Friday, August 20, 2010

الملتقي الثقافي لكلية الإعلام و«المصري اليوم» يناقش مستقبل الصحافة

مطالبات بإعادة النظر في ملكية الصحف «القومية».. واستقلالية «الحزبية» مكرم محمد أحمد: محاولات تعويق الديمقراطية مفتعلة وستسقط.. والصحفي الشجاع يستطيع توسيع سقف حريته بيده
مجدي سمعان وعلاء عبدالله
المصري اليوم ١٤/ ٢/ ٢٠٠٦


ربط المشاركون في «الملتقي الثقافي حول مستقبل الصحافة المصرية» ـ والذي عقد أمس الأول بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ويستمر حتي ٣٠ أبريل المقبل ـ بين إصلاح أحوال الصحف المصرية والإصلاح السياسي في مصر بشكل عام، مؤكدين أن ارتباط الصحافة بالسلطة يفسدها، سواء كانت سلطة الحاكم أو الحزب أو رأس المال.
وخلال الجلسة الأولي للملتقي الذي ينظمه قسم الصحافة بكلية الإعلام و«المصري اليوم»، التي أدارتها الدكتورة ليلي عبدالمجيد رئيس قسم الصحافة، ومجدي الجلاد رئيس تحرير الجريدة، بحضور الدكتورة ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام. طالب المشاركون بإعادة النظر في ملكية الصحف القومية، وإعطاء الصحف الحزبية استقلاليتها عن الأحزاب التي تصدرها.


ألقي نبيل زكي رئيس تحرير جريدة «الأهالي»، الضوء علي نظام ملكية الصحف في مصر، مؤكداً أن الصحافة المصرية قبل ثورة يوليو لعبت دوراً مهماً في كشف الفساد، والتمهيد لإسقاط الملك، وكان نمط الملكية السائد في ذلك الوقت هو الصحف الخاصة والحزبية، مشيراً إلي أن الصحافة بعد الثورة تحولت إلي أدوات تابعة للحزب الحاكم بأشكاله.
وأكد زكي أنه بالرغم من ذلك، فإن رؤساء تحرير الصحف القومية، كان منهم أشخاص محترمون يخدمون مهنة الصحافة، وليسوا أبواقا للنظام منهم موسي صبري، مشدداً علي أن نظام ملكية الصحف الحالي عفي عليه الزمن، داعياً إلي فتح أبواب الاجتهاد لتغيير نمط الملكية بالصحف، كأن يتم تفعيل الجمعية العمومية، ومجلس الإدارة، أو أن يمتلك الصحف العاملون فيها.


وقال: إن اختيار رؤساء التحرير بعد ثورة يوليو كان يعتمد علي قاعدة أهل الثقة، وليس أهل الكفاءة، وذلك حين يشعر النظام أن شخصا ما عنده القدرة في أن يبدع في الدفاع عن المؤسسات الحاكمة، لافتاً إلي أنه لكي تزدهر الصحف الحزبية، فيجب أن يكون هناك هامش من الاستقلالية بين الصحيفة والحزب، لأن الصحيفة في كثير من الأحيان لا تستطيع أن تنتظر الحزب حتي يأخذ موقفاً، لذا لابد أن تسبق الجريدة الحزب.
وأضاف: إن صناعة الصحافة أصبحت مكلفة، كما تعاني الصحف من تحكم شركات التوزيع الحكومية، وهذا يدعو الصحف الحزبية والخاصة إلي التفكير في إنشاء شركة توزيع ومطبعة للتخلص من هذا التلاعب، مؤكداً أن الصحف الخاصة يمكن أن يكون لها مستقبل وتنجح، بشرط ألا تكون مستقلة بمعني الكلمة، وألا يكون صاحب رأس المال هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في سياسة التحرير.


ورداً علي نبيل زكي، قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق: إذا كان رؤساء تحرير الصحف القومية يعينون عن طريق تلقي مجلس الشوري لمظروفات مغلقة، فإن تعيين رؤساء تحرير الصحف الحزبية ليس أحسن حالاً، لأنهم يعينون بقرار منفرد من رؤساء الأحزاب، الذين ينصب بعضهم نفسه رئيساً للتحرير ويتدخلون في سياسة الجريدة، دون اعتبار لرئيس التحرير الفعلي.


ودعا مكرم محمد أحمد الصحفيين إلي عدم الاستسلام لتقييد الحرية والأوضاع السيئة داخل صحفهم، وقال: «كونك صحفيا في إحدي هذه المؤسسات، لا يعني استسلامك لهذه الأوضاع، ويدفعك لبيع كلمتك، وأي سلطة تظن أنها تستطيع أن تقهر الصحفي مخطئة».
وأضاف: الصحفي يستطيع توسيع سقف حريته بيده، بشرط أن تكون لديه شجاعة.. فمبارك مثلاً في بداية حكمه كان يقول: «أنا محدش يلوي ذراعي»، والآن يقول: «هناك رأي عام لا أستطيع أن أصدر قراراً معيناً بسببه».


وتابع: «مستقبل الصحافة للأمام، والديمقراطية ستقع حتماً، لأنه ليس أمامنا طريق غير ذلك، لافتا إلي وجود مواهب جديدة الآن في الصحافة لم تتربي تحت الرقابة تحاول صياغة صحافة جديدة تقدم للقارئ اهتماماته.
وأشاد نقيب الصحفيين الأسبق بجريدة «المصري اليوم»، مؤكدا أنها خرجت عن الإطار المألوف، وتقدم صفحة أولي جذابة للقارئ لأنها مختلفة، مؤكدا أن أوضاع الصحف القومية صعبة الحل، وتحتاج إلي أن يطرح أمرها للمناقشة خلال المؤتمر العام للصحفيين.


ودافع مكرم عن الصحفيين بالصحف القومية، وقال: «ليس صحيحا أننا كنا عملاء لدي النظام، بدليل وجود صحفيين تربوا في الصحف القومية استطيع أن أحصي ١٥٠ اسما منهم قدموا إسهامات لصالح مصر.
مشيرا إلي أن بعض الصحف المستقلة غلب عليها الصحافة الشعبوية، التي تركز علي موضوع واحد وهو مهاجمة النظام، وصحيفة الموضوع الواحد حتي ولو نجحت لفترة، فلن تستمر لأن الجمهور سيصل إلي حد الاشباع، ومع ذلك فهي تجربة جديدة تحمل قدرا من النجاح، وقدمت أسلوبا جديداً في الصحافة وفي الكتابة.


وقال: إن مشكلة الصحافة الحزبية أعمق نتيجة لتدخل رؤساء الأحزاب في كل كبيرة وصغيرة بالجريدة، وهم أكثر صلافة مما تعرضنا له في الصحف القومية، وفي بعض الأحيان يكون رئيس الحزب هو رئيس التحرير الفعلي للجريدة ويكون رئيس التحرير هو ظله.


وأشار إلي أن مصر تحتاج إلي الصحف القومية لفترة مقبلة، ولكن هذه الصحف بعد نمو الرأي العام فيجب أن تراعي مصداقيتها لدي القارئ وليس لدي الحاكم، فالبلد يمر بمرحلة انتقال وتغيير، وكل الذين يشاركون في هذه المرحلة يجب أن يكونوا في صف واحد.
ورفض مكرم محمد أحمد فكرة خصخصة الصحف القومية بتاريخها وما تضمه من كوادر بشرية لأنه في الحقيقة، أن من سيشتري هذه الصحف سيكون أحد الرأسماليين الذين لا يتجاوز عددهم ١١ شخصا يتحكمون الآن في كل شيء بمصر.


وقال «أنا لا أمانع أن يكون للرأسمالية الوطنية صحفها التي تدافع عن فلسفتها، لكننا لسنا في أمريكا، نحن في بلد يعتمد علي المعونات الأجنبية، لذا فالصحافة القومية يجب أن تستمر شريطة أن تكون «قومية».
وقال كامل زهيري «نقيب الصحفيين الأسبق» أنه يؤمن بالدفاع عن العنصر البشري في الصحافة كأهم عنصر فيها، موضحا أن الصحافة ليست بنايات ضخمة أو مطابع حديثة ولكنها الحرية، ودون ذلك نصبح أوراقا ميتة وحروفا صماء.


واستعرض زهيري تجربته في الصحافة قبل الثورة من خلال مجلة روزاليوسف.
وقال إن: الصحافة نمت في ظل الحرية التي أتيحت في القرن الماضي، لذا علينا أن نعود إلي تاريخنا لإنقاذ الذاكرة الوطنية.
وأكد يحيي قلاش «سكرتير عام نقابة الصحفيين» أن الصحافة المصرية أصبحت في مفترق طرق في ظل الحديث عن الإصلاح السياسي والدستوري، إذ لابد من نمو الحريات العامة، مؤكدا علي أهمية تحقيق الإصلاح علي الواقع الفعلي لينعكس ذلك علي الصحافة

No comments: