Saturday, March 04, 2006

نسبة الطلبة الأقباط في كليات الطب 50% و نسبتهم في هيئات التدريس 3% فقط

رئيس قسم طب الأطفال بجامعة المنيا يستقيل إحتجاجا على التميزضد طالبة مسيحية
سلام: التميز ضد الطلبة الأقباط ممارسة مستقرة تهدر قيم المواطنة و الكفائة



كتب – مجدي سمعان:

تقدم الدكتور سالم أحمد سلام رئيس قسم طب الأطفال بجامعة المنيا بإستقالة مسببة من رئاسة القسم إحتجاجا على ما وصفه بالممارسات المعادية لحقوق المواطنة و على الظلم الذي مورس أثناء امتحان الجزء الأول من ماجستير طب الأطفال دور نوفمبر 2005 ضد الباحثة ميرا ماهر رؤوف الطبيب المقيم الأقدم بقسم طب الأطفال بهدف إعاقة تعينها في وظيفة مدرس مساعد في القسم من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب ديانتها. حسب ما جاء في نص الأستقالة التى تقدم بها الى رئيس جامعة المنيا و عميد كلية الطب بالجامعة.
و طالب سالم بحفظ أوراق إجابة الإمتحان و و التحقيق في الواقعة. و إختتم إستقالته قائلا " إن التأكيد على حقوق المواطنة هى قيمة كبيرة و مدخل ضروري للعمل من أجل تحقيق نهضة شاملة للمجتمع المصري في كل المجالات السياسية و المدنية و الإقتصادية و العلمية و الثقافية، فلا مواطنة بدون إتاحة الفرصة المتكافئة أمام الجميع في الحصول على كافة حقوقهم دون أدني تمييز على أساس معايير تحكمية مثل اختلاف الدين.
و قال الدكتور سلام عضو حركة 9 مارس لإستقلال الجامعات أنه استشار عدد من الزملاء في الحركة و منهم الدكتور محمد أبو الغار و الدكتور عبد الجليل مصطفي والدكتور رؤوف عباس، الذين أكدوا له بدورهم أن القضية المشار إليها تتعلق بالحريات الأكاديمية ، لأن التعيين في الوظائف العلمية تحكمه الكفائة و ليس الإنتماء الدينى.
و قال "ظاهرة عدم المساواة في مصر هى ظاهرة عامة سواء للمسلمين أو المسحين ، فالشخص لا يأخذ حقه نظير تفوقه ،وبخلاف التميز الذي يتعرض له الطلبة الأقباط بسبب إنتمائهم الدينى هناك تميز لصالح أبناء اساتذة الجامعة، و تميز لصالح أبناء المستشارين في التعين في النيابة..الخ"

و أوضح أن ميرا ماهر رؤوف كانت الأولى على دفعتها و طبقا لقواعد الجامعة فإنها يحق لها التعيين كمدرس مساعد بعد حصولها على الماجستير، و إجتياز فترة الثلاث سنوات كطبيب مقيم.
و قال "لاحظت بإعتباري رئيس لقسم طب الأطفال أن هناك بعض أعضاء هيئة التدريس يعطوها صفرا في الإمتحان الشفوى، و درجات متدنية في التحريري لكى لا تحصل على التقدير الذي يؤهلها للتعيين و هو تقدير جيد على الأقل، و هذا الأمر آثار غضبي، و حين توجهت لرئيس الجامعة و عميد الكلية أطلب منهم التحقيق من خلال لجنة محايدة، و مراجعة أوراق الإجابة التى أحتفظ منها بنسخة رفضوا و قالوا "لا تدخلنا في هذا الموضوع الشائك"
و أضاف "بالرغم من ذلك تمكنت ميرا من الحصول على تقدير جيد و هو ما يؤهلها للحصول على وظيفة المدرس المساعد بالقسم، إلا أننا فوجئنا بإحدى عضوات هيئة التدريس تتقدم بمذكرة ضد ميرا و تدعى أن ميرا أهانتها و تعدت عليها أثناء إمتحان الشفوى، و عليه أُجرى تحقيق و عُقوبة ميرا بالجزاء 5 أيام من راتبها، رغم أنها لم توجه أى إهانة لمن شكت في حقها.. و الأن من المنتظر الأعلان عن وظيفة المدرس المساعد قريبا. و هناك تشكك في أنه سيتم التلاعب في قواعد الإختيار لصالح زميلة لها.

و أشار الى أن هناك ممارسة مستقرة للتميز ضد الطلبة الأقباط في جامعات الصعيد و خاصة في جامعة أسيوط و المنيا و جنوب الوادي، فمن خلال إحصائية قام بها وجد أن الطلبة المسيحين تصل نسبتهم الى 50% من عدد الطلبة في الجامعات الثلاث بينما لا تزيد نسبة الأقباط بين أعضاء هيئة التدريس عن 3 %.
و أوضح سلام الى أن مسألة التميز ضد الطلبة الأقباط لها خلفية تاريخية حيث كان يذهب المسلمين في الماضى الى التعليم بالازهر، بينما يذهب الأقباط للتعليم المدني و كنتيجة لذلك كانت غالبة هيئة التدريس في جامعة أسيوط من الأقباط، و عندما أقبل المسلمين على التعليم المدني حدث إنقلاب و أصبحت الأغلبية في هيئات التدريس من الأقباط أقلية و الأقلية أغلبية. بالأضافة الى دور محمد عثمان اسماعيل أمين الإتحاد الإشتراكى و محافظ أسيوط الذي عينه السادات عام 1971، الذي كانت لديه مقولة شهيرة يرددها علنا و هى " أن الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر هو من الأقباط و اليسار" و هو ما خلق بذور التميز في جامعة اسيوط
و أشار الى أن هذه ليست الحالة الأولى للتميز ضد الطلبة الأقباط، فهو ممارسة مستمرة، و قد خاطبت الدكتور محمد سيد طنطاوي عام 1994 وقت أن كان مفتيا للديار المصرية و سألته عن الرآى الشرعي حيال حرمان الأقباط من التعين في الوظائف الجامعية ، و طرحت عليه الرآيان المتداولان في كلية الطب و هما: الرآى الاول يقول بعدم تعيين المسيحيين مهما كانت كفاءتهم خوفا من تزايد نفوذهم مستقبلا. و الثالنى يقول بان الأصل في التعين هو الكفائه، بغض النظر عن الديانة. فكان رده هو أن الرآى الثاني هو المعتمد شرعيا و هو ان التعيين هو للأكفاء المؤهلين، بصرف النظر عن الديانة، لاسيما في المهن الطبية.
و إختتم الدكتور سالم سلام "آن الآوان الى أن نوقف هذه الممارسات، و لن يوقفها سوى التحقيق في مثل هذه الوقائع و عدم التواطؤ، ففى هذه الحالة سيعلم من يميز بين الطلبة أن الأمر لن يمر مرور الكرام فسوف يلتزم المساواة،
لمشيرا الى ان ما يحدث إهدار لقيمة المساواة و الكفائة، و هو ما يجعلنا نفقد كفاءات كثيرة تذهب الى الخارج مثل الدكتور مجدي يعقوب و غيره من العلماء المصريين الذي مورس ضدهم تميز. و ناشد سلام كل القوى في المجتمع المدنى و منظمات حقوق الإنسان و الأحزاب الى الوقوف أمام هذه الممارسات، و مطالبة التحقيق في واقة التميز ضد ميرا ماهر رؤوف
.

No comments: