخابات البرلمانية، وسيؤثر ذلك على صورته، وقد يضيع المكاسب التي حققها خلال سنوات من العمل الدؤوب.

عبر الدكتور محمد البلتاجى، عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، عن هذه المخاوف في تعليق كتبه على صفحته على موقع فيس بوك قائلا: "الإخوان وقعوا فى الفخ بترشيحهم المهندس خيرت الشاطر" وأضاف: "من الظلم للوطن وللإخوان أن يتحملوا وحدهم مسؤولية الوطن كاملة فى تلك الظروف الحرجة، من مجلسى الشعب والشورى، إلى الجمعية التأسيسية للدستور، وحتى الحكومة والرئاسة».

وتابع: «أنا فى غاية القلق على مستقبل الوطن، ومستقبل التيار الإسلامى الذى أرى أن أطرافا تسعى لتوريطه، وإفشال تجربته، لتتخلص منه سريعا، بعد أن عاشت الأمة أجيالا وراء أجيال تعلق عليه آمالا، وتنتظر أن يأخذ فرصته، ليقيل الأمة من عثرتها ويحقق لها نهضتها».

حلم السيطرة الكاملة على المجتمع وإعادة أمجاد الأمبروطورية الإسلامية يتربي عليها الإخوان المسلمين منذ نعومة أظافرهم حين يلتحقون بالجماعة في شكل تروس صغيرة تعرف جميعا هدفها ووجهتها. استخدمت قيادة الجماعة منذ حسن البنا كافة الأساليب الممكنة للوصول إلى مرحلة التمكين هذه. كان عليها لتحقيق غايتها الأولية في أسلمة الفرد والمجتمع التحالف مع الحكومات المتعاقبة، وعقد الاتفاقات معها، في بعض الأحيان كانت هذه الاتفاقات "قذرة" كمفاوضة نظام مبارك قبل سقوطه والانسحاب من ميدان التحرير، أو مسايرة المجلس العسكري في خطته للسيطرة على الثورة في مقابل الخدمات التي حصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية من تغاضي العسكر عن خروقات تخل بنزاهة العملية الانتخابية، مثل تخطي سقف الإنفاق في الدعاية الانتخابية، واستخدام شعارات دينية وطائفية بالمخالفة للقانون. وقد نجحت الجماعة بنهاية عهد مبارك في الوصول إلى أسلمة المجتمع، وبقي أمامها حلم إقامة الحكومة الإسلامية، لكن الجماعة التي كان يبدو أنها راضية باقتسام السلطة مع العسكري فجأة قررت السعي للسيطرة على السلطة والوصول إلى مرحلة التمكين.

ممارسة الإخوان البراجماتية طيلة العام الماضي انتهت بتحول المتظاهرين في ميدان التحرير يوم الاحتفال بالذكري السنوية لانتفاضة يناير للهتاف ضد الإخوان ومحاولة طردهم من الميدان، كما أن ممارستهم البرلمانية أدت إلى انخفاض شعبيتهم وجعلت قطاع كبير ممن انتخبوهم يندمون على التصويت لهم.

الإخوان وجدوا أنفسهم أمام موقفا صعبا، فرض عليهم قتال كانوا يرون أن موعده لم يحن بعد. لكن القرار جاء كأفضل الحلول لخيارات صعبة وجدت الجماعة نفسها مضطرة للمفاضلة بينها، فمع إقتراب الانتخابات الرئاسية، كان عليها إعلان تأييدها لأحد المرشحين غير الإسلاميين، كما وعدت عقب انتفاضة يناير، لكن الأسماء المطروحة من غير الإسلاميين لم تكن لتقنع قواعد الجماعة خاصة في ظل ترشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد الذي فصلته الجماعة من عضويته بعد أن أعلن نيته الترشح للرئاسة عقب الانتفاضة، ووجود مرشحين إسلاميين آخرين ذو شعبية بين قواعد الجماعة مثل حازم صلاح أبو إسماعيل، المحسوب على التيار السلفي، والدكتور محمد سليم العوا، المفكر الإسلامي المعروف. وكان تأييد مرشح من خارج التيار الإسلامي سيؤدي إلى انقساما حقيقيا داخل صفوف الجماعة.

وفشلت محاولات الجماعة للخروج من هذا المأزق بإقناع شخصية مدنية ذو ميول اسلامية بالترشح، لتكون مقنعة لقواعدها وللمجلس العسكري في ذات الوقت، فأجرت اتصالات بكلا من المستشار حسام الغرياني، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والمستشار طارق البشري، رئيس اللجنة المشرفة على التعديلات الدستورية، لكنهما رفضا.

بدا أن الجماعة مترددة في اتخاذ القرار، ولم يكن قراها نابعا من استراتيجية متفق عليها وإنما حلا لمأزق وجدت نفسها فيه، وترغب من خلاله المناورة الحصول على مزيد من المكاسب. لكن بالرغم من أن تسبب في خلافات داخل الجماعة إلا أنه سيضمن لها وحدة الصف، بعكس ما إذا كان القرار هو مساندة مرشح علماني.

كان رأي تيار من داخل الإخوان، معظمه من الشباب، هو أن تنئ الجماعة عن المنافسة السياسية وتظل تعمل من خلف الستار، فلا يكون هزيمتها هزيمة للتيار كله، ويفضل هذا التيار أن تأتي حكومة غير إسلامية، أو حكومة مختلطة لإدارة شئون البلاد في المرحلة الحرجة التي تواجه خلالها البلاد مشاكل يصعب على أي فصيل سياسي مواجتها، وتستمر في الوقت ذاته وتيرة اسلمة المجتمع التي طبقتها الجماعة بكفاءة عالية، إلى أن يحين الوقت للقفز على السلطة وتطبيق الحل الإسلامي والإنطلاق لنشره لاستعادة الخلافة الإمبروطورية الإسلامية. لكن هذا الحلم بات مهددا، وهذا الشعور بالخطر قد يدفع التيار الإسلامي المنقسم الآن إلى تجاوز خلافاته، والتوحد لإجتياز الاختبار.

Will Khairat al-Shater’s Presidential Bid Cost the Brotherhood Its Imperial Dream?

Magdy Samaan April 06, 2012
Egypt Source
The dream of the Muslim Brotherhood, as it has been articulated since the days of Hassan al-Banna, has been to build the individual Muslim, his family, community, and government in accordance with the principles of Islam. After decades of restraint, the Brotherhood’s bold decision to nominate Khairat al-Shater for the presidential election could unravel what the group has worked to build since 1928. The group’s controversial decision last week has opened a rift within the group of unprecedented scale. Many members and leaders of the group predict a looming internal battle which they fear can only result in a lose-lose situation for all. Al-Shater lacks the charisma needed to resolve this battle in his favor, and even if he succeeds the Brotherhood will bear the crushing burden of managing the problems of a state on the brink of collapse and incapable of forcing the people to submit to Islamic law. Unlike that boy does not have the personality charisma that help to resolve the battle in his favor, even in case of success will be on the group address the problems of state prone to collapse, and is ready to force people to submit to the provisions of Islamic law. It looks like Islamists could soon see the victory they won in the parliamentary elections slip through their fingers, which would negatively affect the Brotherhood’s image and undermine the gains they have achieved through years of hard work. Even a member of the Freedom and Justice Party’s own executive bureau, MP Mohamed El Beltagy, expressed these concerns in a comment written on his Facebook page, saying, "The brothers have fallen into a trap by nominating al-Shater.” He added, “It is an injustice to the country and to the Brotherhood to bear sole responsibility for the country under these difficult conditions, from the People's Assembly and the Shura Council to the constituent assembly and the Constitution, and even the government and the presidency.” He continued, “I am very concerned for the future of the nation, and the future of Islamism.” The dream of achieving total control over society and resurrecting an Islamic empire is indoctrinated in all Muslim Brotherhood members at a very young age. The Brotherhood aims to achieve this ultimate goal by gradually Islamizing the individual and society in alliance with successive governments. In some cases, the Brotherhood negotiated “dirty” deals with the regime, such as when the Brotherhood agreed to withdraw from Tahrir Square shortly before Hosni Mubarak’s fall. Now, it appears that the Brotherhood is supporting military rule in exchange for the SCAF’s turning a blind eye to electoral violations perpetrated by the FJP during the parliamentary elections, such as the blatant use of religious slogans and excessive spending. By the end of the Mubarak era, the Brotherhood was making considerable progress in its goal of Islamizing society and was in reach of the dream of an Islamic government. But while the Brotherhood had appeared content to share power with the military at the outset of the transition, following the sweeping Islamist victory in the parliamentary elections, the group suddenly made a bid to monopolize power. The evolution of the Brotherhood’s historically cautious and pragmatic strategy toward a strategy of aggression saw a turning point during the protests on the anniversary of the January 25 uprising, during which anti-Brotherhood demonstrators tried to expel the group and its popular committees from the square. The parliament’s lackluster performance in its first months of operation has disappointed many Brotherhood supporters and led many to regret their votes. The Brothers are finding themselves in a difficult position. Al-Shater’s nomination is enflaming a looming confrontation that the Brotherhood is not prepared for. But the Brotherhood’s promise following the January uprising that it would not field a presidential candidate had become untenable, because none of the Islamist candidates outside of the group – including former Guidance Bureau member Abdel Moneim Aboul Fotouh and the Salafi Hazem Saleh Abu Ismail – were deemed suitable for the nomination. And supporting a non-Islamist for the presidency was not an option, as it would have alienated the more conservative wing of the movement and induced damaging ideological infighting. Some moderate Brotherhood leaders tried unsuccessfully to resolve this dilemma by lobbying for the nomination of “civil” candidates with Islamist tendencies – including president of the Supreme Judicial Council Hossam Ghariani and Tarek al-Bishry, former head of the committee on constitutional amendments – but al-Shater’s supporters ultimately prevailed. The group’s decision-making process over the past few weeks appeared to be impulsive rather than strategic, and exacerbated internal divisions rather than fostering unity and solidarity around the chosen nominee. A significant segment of the Brotherhood’s members – particularly youth – will continue working behind the scenes to oppose al-Shater, and would prefer a non-Islamic government, or at least a hybrid system to lead the country during this challenging transitional phase. At the same time, the conservative wing of the Brotherhood will try to accelerate the pace of Islamization with the aim of resurrecting the Caliphate; but growing opposition to this vision from within the Brotherhood itself could threaten the dream of total societal domination. Will these internal divisions motivate the Brotherhood to promote reconciliation between moderate, youth and conservative supporters and put forward a unifying vision worthy of consensus? The answer lies ahead on the road to the presidential election.