قال خبراء أمريكيون: إن عودة الحوار المصري الأمريكي، بعد توقف أكثر من ٦ سنوات، ليست علامة علي أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التراجع الأمريكي، وتخفيف الضغط عن النظام المصري، فيما يتعلق بقضية الإصلاح الديمقراطي.
وأكدوا لـ«المصري اليوم» أن ما يحدث، ربما يكون تغييرا في الأسلوب، حيث تري واشنطن حاليا أن الحوار سيساعد علي مناقشة المسائل المتعلقة بالإصلاحات السياسية في مصر بشكل مباشر، وهذا ما تراه واشنطن أيضا أفضل من الانتقاد العلني للانتهاكات التي تقع بين الحين والآخر للنشطاء السياسيين في مصر، خاصة أن الحوار سيعقد أكثر من مرة سنويا، بحضور مجموعات عمل اقتصادية وسياسية وأمنية.
وشددوا علي أن الموقف الرسمي المصري الأخير من عملية «الوعد الصادق» التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل، وإن كان سلبيا، ألا أنه كان أقرب إلي الولايات المتحدة، لأنه ألقي اللوم علي حزب الله.
وأكدت ميشيل دن، الباحثة بمعهد كارنيجي للسلام أنه من الإيجابي أن تشترك الولايات المتحدة ومصر في حوار استراتيجي، فهذه فرصة مهمة أن يتحدث الطرفان بصراحة حول التطورات الداخلية في عملية الإصلاح في مصر وفي المنطقة، ومن المهم أيضا أن يكون الحوار شاملا، فالولايات المتحدة بحاجة إلي فهم إلي أين تتجه مصر في الإصلاح السياسي، لأنه بدون هذا الفهم فالعلاقة الثنائية بين البلدين سيعتريها سوء الفهم، كما رأينا في السنوات الأخيرة.
وقالت: أعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول العمل مع السعودية ومصر والأردن لإيجاد حل للأزمة الراهنة، ولكنني لا أتوقع أن تتوقف الولايات المتحدة ـ في المقابل ـ عن مطالبها بالسير في برنامج الإصلاح السياسي، فإذا كان السلام في لبنان وغزة يهم الولايات المتحدة، فهو يهم مصر في ذات الوقت.
وقالت تامارا وايتس، الباحثة بمعهد بروكينجز: إن عودة الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا أمر إيجابي، وهو في نفس الوقت لا يعني أن الولايات المتحدة تراجعت عن اهتماماتها بنشر الديمقراطية في مصر، بالعكس فالحوار الاستراتيجي بين البلدين يعد بمثابة وسيلة لتأمين التواصل المستمر لكل أوجه العلاقة، خاصة فيما يتعلق بالإصلاح السياسي المصري، وأيضا الإصلاح الاقتصادي، فبدون مثل هذا الإطار فإن العلاقات المصرية ـ الأمريكية ستغلب تفاصيل ما يحدث بالنسبة للأزمة الفلسطينية أو ما شابه، أما الموضوعات طويلة المدي مثل قضية الديمقراطية فستتوه وسط هذا.
وقالت: ولعله كان من الملحوظ أن كلمة وزيرة الخارجية الأمريكية في المؤتمر الصحفي مع أبوالغيط، ركزت علي الإصلاح أولا، ثم الأزمة الدائرة في المنطقة بعد ذلك.
وأكدت تامارا وايتس أن رسالة رايس كانت مبنية علي تصريحات الرئيس بوش في الكونجرس في فبراير الماضي، التي قال فيها إن مستقبل المنطقة لا يمكن أن يترك للاختيار بين حالة الثبات التي هي عليها أو الأصوليين، فمن المهم أن يكون هناك إصلاح ليقدم بديلا حقيقيا للمواطنين المصريين وبقية المنطقة.
وأشارت إلي أنه في ذات الوقت، هناك العديد من المسائل الاستراتيجية التي تتشابه وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والنظام المصري، خاصة في الأزمة الحالية بين إسرائيل وحزب الله، وهم سيتحدثون حول السبل التي يستطيعون العمل معا من خلالها في هذه القضايا حتي ولو أنهم غير متفقين في مسألة الديمقراطية.
وقال بن فيشمان، الباحث بمعهد واشنطن للدراسات إن استئناف الحوار الاستراتيجي من الممكن أن يكون تأكيدا ـ ليس علي أن الولايات المتحدة هجرت أجندتها الديمقراطية ـ ولكن علي أنها تشعر بأنها يمكن أن تنجز أكثر من خلال التعامل مع القضية بشكل مباشر، وبالحاجة إلي فعل إيجابي في طريق الإصلاح أكثر من مجرد الانتقادات التي توجهها واشنطن لانتهاكات الحكومة المصرية ضد القوي الديمقراطية.
وأشار فيشمان إلي أن مصر يمكن أن تلعب دورا مهما في تقوية الرئيس محمود عباس أبومازن، ومساندا في إيجاد وتقوية جهاز أمني فلسطيني قوي ومؤثر، قادر علي الحفاظ علي وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فليس من مصلحة مصر أو الولايات المتحدة أن تستمر الفوضي في غزة.
ورأي خيري أباظة، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية أن التركيز خلال الحوار بين الجانبين المصري والأمريكي، انصب علي تطورات الأوضاع في الساحة اللبنانية، وبصفة عامة فمصر حليف للولايات المتحدة، فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، أو هناك تفاهم بين البلدين، وذلك بعكس الخلافات بينهما فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية في مصر.
No comments:
Post a Comment