Sunday, September 05, 2010

قوات الأمن تغلق شوارع وسط القاهرة وتطارد المتظاهرين في العباسية

كتب سامي عبدالراضي ومجدي سمعان ١٩/ ٥/ ٢٠٠٦
أعادت أجهزة الأمن المشهد الذي فرضته الأسبوع الماضي.. وضيقت الخناق علي المتضامنين مع القضاة، وفرقت المتظاهرين بالقوة واستخدمت فرق «الكاراتيه» المدربة، وألقت القبض علي قرابة ٤٠٠ ناشط سياسي، الكثير منهم تابعون لجماعة الإخوان المسلمين، ومن بينهم الدكتور محمد مرسي، عضو مكتب الإرشاد، والدكتور عصام العريان القيادي الإخواني.
حشدت قوات الأمن آلافا من قوات الأمن المركزي، أغلقوا شوارع ٢٦ يوليو ورمسيس وشامبليون وسليمان باشا وطلعت حرب ومعروف والجلاء والشوارع المؤدية إليها ومنعت حركة المرور في شارع رمسيس وميدان عبدالمنعم رياض إلي قرب ميدان رمسيس، وشهدت مناطق وسط القاهرة والعباسية مظاهرات متفرقة، بدأت بتجمعات لجماعة الإخوان المسلمين أمام مجمع المحاكم بالعباسية تواجد قرابة ألف متظاهر وفور تحركهم هاجمت فرق من الأمن كانت ترتدي ملابس مدنية، واعتدت عليهم بـ «الهراوات» واستعملت الغازات المسيلة للدموع.
وقال عبدالجليل الشرنوبي، رئيس تحرير موقع إخوان أون لاين، إن الجماعة قررت تنظيم ثلاث مظاهرات بالقاهرة، للتضامن مع القضاة، الأولي بميدان العباسية والثانية أمام مجمع محاكم الجلاء، والثالثة أمام دار القضاء العالي، وأضاف أن المتظاهرين من الإخوان انضم إليهم عدد من الناشطين، من القوي السياسية وحركة كفاية ولم يتمكنوا من الوصول لدار القضاء، وتراجعوا إلي ميدان عبدالمنعم رياض وفرقتهم قوات الأمن بالقوة وتكرر الأمر نفسه بشارع الجلاء.
وتمكن أكثر من ٣٠ نائبا إخوانيا بمجلس الشعب وقيادات من حر كة كفاية وحزب الغد من التجمع عند تقاطع شارع طلعت حرب مع شارع عبدالخالق ثروت وحاصرتهم قوات الأمن في دائرة مغلقة، وقال أحد المعتقلين في رسالة عبر «المحمول» بأن سيدات قبض عليهن، وتم إلقاؤهن في سيارات الترحيلات، واعتصم عدد من الناشطين السياسيين داخل مقار أحزاب التجمع والناصري والغد.
وكان السواد هو اللون الذي اكتست به شوارع وسط القاهرة أمس، فجنود الأمن المركزي، وقفوا بملابسهم السوداء، خلف دروع واقية وخوذات وفي أيديهم «عصي» وينتظرون إشارة للتعامل أو التفريق ولايعرفون سوي كلمة «ممنوع.. مفيش النهارده».. وعلي بعد أمتار من قوات الأمن، كانت فرق الكاراتيه تقف وتستعرض عضلاتها،



وتنتظر أي تجمع، لتبدأ عمليات الضرب والركل، ثم الإلقاء في عربات الأمن المركزي أو سيارات الإسعاف.. وهذا المشهد حدثت تفاصيله بأحد الشوارع الضيقة، المتفرع من سوق التوفيقية، عندماكان بعض نواب الإخوان يحاولون الدخول إلي نادي القضاة، وكان بينهم أكرم الشاعر وعلي فتح الباب.. وحضروا في البداية من خلف دار القضاء، ناصية شارع ٢٦ يوليو وفوجئوا بـ «المنع» من الدخول، وقالوا لهم «من هناك»، ودخلوا منطقة التوفيقية، وتبعهم بعض الشباب والتفوا حولهم، وبعد ٥ دقائق فوجيء الجميع بـ ٣٠ شخصا من قوات الأمن يرتدون الملابس المدنية، وهم يرددون «هيا.. هيا.. هيا» في اشارة لحدوث معركة.


لحظات وبدأت الاشتباكات بينهم وبين «الملتفين» حول نواب الإخوان، وانتهت باعتقال «٦٥ شخصا واصابة العشرات من المتواجدين بالقرب من نواب الإخوان، بعد أن اعتدي عليهم رجال الأمن بالأقدام والهراوات، واللكمات القوية، وتكفل ١٠ مجندين بعمل كردون صغير حول ١٥ من النواب لحمايتهم من الضرب، فالنواب كانوا يرتدون ملابس مميزة ـ بدلة كاملة وشارة كبيرة سوداء، مكتوبا عليها: «نواب الشعب مع قضاة الشعب»، ومنعت عنهم هذه الملابس علقة ساخنة من فرق الكاراتيه، وبعد انتهاء الاشتباكات، توجه النواب إلي شارع رمسيس في محاولة جديدة للدخول، وعندما فشلوا تجمعوا بالقرب من معهد الموسيقي العربية وعند أذان الظهر أقاموا الصلاة وسط الشارع وأدوها ثم عادوا لأماكنهم.


اللافت أمس أن المجندين كانوا يأكلون «عيش وطعمية» وقال أحدهم: حضرنا قبل الفجر وكنا عارفين إن كل خميس حنقفل وسط البلد وبعض زملائنا الواقفين احتياطي أحضروا لنا الطعمية.. وكان الضباط من رتبة ملازم إلي لواء يجلسون علي كراسي خشبية تحت الشجر في شوارع رمسيس وشامبليون والجلاء وكانوا يتحركون من أماكنهم عندما يحدث تجمع ويأمرون فرق الكاراتيه بـ «التعامل»!


No comments: