Thursday, May 31, 2012

الانتخابات الرئاسية المصرية تكرار مبدع لسيناريو حماس

مجدي سمعان
Egypt Source

وضعت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، المؤسسة العسكرية الحاكمة للبلاد منذ انقلاب 1952 ويمثلها الفريق أحمد شفيق، والإسلاميين ممثلثين في مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، في وضع المواجهة لحسم من سيخلف الرئيس المخلوع حسني مبارك في حكم مصر بعد 15 شهرا من الإضطراب السياسي. لكن لا ينبغي التسرع بتصور أن الإخوان المسلمون ينازعون المؤسسة العسكرية السلطة، ففي اعتقادي إن علاقة التحالف العلنية والخدمات المتبادلة التي بدأت منذ انتفاضة يناير لازالت مستمرة، بالرغم من اجتهاد الطرفين في اظهار قدر من العداء.


في عام 1952 قام مجموعة من الضباط، انتمى معظهم لجماعة الإخوان المسلمين، بإنقلاب عسكري أطاح بالتجربة الديمقراطية المصرية. تحالف العسكر والإخوان لتحويل الإنقلاب العسكري إلى ما سمى لاحقا بـ"ثورة يوليو" في عام 1954 انقلب العسكر على جناح من الإخوان حين حدث تنازع معهم على السلطة. منذ ذلك الحين استخدمت أنظمة يوليو الجماعة كفزاعة لتبرير مصادرة الديمقراطية، وفي نفس الوقت سلمتهم المجتمع الذي ساهمت سياسات الدولة والإسلاميين في أسلمته، وغلقه.

عقب انتفاضة يناير تحالف الإخوان مع المجلس العسكري للسيطرة على الشارع، تمكنا من تحويل الانتفاضة من ثورة إلى انقلاب عسكري. والسؤال الآن: هل يكون المشهد الختامي هو اكمال للدور الذي بدأته الجماعة بقبول قيام المؤسسة العسكرية بتوجيه الانتخابات الرئاسية لصالح شفيق من خلال الاستمرار في لعب دور الفزاعة لاحداث حالة من التباين تجعل المصريين يختارون مضطرين العودة لحكم شخصية عسكرية أخرى؟ أم هل يعيد العسكر والإسلاميين صياغة تحالفهم بحيث يتبادل الطرفين المقاعد ويستمر التحالف على النمط الباكستاني؟


ومع افتراض استمرار علاقة التحالف وتبادل المصالح بين العسكر والإسلاميين، ففي اعتقادي أن الدفع نحو أن يكون خيار الناخبين في جولة الإعادة ما بين مرشح النظام وبين المرشح الإسلامي هو تكرار مبدع لسيناريو الالتفاف حول المطالب الديمقراطية في الربيع العربي الأول خلال الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر وفلسطين عامي2005 و2006، وأدت إلى اجهاض مطالب التحول الديمقراطي أمام فزاعة الإسلاميين وإحراج القوى المطالبة به، حين فاز الإخوان بـ20% من مقاعد البرلمان في مصر بناء على صفقة مع النظام، كما كشف مرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف، في حوار له مع جريدة المصري اليوم نشر عام 2009، كما تمكنت حركة حماس من الفوز بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.


لكن استخدام فزاعة الإخوان من جديد أصبحت لعبة مستهلكة استخدمتها حكام يوليو مرارا وتكرارا، وفي اعتقادي أن هذه المرة لن يمر السيناريو كما حدث في السابق، وفي حالة ما شهدت البلاد انتفاضة جماهيرية جديدة فهذه المرة ستكون ضد تحالف العسكر والإسلاميين وهو ما بدأت ارهاصاته في المظاهرات التي شهدتها البلاد في الذكرى الأولى لانتفاضة يناير.


عام ونصف من التلاعب بالإرادة الجماهيرية وفرض خيارات لا تعبر عن مطالب الثورة في طريقها لإنفجار في مصر بدأت تلوح بوادره في الأفق بالمظاهرة التي شهدها ميدان التحرير مساء الإثنين الماضي اعتراضا على نتيجة الانتخابات. من نزلوا لميدان التحرير قالوا أن المجلس العسكري وجه الانتخابات لتكون الإعادة ما بين مرسي وشفيق تمهيدا لاستعادة النظام للسلطة من خلال انتخابات موجهة. انتشرت على تويتر وفيس بوك تعليقات تقول أرفض من قتل الثوار، في إشارة إلى شفيق، وأرفض من صمت على قتلهم، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.أحد الذين خرجوا للتظاهر قال إن الإخوان ساهموا بتحالفهم مع المجلس العسكري في إجهاض الثورة، وقال آخر "لن نقبل وصول مرسي أو شفيق للرئاسة".

يأمل العسكر أن تكون الانتخابات الرئاسية بمثابة المشهد الختامي للمرحلة الانتقالية، لكن التيار الثوري المحتقن يأمل في أن يكون وصول شفيق لاعتاب استعادة السلطة، في انتخابات عليها علامات استفهام بحدوث عمليات تزوير لصالح شفيق، بمثابة بداية جديدة للثورة على المؤسسة العسكرية، وحليفتها جماعة الإخوان المسلمين.


No comments: