تشهد القاهرة يوم ١٤ نوفمبر الجاري خلال الاحتفال بمرور ٣٥ عاماً علي تجليس البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مؤتمراً لمجموعة من العلمانيين الأقباط بعنوان «رؤية علمانية في الإشكاليات الكنسية»، الذي يعقد بعد يومين من عودة البابا من رحلته العلاجية بالولايات المتحدة الأمريكية. قال كمال زاخر موسي، منسق المؤتمر: إن الهدف من هذا اللقاء هو استعادة دور العلمانيين الأقباط في اتخاذ القرار داخل الكنيسة في الجوانب المالية والإدارية والمدنية، وتجاوز الطرح الطائفي وتقديم خطاب ديني يقدم رؤية مستنيرة لدور الكنيسة في إعداد إنسان مشارك علي أرضية المواطنة. وفي بيان صدر عن الجمعية المصرية للتنوير، المنظمة للمؤتمر والتي أسسها المفكر الراحل الدكتور فرج فودة، أكد المنظمون أن المؤتمر يقوم علي محاور علمية ويعتمد المناقشات الموضوعية، وهو ما يترتب عليه دعوة البعض واستبعاد البعض الآخر، تجنباً للدخول في أي قضايا شخصية. وشدد البيان علي أن اللقاء لا يعتمد في منهجيته ـ كما يحاول البعض أن يروج ـ مبدأ العداء ضد الكنيسة أو القيادات الكنسية، بل علي العكس يحاول تقديم رؤية تقييمية لمراجعة الواقع الفعلي من أجل تطوير أدائه للوصول إلي شكل متكامل من العمل المؤسسي.
وقال كمال زاخر موسي: إن اللقاء يعد بمثابة هدية يقدمها العلمانيون الأقباط وقداسة البابا بمناسبة مرور ٣٥ عاماً علي توليه كرسي مارمرقس، مشيراً إلي أنه من الطبيعي أن أي شخص يظل في موقعه كل هذه الفترة تصبح لديه جوانب قصور لا يدركها مثلما يدركها غيره كمن يتابع الأمر من بعيد.
وأضاف أن القائمين علي اللقاء يحرصون علي مشاركة العديد من العلمانيين المصريين سواء من المسيحيين الكاثوليك أو البروتستانت، بالإضافة إلي مشاركة بعض المفكرين المسلمين المهمومين بالشأن المصري العام. وذكر موسي أن من بين المحاور التي ستناقش خلال المؤتمر الذي يستمر يومين: الكنيسة والوطن.. والأقباط علي أرضية المواطنة، وعلاقة الإكليروس بالعلمانيين، وعودة الدور العلماني المشارك في صنع القرار داخل الكنيسة، والبعد اللاهوتي والفكري في أزمة الكنيسة الراهنة وتقنين المحاكمات الكنسية بدلاً من العرف والتقدير الشخصي، والقوانين المنظمة لاختيار البابا.
No comments:
Post a Comment