Wednesday, November 17, 2010

احتفالية ثقافية بالأب «متي المسكين» تصفه بـ«مصلح الكنيسة القبطية الحديثة.. وشبيه محمد عبده»

مجدي سمعان ٥/ ١١/ ٢٠٠٦

أكد المشاركون في الاحتفالية التي أقامها المجلس الأعلي للثقافة تكريماً للأب متي المسكين راهب دير أبومقار الذي توفي في شهر يوليو الماضي، أنه قدم مشروعاً فكرياً لإصلاح الكنيسة الأرثوذكسية في مصر فيما يعد، إضافة للفكر المسيحي علي مستوي العالم.

وأشاروا إلي أن الأب متي المسكين الذي تم اختياره ضمن أهم ٧ رهبان في العالم سبق عصره بكتاباته، مما جعل الكثيرين داخل الكنيسة الأرثوذكسية يرفضون أفكاره في البداية ثم مالبثوا أن طبقوا بعضها، خاصة في مجال الحياة الرهبانية.

وخلال الاحتفالية دعا تلاميذ الأب متي المسكين والمهتمون بفكره الذين ملأوا أكبر قاعات المجلس الأعلي للثقافة إلي إعادة طبع كتبه ونشر بعضها ضمن سلاسل مكتبة الأسرة.

والمعروف أن كتب الأب متي المسكين تعرضت كثيراً لمنع تداولها في المكتبات الرئيسية للكنيسة الأرثوذكسية، نظراً لاختلافه فكرياً مع قادة الكنيسة، وقال الأب باسيلوس المقاري أحد الذين تتلمذوا علي يده: إن التجديد الفكري للأب متي المسكين اعتمد علي العودة إلي الأصول لإعادة فهمها وتنقية العقيدة من رواسب العصور المختلفة.

ووصف الأب متي المسكين بأنه رجل الإيمان والعقل لأنه كان يعتقد أن العقل وحده يؤدي إلي إنكار وجود الله، وأن الإيمان بلا عقل هو كارثة ويؤدي إلي تعصب وطائفية وإرهاب.

أما كمال زاخر موسي الكاتب القبطي فقال: إن الأب متي المسكين ترك بصمات لا تمحي حتي لمقاوميه، مشيراً إلي أنه عندما تزول التوازنات سيعاد اكتشافه.

وأشار إلي أن الأب متي المسكين دخل سلك الرهبنة عام ١٩٤٨ بعد تخرجه في كلية الصيدلة، وبعد هذا التاريخ بسنوات قليلة حدثت حركتان مهمتان في التاريخ القبطي: الأولي ظهور جماعة الأمة القبطية عام ١٩٥١ التي كانت تتبني مبدأ حصول الأقباط علي حقوقهم بالقوة، أما الحركة الثانية فكانت عام ١٩٥٤ عندما دخلت مجموعة من الشباب الجامعي سلك الرهبنة، وكانوا يتبنون مبدأ أن القرار داخل الكنيسة لا ينبغي أن يكون في يد العلمانيين أو الكهنة العاديين بل في يد الرهبان والقيادة الكنسية، مشيراً إلي أن واحداً من هذه المجموعة اعتلي كرسي مارمرقس عام ١٩٧١ وهو البابا شنودة الثالث.

وقال زاخر: إن الأب متي المسكين كان يتبني الطريق الثالث وكان يري أن العنف والقرارات الفوقية قد تأتي ببعض النتائج، ولكن الفكر لا يواجه إلا بالفكر.

ومن جانبها، وصفت الدكتورة زينب الخضيري أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، الأب متي المسكين بأنه المفكر العالمي للمسيحيين، مشيرة إلي أنه قدم مشروعاً إصلاحياً مناسباً للكنيسة القبطية وللعالم أجمع.

وقالت: إن الأب متي المسكين لم يكن كغيره من الرئاسات الدينية مكلفاً بتهدئة الأجواء الطائفية، ولم يكن مكلفاً من السلطة بالقيام بأي دور، بل كان مسيحياً مؤمناً متفرغاً للصلاة.

وشبهته بالإمام المجدد الشيخ محمد عبده، مشيرة إلي أن الأب متي المسكين كان يري أنه إذا كان التجديد في العالم يقوم علي نبذ النظريات القديمة، فإن التجديد في الدين هو إدراك للنظريات الروحية الأولي.

وأضافت أنه إذا كانت الكنيسة الأولي قد تصورت أنها غريبة عن العالم وعليها أن تبتعد عنه، إلا أن الأب متي المسكين كان يري أن الكنيسة إذا كانت غريبة فهي غريبة عن العالم في أهدافها ولكنها وجدت من أجل تغيير العالم، ولا دور لها بدونه، كما أن المسيحي ليس عابر سبيل في العالم ولكن وجوده ضرورة لمواجهة الفساد.

وأوضحت أن فكر الأب متي المسكين يقوم علي أن السيد المسيح لم يأت ليكون له الملك الأرضي، والكنيسة صاحبت الكلمة العليا، ولكن الكنيسة هي مملكة السماء، غير أن الكنيسة عبر العصور تحولت من الزهد عن العالم إلي الرغبة في المشاركة في السلطان.

وقالت الدكتورة زينب الخضيري: إن الأب متي المسكين رفض ما تقوم به الكنيسة من خدمات اجتماعية، لأنه كان يري أن الكنيسة تريد أن يكون لها نفوذ علي المجتمع وليس البشر وتتحكم في المجتمع وتشارك الدولة رئاستها.

وفي نهاية الندوة أكد الدكتور عاطف العراقي أن ندوة واحدة لا تكفي للحديث عن فكر الأب متي المسكين، داعياً إلي إقامة مؤتمر عالمي بالتنسيق بين المجلس الأعلي للثقافة وهيئات أخري حول فكر الأب متي المسكين.


No comments: