Wednesday, November 17, 2010

مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني : سندفع أي ثمن لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي

بقلم مجدي سمعان ٢٣/ ٩/ ٢٠٠٦

أكد مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني روبرت ساتلوف، أن الغرب سيدفع أي ثمن لمنع إيران من امتلاك أسلحة دمار شامل.

وقال في حواره مع «المصري اليوم»: إنه إذا فشلت الولايات المتحدة في إثناء القيادة الإيرانية عن وقف برنامجها النووي فستلجأ إلي الحرب.

واعترف ساتلوف بارتكاب أمريكا لأخطاء كثيرة بعد غزوها للعراق، ولكنه أكد أن قرار الحرب نفسه كان صائباً، معرباً عن خيبة أمله في موقف بلاده تجاه الإصلاح في الشرق الأوسط.

ولفت إلي المواقف الأمريكية الضعيفة تجاه الحكومات العربية التي تحارب الإصلاحيين، مؤكداً أن مواجهة الإرهاب تكمن في الأساس في تقوية التيارات الليبرالية أو المعتدلة في البلاد العربية، وإلي نص الحوار:

< هناك توجه لدي الأمريكيين الآن بأن الحرب علي العراق كانت خطأ فادحاً.. ما رأيك؟

- لا.. أنا لا أتفق مع ذلك وأعتقد أن قرار الغزو كان القرار الصائب، اعتماداً علي المعلومات الاستخباراتية في ذلك الوقت، ولكن وكما قلت فقد ارتكبنا أخطاء فادحة عقب الغزو.. لا أقبل الرأي القائل إن الشرق الأوسط أصبح أكثر خطورة الآن، فلم نكن نعرف إذا ظل صدام حسين في الحكم واستمر في خططه التي كان يعلنها ماذا كان سيصبح الحال الآن.

< قلت أنكم ارتكبتم أخطاء فادحة في العراق فما هي؟

- أننا لم نسلم المسؤولية للعراقيين بسرعة، وجعلنا وجودنا هناك نوعاً من الاحتلال.

< هل تعتقد أن الولايات المتحدة وأوروبا ستتخذان قراراً بالحرب ضد إيران؟

- من المؤكد أنه لا أحد يفضل اللجوء لهذا الخيار، لا أحد يريد الحرب بين إيران والغرب، لكن الواقع أن الأحداث الماضية خلال الشهور القليلة الماضية، أثبتت أن إيران تواقة لتحويل هذه المواجهة إلي حرب، ومع ذلك إذا وصلنا إلي أنه لا يوجد طريق آخر لإيقاف إيران من إنجاز هذا السلاح المدمر إلا الحرب فإننا وشركاؤنا سنقوم بها.

< هل تعتقد أن الحرب ضد إيران ستكون أكثر مما كلفتكم الحرب في العراق؟

- هذا سؤال صعب الإجابة عنه، فلا يجب أن يثنينا أي ثمن يمكن أن ندفعه عن ايقاف القيادة الإيرانية الحالية من الحصول علي أسلحة نووية، فامتلاك إيران لأسلحة نووية سيغير الشرق الأوسط بشكل خطير، بسبب امتلاكها لها وما يمكن أن تفعله بها، وأيضاً بسبب أن امتلاك إيران لهذا السلاح سيدفع كثيراً من دول الشرق الأوسط تسعي هي الأخري للحصول عليه لحماية نفسها من إيران، وقبل مرور وقت طويل سنكون أمام سباق نووي في المنطقة التي ستكون بأكملها علي شفا كارثة.

< بعد الحرب اللبنانية أعلنت كل من سوريا وإيران وحزب الله أن الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنت عنه أمريكا علي لسان وزير خارجيتها، أصبح شرق أوسط جديداً لكنه شرق أوسط معادي لأمريكا؟

- للأسف فإن تصريح كوندوليزا رايس في بداية الأزمة اللبنانية بأن لبنان ستكون المكان الذي يولد فيه الشرق الأوسط الجديد، كان كلاماً سابقاً لأوانه، فالأمر مازال أمامه وقت، وفي المقابل علينا أن نعمل بقوة لنتأكد أن الشرق الأوسط الذي تحدث عنه بشار الأسد لن يتحقق أبداً، ويتفق معنا في ذلك الكثير من الحكومات وقطاع كبير من الناس في الشرق الأوسط، لأن ما تحدث عنه الأسد ضد مصالحهم كما هو ضد مصالحنا أيضاً، أن يكون هناك شرق أوسط يسيطر عليه الفكر الراديكالي الجهادي، القائم علي الحرب والمواجهة، كما أن سوريا لا تمتلك نموذجاً للتقدم، أو نموذجاً إنسانياً، يمكن أن يحتذي به أحد، ولا أعتقد أن أي دولة في الشرق الأوسط تريد أن تتبني النموذج السوري أو الإيراني، فهما ليس النموذج الذي يقدم الأمل في التقدم للكثيرين في الشرق الأوسط.

< كيف تري المساندة الأمريكية لإسرائيل في تدمير لبنان، بمنع وقف إطلاق النار؟!

- أعتقد أن الإدارة الأمريكية فهمت من نواح عديدة أنها حرب غير مباشرة مع إيران، وبالتالي كان لابد من مساندة إسرائيل، وما يقلقني في الأمر أن إيران يمكن أن تفكر أنها باستطاعتها تحريك المواجهة ضد إسرائيل في أي وقت تظن، وهذا يمكن أن يجعل هناك إحساس بأن إسرائيل ضعيفة.

< لاحظنا فتوراً في حماس الإدارة الأمريكية بخصوص نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط فهل عدلت أمريكا من سياساتها بهذا الشأن؟

- الإدارة الأمريكية لم تتخل عن أجندتها الديمقراطية.

< لكن ما نشهده اليوم هو محاصرة الأنظمة العربية للتوجهات الليبرالية، وضربها مثلما حدث في مصر في قضية الدكتور أيمن نور؟

- أنا أخجل بشكل شخصي من أن حكومتنا لم تتخذ موقفاً جاداً تجاه الانتهاكات التي تحدث ضد هذه القوي المعتدلة. فإذا كان من المنطقي أن تتخذ تلك الحكومات موقفاً قوياً تجاه الإسلاميين الراديكاليين - وأنا لا أنتقدهم في ذلك - لكنه غير مقبول أن تواجه هذه الحكومات القوي الديمقراطية بنفس الأساليب. لذلك فعلي الولايات المتحدة اتخاذ موقف واضح في تأييدها للقوي الليبرالية، في هذه المنطقة، وعلينا بناء سياسات أكثر قوة، فقد كان موقفنا أقوي في قضية سعد الدين إبراهيم، ووصلت الرسالة للحكومة المصرية، وأعتقد أننا لم نتخذ مثل هذا الموقف في العديد من القضايا الأخري.

ولا يجب أن نسمح لتلك الحكومات بأن تلعب معنا هذه اللعبة وأن تعطينا خيارات خاطئة، إما هم أو الإسلاميون، هم يحبون الراديكاليين لأن الراديكاليين يجعلونهم يبدون بشكل أفضل، ولا يجب أن نسمح لهم أن يلعبوا هذه اللعبة معنا، ولكن هذا ليس معناه تقويض الأنظمة المدنية القائمة، فأنا لا أحبذ تقويض الاستقرار في مصر أو الأردن أو البلاد العربية الأخري، أنا مهتم أكثر بتدعيم مجتمع مدني ديمقراطي.

< هل معني ذلك أن الولايات المتحدة ستدعم خلافة جمال مبارك في حكم مصر لوالده؟

- أعتقد أننا سنرتكب خطأ غبياً إذا ساندنا أي مرشح محتمل، هذه ليست الطريقة التي تتصرف بها القوة العظمي، وهذه ليست الوسيلة لتنمية الديمقراطية في بلد مثل مصر.


No comments: