Thursday, December 06, 2012

مليشيات الإخوان تدشن الأربعاء الأسود لحماية الرئيس









كتب- مجدي سمعان:


في الأربعاء 2 فبراير 2011 بعث نظام مبارك بلطجية للاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير فكانت بداية النهاية لحكمه، وأمس الأربعاء 5 ديسمبر أرسلت جماعة الإخوان المسلمين مليشياتها لحماية الرئيس بقصر الإتحادية فأطلقت شرارة العنف، الذي تحول إلى حرب شوارع في محيط القصر الجمهوري سقط على إثرها 7 قتلى , ومئات الجرحى.

بدأت المواجهات في حوالي الساعة الثالثة والنصف عصرا حين بدأ الإسلاميون الذين قرروا الإعتصام لتأييد الرئيس مرسي بناء على دعوة من جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الأحزاب الإسلامية في التوافد على محيط قصر الاتحادية. كان هناك قرابة 17 خيمة للأحزاب والقوى السياسية المعتصمة أمام القصر. ولم يكد يمر وقت طويل حتى بدأ الإسلاميون في الهجوم على المعتصمون وحطموا الخيام وتعدوا على المعتصمين الذين فروا من المكان. لم تتدخل قوات الشرطة لحماية المعتصمين وتركت الأمر إلى أن تحول معارك شوارع.

أثار الهجوم على المعتصمين غضب القوى غير الإسلامية حيث بدأت دعوات في ميدان التحرير، الذي يواصل فيه معارضو الرئيس مرسي الاعتصام، ودعوات على الفيس بوك وتويتر للتوجه إلى محيط قصر الاتحادية لدعم الموجودين هناك،.في تلك الأثناء كانت جموع الإسلاميين تتوافد على محيط قصر الإتحادية، قادمة من الأقاليم، وتسيطر على الشوارع المحيطة به، وسط عمليات كر وفر وتبادل لإلقاء الحجارة بين الجانين في الشوارع المحيطة بالقصر وهي شارع الأهرام وشارع إبراهيم اللقاني.
في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء كان عدد المتجمعين في ميدان روكسي قرابة 5 آلاف متظاهر، تبادلوا إلقاء الحجارة مع الإسلاميين، الذين كانوا يحتلون شارع الميرغني الذي يتواجد فيه القصر الجمهوري على مقربة، وبينما استخدم المعارضين الحجارة وزجاجات المولتوف، أطلق الجانب الآخر أعيرة خرطوش بكثافة في اتجاه المتظاهرين المعارضين.

في حوالي الساعة السابعة بدأ المتظاهرون المؤيدون للرئيس بإطلاق مكثف لأعيرة الخرطوش في اتجاه المصابين، وهو ما أدي إلى تراجعهم للخلف واستيلاء الإسلاميين على ميدان روكسي.
قال أحد المتظاهرين في محيط ميدان روكسي بينما كان الجيمع يركض هربا من وابل الخرطوش والحجارة: "بدلا من أن يوحد مرسي الناس، استخدم المليشيات لضرب مظاهرة سلمية"

في حوالي الساعة الثامنة مساءا بدأت قوات الأمن المركزي في الفصل بين الجانبين، وتمكنت من الفصل بداية بشارع الأهرام ثم شارع إبراهيم اللقاني، إلا أن الإشتباكات استمرت في شارع الخليفة المأمون وبعض الشوارع الجانبية المؤدية لميدان روكسي حتى ساعة مبكرة من صباح الخميس.

بعد أن فصلت الشرطة بين الطرفين توقفت الإشتباكات في محيط قصر الإتحادية من ناجية "الكوربة" ووقف صفقين من جنود الأمن المركزي على بعد حوالي 50 متر من الأسلاك الشائكة التي وضعها الإسلاميين لإغلاق شارع إبراهيم اللقاني، والفصل بين الطرفين. 

كان عدد المتظاهرين ضد الرئيس والإسلاميين في شارع إبراهيم اللقاني يقدر بالمئات، وتبادل الطرفين- المؤيدون والمعارضون- الهتافات بعدما توقفت الحجارة. حيث كان كل طرف يرد على هتافات الطرف الأخر. فهتف المعارضون: "الشعب يريد إسقاط النظام" ورد الإسلاميون "الشعب يريد تطبيق شرع الله" وهتف المعارضون: "تُجار الدين أهم" ورد الإسلاميون: "البلطجية أهم" وهتف الإسلاميون: "ثوار أحرار بنأيد القرار" ورد المعارضون: "الإخوان عاملين ثوار" وهتف المعارضون: "أفرح إفرح يا مبارك مرسي بيكمل مشوارك، وجنالك عند دارك ومش خايفين" و"متعبناش متعبناش الحرية مش ببلاش"
بدأ المعارضين في انشاء مستشفي ميداني لتلقي المصابين، ولم تعلن إحصائية دقيقة عن عدد الضحايا، وحسب احصائيات وزارة الصحة وهيئة الإسعاف فقد سقط 3 قتلى وأكثر 200 مصاب.
في المستشفي الميداني بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة قال الدكتور عماد سليمان، منسق المستشفى الميداني بالكنيسة أن الكنيسة تلقت حتى الساعة التاسعة مساء حوالي 10 حالات معظمهم مصابين بخرطوش. مشيرا إلى أن الكنيسة تلقت تبرعات عبارة عن مستلزمات طبية من شعب الكنيسة.
وفي مستشفى كليوباترا قال أحد الأطباء أن المستشفى تلقت 8 حالات من المصابين.

سقط في أيدي الإسلاميين بعض المتظاهرين تم الإعتداء عليهم بالضرب وسلم بعضهم للشرطة. ونشرت القنوات الفضائية وصفحات التواصل الإجتماعي صورا وفيديوهات لمتظاهرون وقعوا في أيدي الإسلاميين وقاموا بتعذيبهم، مثل المهندس مينا فليب، مدير بشركة أورانج، الذي كان يردد "أنا فقط خرجت لأعبر عن رأي" بينما ينهال عليه الإسلاميين بالضرب والصياح "الله أكبر" وقد جردوه من ملابسه. وقد بث أصدقائه استغاثة بطلب من يعرف معلومات عن مصيره بالاتصال بهم.
افترش مؤيدو مرسي، الذي جاء غالبيتهم من المحافظات، الشوارع بمحيطة قصر الإتحادية معلنين الإعتصام، وإغلاق الشوارع المؤدية للقصر بالمتاريس، وقاموا بتشكيل لجان لتفتيش المتوافدين للمكان. كما قاموا بطلاء جدران سور قصر الإتحادية لمحو العبارات المكتوبة ضد الرئيس والإخوان المسلمين.
ووقفت الأتوبيسات والميكروباصات التي نقلت المتظاهرين في العديد من الشوارع الجانبية وفي محيط قصر الاتحادية.
كان مئات الآلاف من المواطنين المصريين قد تظاهروا أمس الأول أمام قصر الإتحادية في مظاهرة بعنوان مليونية الإنذار الأخير، للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإلغاء الاستفتاء على مسودة الدستور، التي أقرها الإسلاميين في غياب القوى السياسية والقوى الرئيسية في المجتمع المصري، وأيضا للمطالبة بإعادة تشكيل جمعية تأسيسية يراعي فيها التمثيل المتوازن للقوى والتيارات المختلفة. وقد شارك في تلك المظاهرة إلى جانب القوى السياسية غير الإسلامية عدد كبير من المواطنون نزلوا للمرة الأولي في حياتهم للمشاركة في مظاهرة، بعد أن سادت حالة قلق على مستقبل البلاد بعد إصرار الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين على تحدي الجميع بتمرير دستور لم يشاركهم في كتابته أحد.
واتسمت المظاهرة بالسلمية، ردد خلالها المتظاهرون شعارات تنادي بسقوط النظام، وكتبوا على سور القصر الجمهوري شعارات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وصلت إلى الشتائم.
أثار ذلك غضب التيارات الإسلامية التي عقدت اجتماعا مساء نفس اليوم لمناقشة الرد. وأعلن صباح اليوم عن التوجه للتظاهر والاعتصام تأييد للرئيس.

إلا أن التحدي المدني للإسلاميين أثار حفيظتهم ودفعهم للاعتصام أمام القصر، خاصة مع الإعلان عن تنظيم مظاهرة أخرى تتجه إلى القصر الجمهوري يوم الجمعة المقبل بعنوان "جمعة الكارت الأحمر" في ظل خوف الإسلاميين من اتجاه المتظاهرين للاستيلاء على القصر الجمهوري الذي كان في متناول يدهم أمس الأول.

قال أشرف الفطاطيري، عضو الدعوة السلفية بالعبور، "ما حدث بالأمس (مليونية الإنذار الأخير) هو محاولة انقلاب على الشرعية. في كل دول العالم التي تحترم الديمقراطية يحتكم الناس إلى الصناديق ويحترم الجميع نتيجة الانتخابات"
وأضاف: "لا يصح أن من يعارض قرارات الرئيس المنتخب يهاجم القصر الجمهوري. لو أن مرسي استقال، فأي رئيس سيأتي سنفعل مثلهم حينما لا تعجبنا قراراته، نحاصر القصر الجمهوري"

قال أحمد عبد الرحمن، أحد المتظاهرين الذين كانوا يتبادلون إلقاء الحجارة مع الإسلاميين من شارع الخليفة المأمون: "مرسي خرج على الشرعية بالإعلان الدستوري الذي أصدره، ثم باستخدام مليشيات للتصدي لمتظاهرين سلميين. بالنسبة لي شرعية الرئيس سقطت اليوم. هذا نفس سيناريو معركة الجمل، احتجاجنا كان سلمي وهم من بدأ باستخدام العنف"

No comments: