أكد الدكتور جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط ـ بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه عقب أحداث ١١ سبتمبر كان هناك اتجاه لدي الإدارة الأمريكية بأن حل مشكلة الإرهاب يكمن في نشر الديمقراطية،
وأوضح أنه عقب التطورات الأخيرة ساد شعور بأن أدوات الإدارة الأمريكية في نشر الديمقراطية قليلة، وهذا جعلها تفاضل بين الاستمرار في الضغط من أجل الديمقراطية أو الحرب ضد الإرهاب التي تحتاج تعاونا مع الأنظمة العربية الحالية فيه، فمن غير المتصور أن يتعاون الإخوان المسلمين معنا إذا جاءوا للسلطة في ملاحقة الإرهابيين، ومن غير المنطقي أيضاً أن نضغط للنشر الديمقراطية والحريات وتأتي قوي معادية لنا للحكم.
وأشار إلي أنه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان هناك تركيز علي قضية الإرهاب، وقامت الإدارة الأمريكية بخلق شراكة جيدة، مع الحكومات في الشرق الأوسط لمقاومته، ولكن في ذات الوقت هناك إخفاقات علي أكثر من اتجاه خاصة في مسألة الحرب في العراق التي استهلكت الكثير من وقت وجهد الإدارة الأمريكية.
وأكد أن المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية تجد نفسها في معادلة صعبة فهي في حاجة إلي الحكومات العربية لمواجهة الإرهاب، وفكرة أن نشر الديمقراطية سيؤدي إلي حل مشكلة الإرهاب الآن تضاءلت، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة أصبحت الآن أكثر قربا من الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط، لأن هذه الأنظمة تواجه نفس العدو الذي نواجهه.
واختلف الترمان مع الرأي القائل بأن الإرهاب الآن في الشرق الأوسط أقوي من فترة ما قبل ١١ سبتمبر، فالآن الإرهاب في بلد مثل مصر قل بكثير عن فترة التسعينيات، ولا يبدو لي أن المنطقة ستنزلق ناحية الإرهاب، ولا يبدو لي أن فكر القاعدة أصبح منتشراً، بل هناك نوع من تصاعد الغضب نحو الولايات المتحدة، مشيراً إلي أنه في الوقت نفسه هناك تزايد لقوة تيار الإسلام السياسي، وهناك تحرك منهم لمشاركة بشكل أقوي في العملية السياسية.
وقال: «لا أتخيل كيف يمكن إقامة حياة ديمقراطية في مصر دون السماح بمشاركة قطاع عريض من الناس بعضهم متدين، ولكن علينا أن نتأكد أن هؤلاء لن يرتدوا عن الديمقراطية».
وأشار إلي أنه عقب ١١ سبتمبر كانت الإدارة الأمريكية لديها فكرة مبسطة وهي أنها إذا أزاحت نظام صدام حسين عن الحكم فإن الديمقراطية ستزدهر في العراق، لذا فكل ما فعلته أمريكا أنها بدأت تفتح الأبواب وتتعامل مع الموقف كأن العراق سيصبح ديمقراطياً بين ليلة وضحاها، وقد ثبت بعد ذلك أن هذه الفكرة خاطئة جدا.
وأكد الترمان أن الولايات المتحدة حتي الآن لم تكسب الحرب ضد الإرهاب ولكن الأنظمة الشرعية أصبحت لديها الوسائل لمكافحة الإرهاب، وهو ما سيتيح لنا التحكم في الجماعات التي تنتهج العنف لفترة طويلة.
ونوه الترمان إلي أن نجاح الحركات الإسلامية جعل الإدارة الأمريكية تعيد تفكيرها في مسألة الديمقراطية، وقال: إن هناك إحساسا متزايدا لدي البعض بضرورة جعل المجتمع ليبراليا قبل دمقرطته، وأن القوي الديمقراطية ستكون أكثر انفتاحا وتصالحا معنا، وبالتالي يصبح لدينا أصدقاء أكثر، مؤكداً أنه يختلف مع هذا الرأي ويري أنه توجه خاطئ، وقال «أفضل أن يكون لدينا أصدقاء أقل في المنطقة ونظام ديمقراطي ديناميكي، يقاوم الإرهاب ذاتيا.
وأضاف: «اختلف أيضا مع من رأوا أن فوز حماس هو خطة للوراء وقالوا سنجعل الفلسطينيين يشعرون أنهم ارتكبوا خطأ باختيارهم حماس، فقد كان من الأجدر أن تتعامل الإدارة الأمريكية مع حماس وتجعلها أكثر عقلانية في مواقفها السياسية.
وأوضح الترمان أن الولايات المتحدة ستشهد انتخابات الكونجرس ومجلس الشيوخ في نوفمبر المقبل، وهناك قلق لدي الإدارة الأمريكية علي ضياع الأغلبية منها، بسبب تناقص شعبية الحرب في العراق وتناقص شعبية الرئيس بوش نفسه، في الوقت الذي أصبح المواطنون الأمريكيون أكثر تشككا في سياسة بلادهم الخارجية خلال هذه الفترة الرئاسية، وعادة ما تشهد الفترة الثانية لأي إدارة أمريكية عدم اهتمام من قبل الأمريكيين لها، ويعطون اهتمامهم للإدارة التي ستأتي بعد ذلك، وفي حالة خسارة الجمهوريين للأغلبية في الكونجرس فسيؤثر هذا علي إدارة الرئيس بوش، لأنه سيجد معارضة أقوي من قبل الكونجرس ولن يستطيع تمرير الكثير من القرارات.
No comments:
Post a Comment