Thursday, August 19, 2010

لمطران منير حنا أنيس: زيارتنا لأيرلندا تهدف لتقديم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في مصر


مجدى سمعان

المصري اليوم ١٨/ ١/ ٢٠٠٦

بدأ ـ غدًا الخميس ـ وفد مصري يضم الشيخ علي جمعة ـ مفتي الجمهورية ـ والمطران منير حنا أنيس ـ مطران الكنيسة الأنجليكانية بمصر ولجنة الحوار الإسلامي المسيحي بالأزهر ـ جولة يزور خلالها جمهورية أيرلندا بهدف تصحيح صورة الإسلام والالتقاء بالجالية الإسلامية هناك.


وقال المطران أنيس في حديث أدلي به لـ «المصري اليوم»: إن الهدف من الزيارة هو تقديم نموذج للتعايش الإسلامي المسيحي في مصر الذي استمر علي مدي ١٤ قرنا من الزمان. والتأكيد علي أن العمليات الإرهابية التي ترتكب لا تمثل الإسلام وهو بريء منها.


وفيما يلي نص حوار المطران أنيس لـ«المصري اليوم»:
< من هو صاحب مبادرة الزيارة المرتقبة لتصحيح صورة الإسلام في الغرب؟
ـ الكنيسة الأنجليكانية «الأسقفية» هي صاحبة المبادرة وقد بدأ التفكير فيها منذ أكتوبر ٢٠٠٤ حين دعوت رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية ورئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا لزيارة مصر لكي يروا التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مصر. فكما نعلم فهناك صراع بين الكاثوليك والبروتستانت في أيرلندا.


وعقب المصالحة بينهما كانوا مهتمين بتجربة التعايش بيننا في مصر. وقد انبهروا بما رأوه في التجربة المصرية من تعايش مشترك، حيث كانت الصورة لديهم مشوهة نتيجة لتضخيم الحوادث الطائفية من قبل وسائل الإعلام الغربية.
وقد فكرنا في الزيارة بشكل أكبر بعد تفجيرات لندن وشرم الشيخ.


< ما هو برنامج الوفد خلال الزيارة؟
ـ ستشمل الزيارة لقاءات مع الجالية الإسلامية في أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، والجالية المسيحية الأرثوذكسية في أيرلندا ستقوم بعمل استقبال رسمي للوفد. كما ستلتقي برئيسة جمهورية أيرلندا.


< ما أهمية الذهاب إلي أيرلندا تحديدا لتصحيح صورة الإسلام؟
ـ تتواجد في أيرلندا جالية إسلامية كبيرة، وعقب الحوادث الإرهابية تزايدت عليهم الضغوط وأصبح هناك خوف من الإسلام «إسلاموفوبيا» والسبب في ذلك الأحداث التي تحدث باسم الإسلام، مثل خطف المدنيين وقتلهم، والإسلام بريء من هذه الأفعال لأنه لا يدعو إلي قتل الأبرياء.
وسفر لجنة الحوار مع المفتي لتوضيح الصورة الحقيقية من شأنه أن يساعد علي التعايش بين المسلمين والمسيحين في الغرب.


< هل انتهي الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت في أيرلندا، وما خلفية هذا الصراع؟
ـ لقد تمت المصالحة بينهم منذ عدة أعوام، والصراع يرجع إلي أن غالبية سكان أيرلندا الشمالية يرغبون في الاستمرار كجزء من المملكة المتحدة وهم في غالبيتهم من الأنجليكان، وليس البروتسانت. بينما يريد سكان أيرلندا الجنوبية الاستقلال، وهؤلاء غالبيتهم من الكاثوليك. لذا فالصراع أساسه سياسي ولكن أضفي عليه طابع ديني. وقد لعب رجال الدين في الكنيستين دورا في تحقيق المصالحة والسلام بينهما.


< خلال الفترة الأخيرة حدث نوع من الاحتقان الطائفي فهل تري أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين لاتزال بخير؟
ـ أي علاقة سواء بين مسيحيين ومسلمين أو العكس أحيانا يشوبها شوائب، لكن لا نستطيع أن نعمم هذا ونقول إنها تمثل مصر. وقد تعايشنا في مصر مسلمين وأقباطا علي مدي ١٤ قرنا من الزمان.
ونموذج التعايش في مصر بين المسيحيين والمسلمين يختلف عن أوروبا. لأن المسلمين في أوروبا حديثو التواجد هناك. لذا فنحن نمثل بالنسبة لهم نموذجا للتعايش.


< ما رأيك في الهجوم علي الإسلام في الدنمارك؟
ـ هذه كتابات فردية لا نستطيع أن نعممها، وهذه البلاد لا أحد يستطيع أن يقيد حرية التعبير فيها، وقد شهدنا قبل ذلك أفلامًا تناولت السيد المسيح بشكل خاطئ، ورجال الدين المسيحيون أنفسهم في أوروبا كثيرا ما يكونون مادة للنقد والسخرية من قبل الصحافة والإعلام وأوكد لك أن الغالبية العظمي من الدنماركيين يحترمون الإسلام والدليل علي ذلك أن هناك كثيرا من الهيئات الدنماركية تعضد الحوار الإسلامي المسيحي


< ما الدور الذي تقوم به الكنيسة الإنجليكانية في مساعدة اللاجئين السودانيين؟
ـ تقوم الكنيسة الإنجليكانية في مصر بخدمة نحو ٢٥ ألف لاجئ سوداني اجتماعيا وصحيا واقتصاديا ولا تفرق في تقديم خدماتها بين اللاجئين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
ويأتي اللاجئون من السودان في فترة الحرب إلي مصر لطلب اللجوء من مكتب الأمم المتحدة الموجود بالقاهرة، وإعادة التوطين في دولة ثالثة ولكن لا يتم التعامل مع اللاجئ إلا بعد سنة من وصوله، وخلال هذه السنة تقوم الكنيسة برعايتهم.


< ما رأيك في الاعتداءات التي ارتكبها الأمن في حقهم؟
ـ هم لم يستجيبوا لنداءات الشرطة، وسمعت أن بعضهم بدأ يعتدي علي رجال الشرطة. وما حدث بالتأكيد أمر مؤسف كنت أتمني ألا يحدث. وكان يمكن حل الموضوع سلميا بالحوار مع رؤساء القبائل. وما حدث في المهندسين يأتي نتيجة لأن الأوضاع في السودان لاتزال متأزمة خاصة الوضع في دارفور الذي لا يشجع السودانيين علي العودة

No comments: