Wednesday, November 17, 2010

حريق يدمر الجزء الداخلي لـ«مجمع أيمن نور الثقافي» في باب الشعرية

مجدي سمعان وهاني رفعت وعماد السيد ٢/ ٦/ ٢٠٠٦

شب فجر أمس الخميس، حريق بمجمع نور الثقافي بباب الشعرية، أدي إلي تدمير الجزء الداخلي من المجمع، وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة علي الحريق، ومنع امتداده إلي بقية المجمع.


وعلي الفور باشرت النيابة تحقيقاتها لمعرفة أسباب الحادث، وقام فريق من المعمل الجنائي بمعاينة المكان، ومن المنتظر أن يصدر تقريره عن أسباب الحادث، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراءه أم لا، كما حققت النيابة مع ٤ من العاملين بالمجمع هم محمود النحاس مسؤول النشط الاجتماعي، وجاسر إمام مسؤول النشاط الثقافي وهيثم عبدالنبي وحارس المجمع، والآخران كانا متواجدين أثناء اندلاع الحريق، كما حققت مع بعض العمال الذين كانوا متواجدين في ميدان باب الشعرية باعتبارهم شهوداً.


والمجمع يتكون من دورين، حيث يستخدم الدور الأرضي كقاعة مؤتمرات ومناسبات، والعلوي به مكتبة ومركز لتعليم الكمبيوتر، ومخزن، ويقع المبني علي مساحة ٧٠٠ متر.


كانت أرض المجمع مرعي للخراف بميدان باب الشعرية، وتم تخصيصها من قبل محافظة القاهرة للدكتور أيمن نور لإنشاء مجمع ثقافي لخدمة أهالي باب الشعرية وافتتحه عام ١٩٩٩ محافظ القاهر الدكتور عبدالرحيم شحاتة السابق، والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة الأسبق.


ويمثل مجمع نور الثقافي بؤرة النشاط الرئيسية لحزب الغد الذي يستأجره لإقامة ندوات تثقيفية كل يوم أربعاء، وشهد المركز أهم الأحداث الخاصة بحزب الغد، وكان مكاناً للمظاهرات التي كانت تنظم للمطالبة بالإفراج عن الدكتور أيمن نور، كما شهد أنشطة ثقافية واجتماعية، حيث أقيم فيه ١٠٠٠ حفل زفاف وخطوبة ودورات لتعليم الكمبيوتر.


وكان المجمع يشهد في الليلة السابقة للحريق، الندوة الأسبوعية رقم ١٦١ لحزب الغد، عرض خلالها فيلماً تسجيلياً عن أيمن نور والمعتقلين علي شاشة كبيرة في الساحة الخارجية للمجمع، بينما كانت القاعة الداخلية مطفأة الأنوار، ومن جانبها لم تستبعد جميلة إسماعيل زوجة نور، شبهات جنائية وراء الحادث في ظل التحرشات التي تعرض لها المكان خلال الفترة الماضية، خاصة عقب تأييد الحكم علي الدكتور أيمن نور.


وأشارت إلي أن التهديدات كانت متكررة، حيث دأب بعض الأشخاص من الحزب الوطني، علي التحرش بالمتواجدين بالمجمع، والتهديد بأن المجمع سيأخذه الحزب الوطني، مشيرة إلي أن عدد من التابعين للحزب الوطني قدموا بلاغات ضد المجمع، مدعين أنه مصدر ضوضاء وإزعاج في المنطقة، حتي يقوم المجلس المحلي لمحافظة القاهرة بإلغاء تخصيص الأرض.


وقالت جميلة: نشعر بالأسف لما حدث، لأن المجمع كان يقدم خدمات لمئات البسطاء، وكان المكان الوحيد الذي يستطيع أن يمارس فيه حزب الغد نشاطه عن طريق استئجار قاعته.


وأضافت: سنرسل إلي السفارة الأمريكية بالقاهرة طرداً فيه رماد الحريق نهديها إلي الرئيس بوش بصفته مساند بشكل معلن للنظام الحاكم في مصر الديمقراطية علي حد قوله، لنقول له: «هذه هي الديمقراطية التي يساندها، والتي لا تحتمل نشاط جمعية أهلية في منطقة شعبية تحتاج إلي التنوير، فإذا كانت هذه هي الديمقراطية التي يقصدها بوش فشكراً له».


وأكد أمير سالم المحامي، أن الخسائر شملت منقولات صحيفة الغد من مكاتب وكراسي ومكتبات وفواصل خشبية، وأجهزة صوت وليزر وسماعات، وكوشة الأفراح، والمسرح بكامله، والسقف المعلق والسجاد.
ولفت سالم إلي أنه في اليوم السابق للحريق وأثناء ندوة الأربعاء، دخل شخص وهدد «بتوليع» الجمعية، وأخرجه بعض أفراد الشرطة من وسط الاجتماع.


وأضاف: منذ صدور حكم النقض ضد أيمن نور، يأتي بعض البلطجية ويقومون بالكتابة علي أسوار الجمعية من الخارج عبارات مثل «هنضربكم ونأخذها للحزب الوطني».


وقال: إن الندوة التي أقيمت يوم الأربعاء كانت في ساحة الجمعية بالخارج، ولن تستخدم القاعة طوال يوم الأربعاء، وهو ما يجعلنا نستبعد وجود ماس كهربائي، علاوة علي أن الكهرباء كانت مفصولة عقب انتهاء النشاط.


وقال هيثم عبدالنبي، أحد المتطوعين بالمجمع الذي كان نائماً في الدور العلوي أثناء اندلاع الحريق، إنه استيقظ علي أصوات الناس في الشارع الذين حذروا من وجود حريق داخل المجمع، مشيراً إلي أن الأنوار كانت مطفأة داخل الجمعية، وأن النشاط الخاص بالندوة انتهي حوالي الساعة الحادية عشرة مساء يوم الأربعاء وأن الحريق وقع الساعة الثالثة صباح يوم الخميس


No comments: