Saturday, August 28, 2010

لعنة الزعامة

لعنة الزعامة.. حولت نعمان جمعة لديكتاتور وأيمن نور إلي سجين

مجدي سمعان

المصري اليوم ١٢/ ٣/ ٢٠٠٦


حزب «الغد» احتفل أمس الأول بذكري ثورة ١٩١٩، ورفع أعضاء الحزب لافتات تضع أيمن نور زعيم الحزب بين الزعيمين سعد زغلول ومصطفي النحاس. ومثلت فكرة الزعيم في حزب الوفد حالة تراثية تحكمت في قياداته المتعاقبة، وانتقلت منه إلي حزب الغد مع مؤسسه أيمن نور الذي بدأ حياته السياسية في الوفد.
وتحولت فكرة الزعامة إلي عقدة سيطرت علي من يجلس علي كرسي رئاسة الوفد، فحولت لعنتها رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة ـ المتنازع حاليا علي الرئاسة ـ إلي ديكتاتور، بينما ألقت بأيمن نور في السجون، وفي ظنه أنه يسير علي خطي سعد زغلول، راجيا أن يتحرك الشارع كرد فعل لسجنه، في تكرار ولو بسيط لتجربة ثورة ١٩، إلا أن رجاءه خاب.
وحول حلم الزعامة نعمان جمعة إلي شخص آخر بمجرد جلوسه علي كرسي رئاسة الوفد، وبدأ ممارسة عمله مقتنعا بأن زعيم الوفد لا يجب أن يعارضه أحد، أو يلمع بجوار نجمه أحد.
وبدءاً من فرمانات الفصل التي أصدرها في حق أعضاء بالحزب خالفوه الرأي، وصولاً إلي حالة الوفد حالياً بما صار عليه من شقاق وتنازع، مارس جمعة الزعامة كما اعتقدها، وبدأ يضع نفسه مع زعماء الوفد سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين في مرتبة واحدة، وحول جريدة «الوفد» إلي منبر لممارسة الزعامة بشعارات عادة ما يستهلها بـ «نعمان جمعة يقول».
ومع بلوغ الوطن مرحلة الانتخابات الرئاسية التي خاضها كل من نعمان جمعة وأيمن نور، وكل منهما يسعي إلي فرض حلمه بالزعامة، كشفت التجربة أن جمعة زعيم من ورق، وتحول إلي رئيس حزب مرفوض ومنتقد، ومفصول، بينما دفع نور ثمن حلمه بالزعامة من حريته وسمعته غاليا
.

No comments: