القاهرة تحت الحصار.. والناس يتساءلون: «نروح فين؟»
كتب سامي عبدالراضي ومجدي سمعان ونفيسة الصباغ
المصري اليوم ١٢/ ٥/ ٢٠٠٦
تحولت منطقة وسط العاصمة أمس إلي ثكنة عسكرية، وامتلأت شوارع رمسيس والجلاء و٢٦ يوليو وشامبليون والتوفيقية وسليمان باشا ومعروف برجال الأمن المركزي وسياراتهم وحواجزهم الأمنية، فيما اختفي تماما شارع عبدالخالق ثروت الذي يضم نقابتي الصحفيين والمحاميين ونادي القضاة.
وكان السؤال الوحيد الذي يطرحه الناس ـ المغلوبين علي أمرهم ـ «نروح فين ونركب إيه؟» بعد أن اختفت وسائل المواصلات، وانقطعت الحركة ما بين ميداني التحرير ورمسيس، وعندما يأتي سؤال ثان من الناس، تأتي معه تعليمات ضابط يقف خلف صفوف الأمن المركزي، ويصرخ «تعامل» ـ أي استخدام العصاة ويدك وقدمك في الرد ـ!
وفور الخروج من محطة مترو جمال عبدالناصر، تجد قوات الأمن في استقبالك بكلمة «ممنوع».. لف الناحية الثانية وتتسلل في شارع الجلاء حتي تصل إلي شارع معروف، وهناك تجد حاجزا أمنيا يمنعك أيضا من الدخول أو المرور، ويصرخ البعض موجها حديثه إلي ضابط شرطة برتبة عميد «يا باشا إحنا عايزين نعدي الناحية التانية.. شغلنا في معروف ومتعطل يا باشا عبَّرنا» ولا يأتي رد.
يتوجه الناس إلي ميدان التحرير، ويجدوا مدخل كوبري أكتوبر بشارع رمسيس مغلقا، ثم ينطلقوا في مسافة تصل إلي ١٠٠ متر حتي نهاية الكوبري، ثم يفاجئون بقوات الأمن تقف بحزم بجوارها سيارات شرطة ومدرعات وجنود «ينامون» بالداخل حتي وقت الحاجة إليهم.
أحد المجندين قال: بعد صلاة العشاء بلغونا إن فيه خدمة، نمنا الساعة عشرة بالليل واستيقظنا بعد ساعتين، ولبسنا وتحركت بنا السيارات في الرابعة فجرا، وبعد ساعة وصلنا هنا ومن غير أكل أو شرب من ساعتها، مجند آخر وقف بجواره قال: بلدنا أصبحت بلد أبونشابة - يقصد عصاه - وأنا نفسي أرمي الحاجة دي وأمشي لكن الضابط يمنعني.
المخرج العالمي يوسف شاهين كان محظوظا، وهو الوحيد الذي سمحت له قوات الأمن بالاختراق والدخول، ففي الحادية عشرة و٣٥ دقيقة كان شاهين في طريقه إلي مكتبه، وفوجئ برجال الأمن المركزي يغلقون شارع شامبليون، ووقف أمام مجند وطلب الدخول، لكن المجند رد: ممنوع يا حج.. الدنيا مولعة ومش هتعدي! لكن ضابط برتبة مقدم تدارك الموقف بسرعة وأخذ بيد شاهين إلي الداخل ومعه عاملان من مكتبه، بينما منع نفس الضابط المخرج يسري نصرالله وتقمص دور المجند.
وقال: «لأ ممنوع يا بشمهندس!» أيضا شارع ٢٦ يوليو كان تحت الحصار من منطقة التقاطع مع سليمان باشا ووصولا إلي شارع الجلاء، وتكفل رجال الأمن المركزي بإغلاق المنافذ والشوارع الضيقة ومنعت سكان العمارات والموظفين والعاملين والمحامين من الدخول إلي الشارع، وقالوا لهم «المصالح النهارده أجازة» مفيش محاكم.. ولا شهر عقاري.. والموظفين روحوا.. وانتوا كمان روحوا.. نفس الأمر كان ينطبق علي شارع التوفيقية والطرقات الضيقة التي تتصل بشارع ٢٦ يوليو، فرجال الأمن وقفوا علي رؤوس الشوارع ومنعوا الجميع من الاقتراب أو السؤال.
قوات الأمن أيضا أغلقت سنترال رمسيس، ومنعت الجمهور من دخوله، ووقفت حاجزا دون خروج موظفي الشركة المصرية للاتصالات، ووقف هناك ضابط برتبة مقدم وقال: الناس لازم تحمد ربنا.. إحنا بلدنا غير العراق ولبنان، وكويس إن الناس لاقية الفول تاكله الصبح، ده إحنا ٧٠ مليون، وعندما سألناه عن ناشطي «كفاية» رد بسخرية «بحثنا عنهم ولم نجدهم!».
تحولت منطقة وسط العاصمة أمس إلي ثكنة عسكرية، وامتلأت شوارع رمسيس والجلاء و٢٦ يوليو وشامبليون والتوفيقية وسليمان باشا ومعروف برجال الأمن المركزي وسياراتهم وحواجزهم الأمنية، فيما اختفي تماما شارع عبدالخالق ثروت الذي يضم نقابتي الصحفيين والمحاميين ونادي القضاة.
وكان السؤال الوحيد الذي يطرحه الناس ـ المغلوبين علي أمرهم ـ «نروح فين ونركب إيه؟» بعد أن اختفت وسائل المواصلات، وانقطعت الحركة ما بين ميداني التحرير ورمسيس، وعندما يأتي سؤال ثان من الناس، تأتي معه تعليمات ضابط يقف خلف صفوف الأمن المركزي، ويصرخ «تعامل» ـ أي استخدام العصاة ويدك وقدمك في الرد ـ!
وفور الخروج من محطة مترو جمال عبدالناصر، تجد قوات الأمن في استقبالك بكلمة «ممنوع».. لف الناحية الثانية وتتسلل في شارع الجلاء حتي تصل إلي شارع معروف، وهناك تجد حاجزا أمنيا يمنعك أيضا من الدخول أو المرور، ويصرخ البعض موجها حديثه إلي ضابط شرطة برتبة عميد «يا باشا إحنا عايزين نعدي الناحية التانية.. شغلنا في معروف ومتعطل يا باشا عبَّرنا» ولا يأتي رد.
يتوجه الناس إلي ميدان التحرير، ويجدوا مدخل كوبري أكتوبر بشارع رمسيس مغلقا، ثم ينطلقوا في مسافة تصل إلي ١٠٠ متر حتي نهاية الكوبري، ثم يفاجئون بقوات الأمن تقف بحزم بجوارها سيارات شرطة ومدرعات وجنود «ينامون» بالداخل حتي وقت الحاجة إليهم.
أحد المجندين قال: بعد صلاة العشاء بلغونا إن فيه خدمة، نمنا الساعة عشرة بالليل واستيقظنا بعد ساعتين، ولبسنا وتحركت بنا السيارات في الرابعة فجرا، وبعد ساعة وصلنا هنا ومن غير أكل أو شرب من ساعتها، مجند آخر وقف بجواره قال: بلدنا أصبحت بلد أبونشابة - يقصد عصاه - وأنا نفسي أرمي الحاجة دي وأمشي لكن الضابط يمنعني.
المخرج العالمي يوسف شاهين كان محظوظا، وهو الوحيد الذي سمحت له قوات الأمن بالاختراق والدخول، ففي الحادية عشرة و٣٥ دقيقة كان شاهين في طريقه إلي مكتبه، وفوجئ برجال الأمن المركزي يغلقون شارع شامبليون، ووقف أمام مجند وطلب الدخول، لكن المجند رد: ممنوع يا حج.. الدنيا مولعة ومش هتعدي! لكن ضابط برتبة مقدم تدارك الموقف بسرعة وأخذ بيد شاهين إلي الداخل ومعه عاملان من مكتبه، بينما منع نفس الضابط المخرج يسري نصرالله وتقمص دور المجند.
وقال: «لأ ممنوع يا بشمهندس!» أيضا شارع ٢٦ يوليو كان تحت الحصار من منطقة التقاطع مع سليمان باشا ووصولا إلي شارع الجلاء، وتكفل رجال الأمن المركزي بإغلاق المنافذ والشوارع الضيقة ومنعت سكان العمارات والموظفين والعاملين والمحامين من الدخول إلي الشارع، وقالوا لهم «المصالح النهارده أجازة» مفيش محاكم.. ولا شهر عقاري.. والموظفين روحوا.. وانتوا كمان روحوا.. نفس الأمر كان ينطبق علي شارع التوفيقية والطرقات الضيقة التي تتصل بشارع ٢٦ يوليو، فرجال الأمن وقفوا علي رؤوس الشوارع ومنعوا الجميع من الاقتراب أو السؤال.
قوات الأمن أيضا أغلقت سنترال رمسيس، ومنعت الجمهور من دخوله، ووقفت حاجزا دون خروج موظفي الشركة المصرية للاتصالات، ووقف هناك ضابط برتبة مقدم وقال: الناس لازم تحمد ربنا.. إحنا بلدنا غير العراق ولبنان، وكويس إن الناس لاقية الفول تاكله الصبح، ده إحنا ٧٠ مليون، وعندما سألناه عن ناشطي «كفاية» رد بسخرية «بحثنا عنهم ولم نجدهم!».
No comments:
Post a Comment