Friday, August 24, 2012

ثورة "المخبرين"

 
 
 
تمخضت دعوة عملاء الأجهزة الأمنية اليوم لـ"ثورة ضد مرسي" عن مظاهرات هزيلة، تصدت لها مليشيات الإخوان وحاولت قمعها. لكن وإن كان ما حدث اليوم هزلا فقد خرجنا منه بنتائج مهمة وهي:
·    تكرار جماعة الإخوان المسلمين لمشاهد قمع المظاهرات وعدم تحمل مناخ الديمقراطية الذي يتيح لكل فصيل سياسي أن يعبر عن رأية يشير إلى أننا أمام قوة شمولية ،عندما تخرج مظاهرة سلمية ضدها تستخدم العنف للتعامل معها، وهو مؤشر خطير في ظل حالة الاستقطاب الايدلوجي.
·    تهافت الإعلام المصري سواء مكتوب أو مرئي، بإعطاء وزن لحدث معروف مقدما أن الداعين إليه مجموعة من المخبرين، وهم أشخاص غير مؤثرين، عرف عنهم أنهم مارسوا العهر السياسي كما لم يحدث من قبل، وتضخيم الأمر في شكل صب في مصلحة الإخوان. فحين يدعو محمد أبو حامد ومصطفى بكري وعكاشة لثورة فالأمر لا يستوجب سوى نشر خبر صغير مصحوب بتعليق مفاده أن هذا هزل، ولا يزيد عن كونه كيد سياسي بين أجهزة النظام. لكن الإعلام المصري انهكه توظيفه لخدمة مصالح شخصية وأيدلوجية، علاوة على خضوعه لتوجيه الأجهزة الأمنية!
·    أدى تضخيم الدعوة لـ"الثورة" ضد مرسي إلى اهتمام المواطن العادي بالأمر، ومع سطحية الكثيرين وعدم علمهم بحجم الدعوة، أصبح هناك تعاطف مع مرسي، فكثيرين، حتى من بين الساخطين على الإخوان المسلمين، رفضوا فكرة الثورة على رئيس منتخب لم يتح له الوقت لتنفيذ برنامجه.
·    بينما تم التركيز على "ثورة أبو حامد" كانت الأخبار التي تشير إلى ارهاصات فشل الدولة عن الوفاء باحتياجات المواطنين تحتل اهتمامات ثانوية، فمن بعد انقطاع الكهرباء المتكرر أصبحت هناك أزمة في مياه الشرب النقية، وسيتبعها أزمة جديدة في الطاقة، هذا ما سيؤدي إلى ثورة حقيقية.
·    لازلنا ندور في إطار نفس النخبة التي أجهضت الثورة، والتي تفرضها علينا الأجهزة الأمنية، وأجنحة النظام المختلفة عن طريق الإعلام المخترق. ولم تنجح الإرادة الثورية في تكوين كيانات مستقلة تعبر عنها سواء في شكل حزب سياسي أو في شكل قنوات تلفزيونية وصحف تقدم رؤية بديلة، وتفرز قيادات جديدة يكونون بمثابة وكلاء اجتماعيين جدد، فبدون ذلك سنضطر إلأى أن نكون فريسة لشخصيات اعتادت على أن تعارض ثم تذهب للتفاوض مع أمن الدولة لتقبض الثمن، فيشوهون القضايا الكبرى ويفقدون الناس الثقة في السياسة والسياسيين.
 
 
 
 
 
 

No comments: