Sunday, February 03, 2013

سحل المواطن حمادة وحقوق الإنسان



  
مجدي سمعان:

حقوق الإنسان هي أحد مفرادات النظام الديمقراطي، إلى جانب مفرادات أخرى على رأسها أيضا سيادة القانون وحرية التعبير. جاءت واقعة سحل المواطن حمادة صابر أمام قصر الإتحادية لتكثف المشهد المصري في شكل دراما واقعية فريدة. فقد حدثت الواقعة في نفس يوم ذكرى موقعة الجمل التي عرت نظام مبارك لتشير أن النظام لم يسقط وأن ممارسات انتهاك كرامة الإنسان في مصر لازالت باقية. وكما دهش العالم من قسوة الإعتداء ذهلوا عندما خرج حمادة لينفي عن الشرطة قيامها بسحله ويلصق التهمة للمتظاهرين.

إن نظرة على خلفية أبطال سحل المواطن حمادة تلخص لنا أطراف الصراع في مصر، وبؤس حقيقة أننا نعيش في دولة الوسية، فمن هم هؤلاء وما صلتهم بحقوق الإنسان؟

جندي الأمن المركزي، هو مواطن أمي يقضي ثلاث سنوات من عمره في التجنيد، تنتهك خلالها كرامته فلا يعرف شيئا أسمه حقوق الإنسان إلا من هؤلاء الذين يهتفون أمامه في المظاهرات والذي يلقن خلال فترة خدمته على كراهيتهم. منذ نعومة أظافره تربي على القمع في منزله وعمله.

ظابط الشرطة، وهو شخص مشوه نفسيا اعتاد خلال عمله في عهد مبارك ومن سبق على أنه فوق أي حق وأي إنسان وأي قانون، فقد كان في يده قانون الطوارئ. هو ناقم على مبادئ حقوق الإنسان التي بسببها قامت ثورة قيدت من نفوذه ونادت بأن يصبح المواطنين سواسية.

الرئيس الإخواني ساكن قصر العروبة، وهو كائن روتيني، تربى على السمع والطاعة، وهو أفضح من كذب. تعلم في الخارج لكنه لم يتعلم في بلاد الحرية سوى من فيلم كوكب القرود، وعاد لمصر كما ذهب حتى لغة البلاد التي عاش فيها لم يتقنها.
الكائن السلفي الإخواني، وهو شخص يؤمن بتعذيب المواطن بالجلد وقطع اليد والأرجل إذا أخطأ. يرى أن هذا المواطن الذي تم تعذيبه يستاهل ما هو أقسى! Top of Form
يقال أنه كان يتعرض للتعذيب. أصبح انتهازيا يبرر للجلاد جرائمه ويدافع عنها. سبق وأن أيد مبارك، ثم دافع عن جرائم المجلس العسكري والداخلية، حين عُريت فتاة التحرير قال "أيه اللي وداها التحرير" وحين كانت تفقع أعين مئات الشباب في محمد محمود جهارا نهارا على أيدي وزارة الداخلية وقف بكل برود في مجلس الشعب ينكر أن الداخلية هي من تقوم بذلك.

وزير الداخلية، هو أكثر من يكره حقوق الإنسان. تخيل أنه يمكن التغطية على الجريمة واستغفال، ليس فقط المصريين، ولكن أيضا سكان هذا الكوكب، بأن يضغط بالشدة أو اللين على هذا المواطن البسيط ليكّذب ما رآه العالم بأم عينيه. تم تعينه في المنصب لأن سابقه كان يرفض أوامر مكتب الإرشاد باستخدام القسوة مع المتظاهرين، وتلقي أوامر قبل الاحتفال بذكري الثورة، التي كان أحد شعاراتها الكرامة الإنسانية، بالتعامل بقسوة فكان يطبق سياسات اعتاد عليها ولم يشعر أن الزمن قد تغير.

ثم المواطن المسحول حمادة صابر، وهو تجسيد للمأساة، وتلخيص للمشهد الدرامي الذي نعيشه، سحل وعري أمام كاميرات التلفزيون وشاهده العالم كله بتأثر من انتهاك لحقه كأنسان، لكن صابر لا يدرك أن ما حدث له جريمة ضد الإنسانية، فمن وجهة نظره أن ما حدث هو نصيب وقضاء وقدر، ولا يتستاهل كل هذه الضجة، فهو نفسه قد يبرح زوجته ضربا أو أبنته وكان رده على ابنته التي قالت أن الشرطة هي من عذب أبيها "هولع فيكي لما أرجع البيت"
ظن جنود وضباط الأمن المركزي أنهم انتصروا على هذا المواطن لكن كاميرا التلفزيون هزمتهم فضحتهم، ثم ظن وزير الداخلية أنه انتصر حين نجح في الضغط على الضحية ليبرر لجلاده، لكن فتاة يافعة اسمها راندا، أبنة الضحية لم تستطيع أن تصمت على ميراث أبيها في القهر وفضحت الكذب وتحدثت متحدية الجميع. امتلكت شجاعة أن تقول لوالدها "أنت تكذب يا أبي" وتتحدى تهديدات الشرطة، فهي من جيل هتف "أرفع راسك فوق أنت مصري" ذهابها للتظاهر أمام الإتحادية يشير إلى أنها تتابع ما يحدث وأنها ترفض حكومة الإخوان التي هي امتداد للنظام الذي انتهك كرامة المصريين.

1 comment:

Sarafina Midzik said...

Dear Mr. Samaan,

I'm writing from the Middle East Institute in Washington, D.C., as we were hoping to reach you directly and were unable to find an email online. If possible, could you please send us a message at communications@mei.edu with your email address? We'd very much like to speak with you.

Thank you very much, and all the best,
Sarafina Midzik
Deputy Director of Communications, MEI