Wednesday, November 17, 2010

هروب الطلبة المصريين في نيويورك يكشف الاستنفار الأمريكي تجاه العرب

واشنطن ـ مجدي سمعان ١٥/ ٨/ ٢٠٠٦


علي الرغم من وجود أكثر من ١٢ مليون مهاجر غير شرعي داخل الولايات المتحدة، تحاول الإدارة الأمريكية تقنين أوضاعهم وتواجدهم، إلا أنه فور الإعلان عن اختفاء أو هروب ١١ طالبا مصريا عقب وصولهم مطار نيويورك لحضور برنامج علمي لدراسة اللغة الإنجليزية والثقافة الأمريكية، شهدت السلطات الأمريكية حالة استنفار أمني من الدرجة القصوي، بشكل يعكس حالة القلق والارتياب التي تعيشها الولايات المتحدة تجاه العرب.

وأثار هروب الطلبة المصريين اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية بصورة مبالغ فيها، لكونها حاولت الربط بين الطلبة وبين التنظيمات الإرهابية، خصوصا أن عددا من منفذي هجمات ١١ سبتمبر كان من الطلبة، بالإضافة إلي تواكب واقعة اختفاء الطلبة المصريين مع كشف المخطط الإرهابي الذي كان ينوي تفجير طائرات أمريكية قادمة من لندن، ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالية رفض ذلك الربط الإعلامي، مؤكدا أن الطلبة المصريين لا علاقة لهم بأي تنظيمات أو خلايا إرهابية.

ورغم تطمينات (الشرطة الفيدرالية الأمريكية المعروفة بـ FBI) التي وجهها للأمريكيين، إلا أن مساعيه لم تهدأ وتأهبه لم يستقر إلا بعد العثور علي الطالبين المتبقيين مساء أمس الأول، بعد أن اعتقل ٩ طلاب ووجهت لهم تهمة مخالفة قواعد تأشيرة الدراسة التي دخلوا أمريكا بموجبها، وقامت بسحب تأشيرات سفرهم.

ويأتي رد الفعل الأمريكي تجاه الطلبة المصريين استمرارا لحالة الاستنفار الأمني تجاه الطلبة العرب بشكل عام، خصوصا أن التقارير رصدت انخفاض أعدادهم بشكل كبير بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث يقدر عدد الطلاب العرب في أمريكا بـ١٥ ألفا ٨٤٢ طالبا وطالبة في العام ٢٠٠٤ ـ ٢٠٠٥.

وأكد حاتم سليم رئيس اتحاد الدارسين المصريين بأمريكا الشمالية، أن ما صدر عن الطلبة الذين هربوا سيسيء إلي صورة الطلاب المصريين بصفة عامة، موضحا أن معظم طلبة المنح والبعثات الذين يحملون تأشيرة دراسة، هم من طلبة الدراسات العليا، ويلتزمون بالضوابط القانونية في إقامتهم بالولايات المتحدة، ولذلك فهم يعاملون بشكل طبيعي، طالما لا يكسرون القانون.

وقال سليم: ينقسم الطلاب العرب الذين يأتون للدراسة في الولايات المتحدة إلي طلاب البعثات الحكومية الذين ترسلهم الدول العربية للدراسة، وتعد السعودية أكثر الدول التي ترسل طلابها إلي أمريكا، حيث قامت بإرسال ٤ آلاف طالب العام الماضي، ويأتي بعدها دول الخليج العربي، أما بعثة الطلاب المصريين الرسمية فلا يزيد عددها علي ٨٠ طالبا، إلا أن المصريين يستفيدون من المنح الدراسية التي تقدمها الجامعات الأمريكية، ويأتي من خلالها قرابة ١٥٠٠ طالب وطالبة.

وأضاف: من أصعب الأشياء التي يقابلها الطلبة الراغبون في الدراسة في الولايات المتحدة مسألة الحصول علي تأشيرة الدخول، خصوصا بعد ١١ سبتمبر، حيث كانت تأشيرة الدراسة تأخذ وقتا طويلا إلا أنه مؤخرا أصبح الأمر أقل صعوبة، كما أن إحدي المشاكل الكبري التي تواجه الدارسين الأجانب بصفة عامة والعرب بصفة خاصة، عدم السماح لهم باستخراج تأشيرة الشخص المرافق للدارس، سواء الزوج أو الزوجة، وبالتالي لا يكون بمقدوره استخراج رخصة قيادة أو العمل، وفي حالة الشخص القادم في بعثة ماجستير أو دكتوراه علي حساب إحدي الجامعات هنا فهو يحصل في المتوسط علي مبلغ ١٥٠٠ دولار، وهو مبلغ ضئيل بالنسبة لتكلفة المعيشة هنا مما يستلزم أن الشخص المرافق يحتاج إلي أن يمنح ترخيصا بالعمل في فترة الماجستير أو الدكتوراه.

وأوضح حاتم أن هذا الأمر يجعل الكثير من راغبي الدراسة الآن يفضلون الدراسة في كندا، لما توفره أيضا من تسهيلات وتأمين طبي علي الشخص المرافق للدارس، وهو الأمر غير المتوافر هنا في أمريكا، وتصبح تكلفة العلاج للشخص المرافق هاجسا دائما لمن يأتون للدراسة في الولايات المتحدة في ظل ارتفاع تكلفة العلاج هنا بشكل كبير.

وقال الدكتور عادل إسكندر الأستاذ بالجامعة الأمريكية بواشنطن: بالطبع تأثر العمل الطلابي بعد ١١ سبتمبر بشكل كبير، فقد كان الطلبة العرب في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر نشاطا قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فالمناخ داخل الحرم الجامعي بعد الهجمات علي نيويورك وواشنطن تغير وتأثرت صورة العرب بشكل سلبي، مؤكدا أن الأنشطة التي يقيمها الطلبة العرب اتجهت إلي تجنب الأمور السياسية، وبدلا منها تركز علي أمور اجتماعية، وثقافية وموسيقية والجوانب التاريخية للعالم العربي.

وأوضح إسكندر أن الطلبة العرب أصبحوا تحت ملاحظة جهات أمنية عديدة نظرا لأن عددا كبيرا ممن تورطوا في تفجيرات ١١ سبتمبر كانوا من الطلبة العرب، ولذلك يحاول الطلبة العرب تعريف زملائهم في الجامعة بالثقافة العربية وتغيير الصورة السيئة المنطبعة عن العرب، وذلك من خلال الأنشطة التي يمارسونها من خلال الاتحادات الطلابية للطلبة العرب.

وأضاف: هناك نوعان من الاتحادات الطلابية العربية في أمريكا، الأول هو الاتحادات الطلابية المفتوحة التي تضم طلبة من جميع الدول العربية، إلي جانب طلبة أجانب، والنوع الثاني هو اتحادات طلبة لدول عربية معينة مثل اتحاد الدارسين المصريين بأمريكا، واتحاد الطلبة اللبنانيين والفلسطينيين وملتقي الطلبة السعوديين، مشيرا إلي أن الطلبة العرب يقبلون علي الجامعات التي يوجد فيها عدد كبير من أبناء وطنهم العربي مثل ماستشوستس برنكتون، ميتشجان، كاليفورنيا، وتكساس، كولورادو، مونتانا، وأورجون، ووست فيرجينيا.


No comments: