أكد أنطونيوس نجيب «بطريرك الأقباط الكاثوليك المصريين» أن المسلمين والأقباط في مصر يلتقون علي محبة الله، مشيراً إلي أنه أصيب بدهشة بالغة خلال دراسته، حينما وجد الكثير من أوجه التشابه بين القرآن والإنجيل.
وقال نجيب ــ خلال حفل إفطار اللجنة المصرية للعدالة والسلام، والذي أقيم أمس الأول، في دير راهبات قلب يسوع بمصر الجديدة ــ «لدينا تراث مشترك غني جداً، ليتنا نعرفه ونساعد الآخرين علي اكتشافه ليعرفوا مدي عظمته».
وفي كلمته، أوضح الدكتور قاسم عبده قاسم «أستاذ تاريخ العصور الوسطي بجامعة الزقازيق» أن المواجهة بين الإسلام والغرب بدأت قبل أحداث ١١ سبتمبر، وتحديداً من خلال تفاعل حضاري وصدام عسكري أنتجا ما يعرف باسم «حركة الحروب الصليبية» التي رسخت فكرة الاستعمار فيما بعد، مشيراً إلي أن الهوة الحضارية والاقتصادية اتسعت بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي في العصر الحديث بعد الثورة الصناعية، خاصة في ظل تقدم الغرب وتخلف الشرق.
وأكد قاسم أن العلاقة بين الطرفين جري اختزالها في صورة صماء تري العالم الإسلامي باعتباره كتلة واحدة، وبالمثل يري العالم الإسلامي الغرب كتلة واحدة، موضحاً أن الصراع بين الشرق والغرب ليس مواجهة دينية، لكنه انقسام بين حضارتين، حضارة تمتلك القوة، وأخري مستضعفة.
وقال: إن الحوار بين الأديان ليس حواراً بقدر ما هو إملاءات من الغرب، يطالبنا خلالها بتغيير المناهج وحذف آيات من القرآن، وذلك لأنهم يعرفون ما يريدون الوصول إليه، بينما نحن ضعفاء واقعون تحت قبضة حكامنا الذين هم بدورهم واقعون تحت قبضة القوي الغربية.
وأكد الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة أن الحوار بين النخبة لم يعد كافياً في ظل العولمة، حيث أصبحت هناك حاجة للحوار علي مستوي القاعدة، مشيراً إلي أنه بعد انهيار الكتلة الشيوعية، سعي الغرب لضم الكتلة الشرقية علي قلب رجل واحد، وفي ظل ذلك ظهرت دعوة صمويل هنتنجتون لصراع الحضارات، الذي قال: إن الحضارة الغربية انتصرت ولم يعد أمامها إلا حضارة الصين والعالم الإسلامي.
وقال سلامة: الموقف الذي يواجه العالم العربي حالياً نحن مسؤولون عنه بدرجة كبيرة لأنه لم يحدث لدينا أي نوع من التقدم علي أي من المستويات، ولم يحدث أن مجموعة من الشعوب تمتلك كل هذه الثروات ولا تستطيع أن تنتقل من القرن العشرين إلي القرن الحادي والعشرين.
وأضاف: هناك مشاكل لدي المسلمين لابد أن يواجهوها ويتغلبوا عليها.
واعتبر المهندس جورج عجايبي أن مسيحيي الشرق بين شقي الرحي في الصراع بين الشرق والغرب، فالغرب يعتبرهم شرقيين ويشكك في مسيحيتهم، والمسلمون يشككون في وطنيتهم.
وأكد الدكتور الأنبا يوحنا قلتة «النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك ورئيس اللجنة» أن العرب أول من استخدموا العقل بظهور المعتزلة وابن رشد، لكنهم تخلفوا حين تخلوا عن العلم والعقل.
ودعا قلتة العالم العربي والإسلامي إلي فتح المجال أمام حرية التفكير. وقال: العقل البشري ليست لديه شخصيات مقدسة فوقه، وأنني إذا لم أستطع أن أصل إلي الله من خلال عقلي سأصبح ملحداً.
وأضاف: «النقد غير موجود في بلادنا، فأنا ممنوع من أن أنتقد الرئيس وممنوع من أن أنتقد الحكومة، وممنوع من أن أنتقد شيخ الأزهر أو البابا، حتي الحديث في الجنس ممنوع، رغم أنه لا يوجد أحد فوق النقد، وهو ما فعلته أوروبا منذ عصر النهضة، وتعرضت المسيحية لكل أشكال النقد ومازالت تتعرض، وبالمثل إذا انتقد أحد الرسول محمد وقال: إنه «وحش»، فهذا لن يقلل من قيمة الرسول، ويكون الرد عليه بالعقل.
وأشار قلتة إلي أنه أمر بعرض فيلم «شفرة دافنشي» الذي يسيء إلي السيد المسيح في الكنائس لكي يشاهده المسيحيون، وفي ذات الوقت يقوم متخصصون بالرد عليه وتوضيح الأخطاء الموجودة به
No comments:
Post a Comment