Thursday, January 30, 2014

وكيل أمن الدولة السابق: الإخوان كانوا جزء من نظام مبارك








كتب : صلاح الدين حسن ومحمد عمارةالجمعة
الوطن  13-12-2013
ظل مقر أمن الدولة فى «لاظوغلى» يشكل رمزاً لقبضة السلطة البوليسية قبل 25 يناير، وارتبط فى مخيلة كثيرين بالتمثال القابع فى الميدان يقبض بيده اليسرى على سيف وينظر إلى المارة بكبرياء وعجرفة، وهو تمثال الرجل الذى اقترح على محمد على باشا مذبحة القلعة.

وعندما وصل تنظيم الإخوان إلى سدة الحكم بعد أن ظلت حلماً يراوده طيلة 80 عاماً، ووجد محمد مرسى نفسه تحت قبة القصر الجمهورى، كان أول ما قرر هو التخلص من عدوه الأكبر القديم، فمنع «جهاز أمن الدولة» من مراقبة «المتطرفين»، ودبر لاختراقه لخدمة كهنة مكتب الإرشاد بالمقطم، فترك البلاد مرتعاً خصباً للخلايا العنقودية المسلحة.

فى حواره لـ«الوطن» يكشف اللواء عبدالحميد خيرت، النائب السابق لرئيس «أمن الدولة»، كواليس وأسراراً جديدة من داخل تنظيم الإخوان، كما يؤكد أن الجهاز تعرض للظلم والتشويه بشكل متعمد، فى محاولة لإسقاطه بعد ثورة يناير مع أنه صمام الأمان للمصريين.

وقال «خيرت» إن تسجيلات تثبت تورط «مرسى» فى جريمة التجسس بكافة أركانها قبل ثورة يناير، وإن مفاجأة مذهلة تضمها أوراق قضيته التى ينظرها القضاء. وإلى نص الحوار:

هل ترى أن تنظيم الإخوان نجح فى توجيه ضربة إليكم فى 25 يناير؟

- الإخوان جزء من النظام السابق فى عهد «مبارك»، وكانت ورقة للنظام يلعب بها لإحداث رد فعل عالمى وإثبات أن هناك معارضة لديها قدرة على الحشد، وكانوا يأخذون الإذن لأى فعاليات لهم فى الشارع وعلى مستوى المحافظات، فالمكاتب الإدارية كانت على اتصال دائم بالجهاز، وكانت تأخذ تعليمات.

فى أوائل التسعينات كانت هناك زيارة لنتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إلى مدينة الإسكندرية، وكانت أول زيارة له لمصر، وكان من المهم أن يكون هناك رأى عام فى مصر يرفض هذه الزيارة وإظهارها بأنها غير مقبولة شعبياً، حتى يترتب على ذلك إيجاد عنصر ضغط فى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، فجاءنا مسئول الاتصال بين التنظيم والجهاز، وهو مدحت الحداد، شقيق عصام الحداد، مساعد الرئيس المعزول للشئون الخارجية، وقال: ماذا سنفعل؟ وطلب منى إذناً لتظاهرة رافضة للزيارة، واتفقنا على ترتيبات معينة وتنظيم مظاهرة ترفع لافتات رفض وسخط من الزيارة، دون أن يشير خلالها إلى جماعة الإخوان، وبدأ يعطى مسئول الجامعة لديهم تكليفات بأن يكون لهم دور فى هذه التظاهرة. وجميع مكاتب الإخوان على مستوى الجمهورية كانت على اتصال بجميع فروع أمن الدولة وجميع مديريات الأمن الموجودة، ومسئول المكتب الإدارى يأخذ تكليفات وينفذها، وهم كانوا مهتمين بتنظيم فعاليات فى الشارع، لكن كان هناك خطوط معينة لذلك. ويوم أن تظاهروا فى التحرير مع حركة «كفاية» انسحبوا على الفور واتجهوا إلى الصلاة فى مسجد عمر مكرم. والمؤكد أن الإخوان كانوا جزءاً من المشهد ونظام «مبارك»، هذا أمر لا جدال فيه.

محمد على بشر قائد «الإخوان» الآن ويرى التنظيم ينهار وقطاع كبير يعتبر القيادات سبب الانتكاسة

لكن قيادات الإخوان نفسها كشفت عن أن دخولها البرلمان فى 2005 كان بالاتفاق مع قيادة أمنية كبيرة.

- نعم، وأتوا إلى مبنى الجهاز، وكان الاتفاق على 45 مقعداً تقريباً، لكن هم كعادتهم لا كلمة لهم ولا عهد وينتهجون الكذب. وعندما كنا نتفق على أن هناك دائرة انتخابية لا يجب أن يترشح فيها أحد أفراد التنظيم لأن هناك مرشحاً لحزب معارض مثل الوفد أو التجمع، يخالف الإخوان وعودهم، وترتب على ذلك زيادة النسبة من 45 مقعداً إلى 88 مقعداً. هم يرون أن ذلك نجاح وتحقيق لهدف كبير بأنهم أصبحوا معارضة قوية بدليل حجم المقاعد.

ما الرسالة التى أراد التنظيم إرسالها إلى الخارج من وراء ذلك؟

- الغرض كان التخديم على الاتفاقات بين الإخوان والأمريكان، وهذا بدأ منذ عامى 2000 و2002، وبدأوا تقديم أنفسهم كتيار أصولى يختلف عن التيارات الأخرى. وكان الأمريكان يطلبون منهم الإجابة عن 5 قضايا، هى: موقف الجماعة من المرأة والأقباط والسلفيين والديمقراطية والتعددية الحزبية.

وفى 2002 كانت هناك انتخابات تكميلية فى محطة الرمل، ودفعوا بمدام جيهان الحلفاوى، زوجة إبراهيم الزعفرانى، وكانوا يريدون توصيل رسالة بأن المرأة لها حقوق سياسية وأنها بالنسبة لهم كجماعة تختلف عن موقف التيارات الأخرى، وأن الشيخ القرضاوى ألف كتاباً عن حقوق المرأة. ووقتها أصدر السلفيون منشوراً يحتوى على آيات قرآنية وأحاديث نبوية تفند كل ما يقوله الإخوان. وبدأوا تطبيق اتفاقهم مع الأمريكان فى انتخابات النقابات، الإخوان أرادوا مخاطبة الغرب بأن لهم ثقلاً فى الداخل المصرى، ويصلحون أن يكونوا بديلاً للنظام.

هل رصدتم اتصالات بين الإخوان والأمريكان؟

- بالطبع، التنظيم الدولى مهد لهذه الاتصالات، وجمعة أمين كان يسافر أمريكا بحجة العلاج وعمل فحوصات، وهناك كانت تدار المناقشات، وهو رجل الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، وتقاريرنا رصدت ذلك، وحصلنا على اتصالات وأدلة مادية، وكانوا يقدمون تقريراً عن أى زيارة يقومون بها يُرسل إلى الوحدات التنظيمية، لإشعارهم بأن التنظيم قوى وهو كالدولة، وأن القيادات لديها اتصالات قوية، وهذه أشياء تشعر أفراد الإخوان بأن الجماعة كبيرة، كانوا يخافون على قواعدهم، مثلا يقولون لنا داخل الجهاز إن الهدف المتفق عليه فى اجتماعاتهم مع أمن الدولة سينفذ لكن سيتم إبلاغ أفراد الإخوان بطريقة أخرى، حفاظاً على التنظيم.

لكن تعاون قيادات الإخوان مع أمن الدولة يسقط الفكرة عند القواعد؟

- الإخوان أنفسهم لو شكوا فى عنصر منهم أنه متعاون مع الأمن كانوا يجمدون نشاطه فقط، ولن يكون مصيره الفصل، هو يريد أن يقول إن الجماعة تربوية وإنها جماعة المسلمين، وفكرة أن الأمن يخترقها ويجند فرداً لديها مستحيلة، لأن هذا يعنى أن هناك خطأ فى التربية والبرنامج التربوى الذى وضعوه.

هل هذه العناصر ما زالت موجودة داخل الإخوان؟ وهل يستفيد منها الأمن؟

- نحن بكل المقاييس مستمرون، وبخاصة خلال الفترة الماضية منذ 25 يناير حتى 30 يونيو، جهاز أمن الدولة ما زال ذاكرة الأمة ولدينا وثائق بكل ما تتخيله، وهم حاولوا أن يفقدوا الأمة ذاكرتها، وأرادوا أن يُحدثوا حالة فقدان للذاكرة وكان هذا مقصوداً من خلال تعليمات بعدم متابعة أى فعاليات لقوى الإسلام السياسى وعفو رئاسى لناس متطرفين، وهذا كان مخططاً ضد الجهاز، وهذا معلوم لدينا من مصادرنا داخل الجماعة نفسها، واستطعنا خلال الفترة التى ذكرتها أن نحافظ على مصادرنا كلها داخل التنظيم، والمصدر فى الإخوان يكون وصل إلى مرحلة يرى الجماعة من الداخل وأن بها كل الموبقات وأنهم كاذبون، والتعاون معنا يجعله يرى الرؤية التى نقولها له على الحقيقة، ووقتها يتغير 360 درجة ويصبح وطنياً. وكنا نعتبر المصدر مثل الضابط، وكثير منهم دون أجر، لأنه شعر أنه «انضحك عليه» ويجب أن يرد على الجماعة ويوضح الحقيقة من خلال تعاونه مع الجهاز، بالتأكيد هى مصادر وطنية. مصادرنا كانت تعطى صورة أن الجماعة مخلخلة من الداخل وكل الموبقات بها، هى شكل فقط، كنا حريصين خلال هذه الفترة على الحفاظ على مصادرنا.

وما كفاءة تنظيم الإخوان حالياً؟

- النظام داخل الجماعة يحدد البديل لأى موقف، عندما كنت مسئولاً فى الإسكندرية قمنا بضرب المكتب الإدارى والقبض على أعضائه، وبعد يومين انعقد مكتب آخر، وضربته أيضاً، ممكن أن يكون المستوى الثانى ليس بكفاءة المستوى الأول، لكنه قادر على قيادة الأمور، وعندما تنظر إلى الشارع الآن لا بد أن أقول إن التنظيم يعمل وإن العلاقة بين القيادة والقاعدة تسير وإن التكليفات تصل.

هل القيادات المحبوسة لها دور الآن؟

- لا، لكن ممكن عن طريق محاميهم، والأسر والشُّعب لديهم ما زالت تعمل.

وما دور محمود عزت وجمعة أمين الآن؟

- يعطيان تكليفات للتنظيم الدولى، ومحمد على بشر هو رأس التنظيم حالياً.

وهل «بشر» ينزع للتهدئة، أم أن الأمر ليس فى يده؟

- بغض النظر عن تصريحات محمد على بشر، التى لا يجب النظر إليها، فإنه يدرك أن التنظيم ينهار، ولم يعد بالقوة الكبيرة، والرأى العام له دور كبير فى انهياره ووضع الجماعة فى الشارع مهزوز، هم يهدفون إلى تحقيق مكسب تستطيع من خلاله ترميم الوضع والتنظيم لأنه أهم شىء، وهناك انقسامات داخل الجماعة، ويرون أن القيادات هى السبب فيما وصلت إليه الأمور.

ولو طلب «مرسى» الأرشيف، وهو رئيس جمهورية، للاطلاع عليه.. هل كان سيتمكن من ذلك؟

- أقسم لك بالله، مع أنى كنت قيادة فى الجهاز، لم أكن أعرف الأرشيف أين. لا، لن يطلع عليه، لأن السؤال عند قيادات الجهاز الأمنى هى لماذا تريد الاطلاع عليه، أجهزة المعلومات، أجهزة وطنية أكثر مما تتخيل ولها رؤية وعندما يأتى طلب مثل ذلك لمرسى، فإنه يتم تحليله، و«مرسى» لم يكن يعرف أين هو الأرشيف، وهناك نظام «المعرفة فيه على قدر الحاجة» بأكثر مما تتخيل، فليس أى شخص يدخل عليه وإن دخل، فله «باص وورد»، أنا رجل مثلاً فى النشاط المتطرف، فلن أستطيع أن أدخل على النشاط الداخلى.

تعرضنا للتشويه من الإسلاميين.. كيف يتحدثون عن التعذيب ومنهم من حصل على الدكتوراه و«خلف صبيان وبنات» فى «خلوة السجن»؟!

هل هناك أدلة على تورط مرسى فى التجسس؟

- هناك تسجيلات بين مرسى وجهات خارجية، لكنى لا أريد أن أتحدث فى هذا الموضوع، لأن هناك قراراً بعدم التحدث فى هذا الموضوع من المحكمة، هناك إدانة والتسجيلات بصوت مرسى قبل يناير، وهذه القضية التى على أساسها تم القبض على محمد مرسى لم تكن مجرد ضربات استباقية.. ستكون هناك مفاجأة فى ذلك، وتجسس بمفهوم التجسس وترتيبات وتكليفات.

لكن «مرسى» يظهر فى المحكمة وكأنه غير مدان، ويتمسك بأنه الرئيس الشرعى؟

- كان يتصور أنه ليست هناك قضية، وأنها قصة وهتعدى لكنه فى النهاية طبقت عليه الإجراءات التى تطبق على كل مسجون، وارتدى البدلة البيضاء، وسيذهب يوم 8 يناير بالبدلة البيضاء، الوهم الذى صدّره للناس تبدد وبدأ مرسى يضع فلوس فى الكنتين لو حب يطلب شىء ولو المأمور يعدى يقف شأنه شأن أى سجين سياسى لأى تنظيم.

كيف يستطيع التنظيم الدولى حتى الآن إدخال أموال لمصر؟

- ليس فى يدى شىء لأفعله، لكن التنظيم يدخل أموالاً، لأن البلد مفتوحة، رغم كل الشغل اللى بيتعمل فيه من 25 يناير حتى 30 يونيو كانت أجهزة المخابرات للدول الأجنبية تلعب فى مصر وهذا لم يكن يعنى الجماعة فى قليل أو كثير، فقصة الوطن والبلد والحدود وحمايتها، ليست من ضمن أدبيات الإخوان.

هل تتصور أن اعتقالات الإخوان ستقف عند هذا الحد؟

- الاعتقالات ستطال الصفين الثانى والثالث من الإخوان، هناك خارطة طريق شغالة وستنفذ وأى شخص وطنى يحب هذا البلد لا بد أن يتضامن ويتكاتف لتنفيذ خارطة الطريق، هذه مرحلة صعبة نمر بها، هل ننقذ خريطة الطريق وأن نحقق الاستقرار فى البلد وأى تعديلات من السهولة أن تعمل لأن خارطة الطريق ليست قرآناً، والإخوان «سيستقتلون» وكل ما تتخيله ممكن يعملوه، لكن عرقلة الدستور وإخراجه بنسبة ضئيلة، يعنى أن ما حدث فى يونيو لم يكن ثورة شعبية، وأمن الدولة كان جهازاً محترماً، وتم تشويهه وكان الإعلام له دور فى هذه القصة، لأن الإعلام كان يستضيف عاصم عبدالماجد أو عبود الزمر، وخلفية الاستوديو فيلم «الكرنك»، فماذا تريد أن تقول فى هذه الحالة؟ أنت تريد أن تقول للمشاهد إن الرجل الذى يعذب فى الخلفية هو عاصم عبدالماجد، ومن يعذبه هو جهاز أمن الدولة، بالرغم من أن فيلم أمن الدولة كان خاصاً بصلاح نصر وغيره، ولم تكن له علاقة بأمن الدولة، كل الأسماء تصف أمن الدولة بالتعذيب، وعندما تسأل أحداً يهاجم أمن الدولة وتسأله: هل عذبت فى أمن الدولة؟ يجيبك بـ«لا»، ويقول شخص آخر هو الذى عُذب، وعندما تسأل الشخص الآخر، يقول لك لا قريب لى، ومثلاً يقول لك أصلى سمعت.

أنا شغلتى عندما يأتى أحد للتعامل معى أنى أتعامل معه بشكل كويس، فأنا جهاز معلومات وتقييمى للضباط بناء على حجم ما لديه من معلومات، فإن كان حجم المعلومات قليلاً، نخرجه خارج الجهاز، فوظيفة الجهاز هى جمع المعلومات.

لكن عناصر الجماعات الإسلامية تدعى أنها تعرضت للتعذيب؟

- كل واحد من أصحاب الذقون، يقول لنا كيف عُذب؟ هم حصلوا على شهادات عليا ودكتوراه وأنجبوا أولاداً وبنات عن طريق الخلوة داخل السجن من أجل المعاملة الإنسانية عندما أتيتم بعد مبادرة وقف العنف، خرج 30 ألف شخص لقينا تعليمات بأن كل شخص خارج من السجون نوفر له الحد الأدنى من التكافل الاجتماعى بالتنسيق مع المحافظ لازم نوفر له سبل العيش، ولو كان ضابط يتجاوز فى هذا الأمر، كان ينقل خارج الجهاز لأنه لم يفهم القضية، كنا نعطى أوامر للمحافظ كأنك تعطى أوامر، هذه سياسة دولة وأى مشكلة تواجه أى حد فيهم يلجأ إلى فرع أو إدارة أمن الدولة التابع لها، وهل بعد كل هذا تأتى لتقول هذه الناس تعذب؟!

ما إمكانات العاملين فى الجهاز.. هل لديهم تقنيات وإمكانات لمواجهة موجات الإرهاب حالياً؟

- لازم الجهاز يرجع بكل طاقته، وطاقته ليست الضباط الكبار، لماذا إنت لو رجعتنى، هل أنا سأعود للشارع حتى أجمع معلومات، أنا لا أستطيع تحقيق النتائج إلا من خلال الضابط الصغير، فهو ليس صغيراً، فهذا الرائد فى الجهاز لا بد أن يكون له إعداد خاص وسافر أكثر من سفرية إلى الخارج للتدريب ولا بد أن يكون حصل على أكثر من فرقة وكتب أبحاثاً.

وكل ضابط من الرتب الصغيرة مسكّن على جزء معين من الهيكل التنظيمى للإخوان، أنا لما أتعامل مع قسم الطلبة فى الإخوان ضابط النشاط الإخوانى يتعامل مع التنظيم كحركة وفكر، لكن داخل التنظيم هناك ملفات أخرى، فملف الأشبال له ضابط، وملف العمال له ضابط، وقسم الدعوة، وقسم الطلبة والتربية، كل هذا له ضابط مسكّن عليه، كل هذه الملفات مسكن عليها ضباط صغيرة بمفهوم الرتبة، لكنه ليس بالنسبة لى ضابط صغير، بل هو ضابط كبير، والسؤال هنا هؤلاء الضباط الصغار لماذا خرجوا ولماذا لا يعودون مرة أخرى؟

ومن يعمل الآن فى الجهاز؟

- الضباط الذين لم يخرجوا من الجهاز، وعندما دمر الإخوان الجهاز، أزاحوا الصف الأول والثانى والثالث، أخرجوهم برة، والصف الرابع هو الذى يعمل فى أنشطة ليست متعلقة بالإرهاب ولا تحتاج الشارع وهم المكتبيون فقط.

«الإخوان» كان ورقة لنظام مبارك يلعب بها حتى يثبت للغرب أن هناك معارضة قادرة على الحشد

كان بإمكان «مرسى» إلغاء الجهاز، فلماذا لم يفعل؟

- هم لم يغيروا اسمه فقط، بل دمروا كفاءته، كان هناك حالة فقدان ذاكرة وانفصال بعد 25 يناير حتى 30 يونيو 2013، كانت هناك تغييرات كبيرة فى داخل تنظيمات الإخوان وفى حركة التيارات المتطرفة، وكان غريباً أنك تمنع الجهاز من أن يراقب أحداً من قوى الإسلام السياسى، حيث كان يصدر الشاطر تلك التعليمات وأيمن هدهد ومن ورائه مكتب الارشاد.

وماذا كانت مهمة الجهاز فى ذاك الوقت؟

- قالوا إن مهمته متابعة القنصليات «الكلام اللى ملوش لازمة».

لكن فى عهد «مرسى» استطاع الجهاز الكشف عن خلية مدينة نصر؟

- خلية مدينة نصر، جاءت من خلال مصدر داخل الخلية، المصدر كان ضابطاً من الضباط الذين خرجوا وهو كان يتفرج على الأحداث وقدم الاستقالة، لكنه قال إن هذا محمد جمال.

عندما تنزع هذا الملف كله من الأمن الوطنى وتعطيه لمديرية الأمن، فكيف ذلك؟ هل لو أتيت لى ببلطجى هل أعرف أستجوبه، هذه ليست شغلتى، نحن عندما تجتمع لدينا معلومة، نذهب فوراً لتبليغها للجهاز، هذا جهازى أول ما معلومة تأتى لى، أرفع سماعة الهاتف وأبلغها.

لكن هذا التواصل ليس مع الناس؟

- بالضبط، نحن لا نسوق لأنفسنا.. المخابرات عملت لنفسها جمعة الشوان ورأفت الهجان.. نحن لدينا انطباع عندما تتعامل مع الجهاز أنك عميل، ذات مرة أحد الأشخاص قال لى: أنتم تدخلون أنفسكم فى كل المواضيع، قلت له: زى إيه، قال: مثل إنفلونزا الخنازير، قلت: ومن يتابعها؟ قال: الصحة والبيئة والمحافظة، لكن هو لا يدرك أن هناك صورة بسيطة لدى المواطن العادى مرتبطة بالخنازير عند المسيحيين فبلاش إنك تاخد من الإجراءات اللى ممكن تدخلنا فى فتنة طائفية، فهل أكون تدخلت فى هذا هل بهذا أكون غلطان أو تدخلت، جاء مجلس الوزراء وأخذ قراراً بالإعدام، فهل يكون تدخلت؟

قال: لا، قلت: لا، لأن هناك مجزرين للخنازير واحد فى الإسكندرية وواحد فى القاهرة وكمية الخنازير التى تحتاج أن تعدمها كبيرة جداً، وتحتاج لشغل، فبلاش تستخدم أساليب تضع مصر فى مشاكل دولية، لأن هناك حقوقاً للحيوان، وهناك منظمات خاصة بحقوق الحيوانات وهى لا تقل عن حقوق الإنسان وممكن يستخدم فيها قوانين تفرض على مصر وتضعها فى موقف محرج لأن مصر الوحيدة هى التى تعاملت مع الخنازير بالإعدام هل أنا هنا أكون تجاوزت، الناس لم تكن دور أمن الدولة ينصب عليها، بل كانت المرايا التى تجمع المعلومات وتضعها أمام الدولة، وقد تأخذ به، وهناك ضباط لا يتعدون اثنين أو ثلاثة من أكفأ الضباط من أكفأ الضباط الذين خرجوا ورجعوهم، «مبروك» كان «مركون» فى عهد مرسى، هو طول عمره فى النشاط الإخوانى.

هل تشعرون بالظلم؟

- نحن أخطأنا، لأننا لم نستطع أن نسوق لأنفسنا وللجهاز بشكل صحيح وتركناه يتعرض للتشويه والظلم.

«الإرشاد» لم يثق فى «مرسى»

عدم إلغاء حق التنظيم فى الممارسة السياسية وعدم تصنيفه كجماعة إرهابية، وهذا معناه تأثير على وجودها كشخصية اعتبارية، هو يريد تحقيق أكبر مكسب، وتهريج أن تترك وضع الجماعة على ما هو عليه، وأعتقد أن هناك ضغوطاً فى هذا، وتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية يعنى ضرب مخطط أمريكا وهو وصول الإخوان للحكم، وأن تفرز ثورات الربيع العربى أنظمة إسلامية سنية إخوانية، أمريكا تريد خلق هذا، وأقول لك إن مكتب الارشاد لم يكن يثق فى محمد مرسى، ومن أجل هذا وضع خيرت الشاطر كمرشح رئاسى فى البداية، لكن الجهاز الأمنى بالنسبة للإخوان هو البعبع لو الأمن الوطنى وقف على رجليه سيقع التنظيم وهو يعلم تماماً ذلك ومع أنه استطاع أن يسيطر لمدة سنة على الحكم، فإنه لم يستطع الوصول لمصادر الجهاز والناس التى كانت متعاونة معنا، وكل الكلام الذى تسرب إلى وسائل الإعلام، وادعى أنه كشف أسماء كانت تتعاون مع الجهاز لم يكن صحيحاً، وكلام تهريج.

 

No comments: