Thursday, August 19, 2010

مايكل منير: أقباط المهجر يسعون لدور سياسي في مصر



مجدى سمعان

المصري اليوم ١٣/ ١٢/ ٢٠٠٥

أكد مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الذي يقوم بزيارة قصيرة لمصر أنه التقي مسؤولين مصريين بارزين ومؤثرين في صناعة القرار، مؤكداً أنه شرح لهم وجهة نظره في كيفية حل المشاكل القبطية وأنهم أبدوا تفهما لذلك، موضحين أن الأمور في مصر ليست كما يصورها أقباط المهجر. وأشار منير في حواره لـ «المصري اليوم» إلي أنه جاء لاستطلاع الدور الذي يمكن أن يلعبه أقباط المهجر في مصر، سواء علي مستوي مشاكل الأقباط أو المساهمة في دعم التيار السياسي المدني بتأسيس حزب جديد أو الانخراط في حزب ليبرالي قائم.


< ما سبب زيارتك لمصر، هل هي بدعوة من أحد أم مبادرة شخصية منك؟
ــ زيارة شخصية، وأحب التأكيد علي أنني لم آت لمصر ممثلا عن منظمة أقباط الولايات المتحدة، أو أقباط المهجر، وخلال الزيارة طلب عدد من الأصدقاء الالتقاء بي، بالإضافة إلي مسؤولين بالدولة.


< من هي الشخصيات التي التقيتها؟
ــ شخصيات مهمة مؤثرة في صناعة القرار طلبت الاستماع إلي وجهة نظرنا، وتعريفنا بوجهة نظرهم، ونحن كأبناء لمصر لا نستطيع أن نرفض الاستماع إلي من يريد الحديث إلينا.
< من هي هذه الشخصيات بالتحديد؟
ــ أفضل عدم الكشف عن أسمائهم.


< ماذا كان رأي المسؤولين المصريين في مشاكل الأقباط؟
ــ عرضنا وجهة نظرنا فيما يتعلق بمشاكل الأقباط وطرق حلها، وهم بدورهم عرضوا وجهة نظرهم، وشرحوا لنا النقاط التي يريدون منا أن نفهمها، فوجهة نظرهم أن أقباط المهجر ليست لديهم صورة كاملة عما يحدث في مصر، وتحدثوا عن التطورات الإيجابية التي تحدث علي الصعيد الداخلي، وبدوري قدمت وجهة نظري عن بعض الأشياء التي نراها سلبية والأخري الإيجابية.

وتطرق الحديث إلي مسألة الديمقراطية وتفعيل الأقباط سياسيا، وتهميشهم في الوقت الحالي وأسباب ذلك وكيفية العلاج، وتحدثنا أيضا في مشاكل الأقباط المعروفة، خاصة فيما يتعلق بمسألة بناء الكنائس، ووجدنا تفهما كاملا لما نطرحه، واستعداداً كاملاً لاتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد، ولمست تجاوبا وشبه إجماع بأنهم يريدون عمل شيء بالنسبة لمسألة الأقباط والوضع الداخلي بصفة عامة، ونحن كمصريين تهمنا مصلحة البلد، وإذا كان هناك ما يمكن أن نقدمه فنحن علي أتم استعداد للمساعدة سواء فيما يتعلق بموضوع الأقباط أو ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في مصر.


< ما وجه المساعدة في مسألة الديمقراطية؟
ــ نحن كمصريين لنا حقوق سياسية، ونشجع المصريين علي أن يشاركوا في العملية السياسية، كما أن لنا تجارب سياسية خارج مصر، وأنا شخصيا كانت لي تجربة في الترشح في الانتخابات في إحدي الولايات المتحدة، وهناك العديد من المجالات التي يمكن للمصريين في الخارج أن يساعدوا فيها، فهناك الكثير منهم لديهم خبرات في مجالات متعددة، كما أنه علي الحكومة أن تتخذ خطوات للمساعدة وتشجيع هؤلاء بعيدا عن التطرف والعنصرية.


< خلال المؤتمر القبطي الثاني في واشنطن طلبتم تدخل الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية والكونجرس للضغط علي الحكومة المصرية لحل مشاكل الأقباط، وهو ما تسبب في توجيه انتقادات إليكم باعتباركم تستعدون قوي أجنبية للتدخل في الشأن الداخلي المصري؟
ــ أكبر دليل علي أننا لا نستعدي أحداً علي حكومتنا، أنني هنا في مصر ونتكلم مع الحكومة، فلو أننا نستعدي أحداً ما كنا جئنا، هذا فضلا عن أن الولايات المتحدة دولة براجماتية لا يهمها إلا مصلحتها، وإذا كان هناك اهتمام بقضية الأقباط، فذلك في إطار مطالبتهم بنشر الديمقراطية في مصر وما يرتبط بذلك من حقوق للأقباط والمرأة وحقوق الإنسان.


أما حقوق الأقباط فهي أشياء معروفة، وما يحدث هو مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، وإذا كنا نثير القضية في مصر، فنحن نثيرها في الخارج أيضا، المشكلة ليست أين تثار القضية، ولكن أين تحل، إذا كانت الحكومة المصرية مستعدة أن تتعامل بشكل إيجابي مع ما نثيره من قضايا، فهذا جيد،

وإذا حدث فإن إثارة القضية في الخارج ستقل، ولكن يجب أن تكون هناك جدية من الحكومة، لا تستطيع أن تقول لنا أن نستخدم قنوات سلمية دولية وتتجاهل حل المشكلة، كما أن الأقباط في الولايات المتحدة يحاولون عرض مشاكل الأقباط في مصر علي الإدارة الأمريكية والكونجرس للضغط علي الحكومة المصرية، وذلك باعتبارهم مواطنين أمريكيين ولأن القوانين الدولية تتيح لهم ذلك، خاصة أن مشاكل الأقباط هي في الأساس مشاكل متعلقة بحقوق الإنسان.


< البعض يري أن هناك جهات تستخدمكم كذريعة للتدخل؟
ــ السؤال هو: هل مشاكل الأقباط موجودة أم لا؟ فإذا كان الأمريكان يستخدمون موضوع الأقباط للتدخل ــ وأنا لا أري أنهم يفلعون هذا ولا يتعاملون مع قضية الأقباط بجدية ــ فلماذا لا تحل المشكلة لغلق الباب أمام أي محاولة للتدخل الأجنبي؟


< هناك من يري أن لغة خطابكم تتميز بالحدة والمغالاة في تصوير حجم القضية؟
ــ من ناحية المغالاة، نحن نعتمد فيما ننشره علي أحداث موثقة بالصوت والصورة والمستندات، أما الحدة فترجع إلي أن القضية مزمنة والدولة تتجاهلها، وكون الأحداث التي نتحدث عنها تصمت عنها الصحافة المصرية، فهذه ليست مشكلتنا، فإذا كانت هناك مغالاة في أي حدث نعرضه، فليس لدينا مانع أن من لديه تصحيحاً يرسل إلينا، ونحن علي أتم استعداد لأن نراجع أنفسنا.


< ما هي علاقتكم بالكنيسة؟
ــ علاقتي بالكنيسة علاقة روحية.


< ما رأيك فيما قاله قداسة البابا شنودة عن أن الكنيسة هي المتحدث باسم الأقباط؟
ــ في الوقت الحالي الكنيسة أُرغمت علي أن تكون المتحدث باسم الأقباط، بعد أن خلت الساحة من القيادات العلمانية، وهذا بسبب سياسات الحكومة، لذا لا نستطيع أن نلوم الكنيسة علي دور أُرغمت علي القيام به، فالقبطي الذي لديه مشكلة لا يجد سوي الكنيسة لكي يلجأ إليها.


< هل تري أن هناك من يستطيع أن يمثل الأقباط سياسيا داخل مصر من الأقباط العلمانيين؟
ــ هناك قيادات كثيرة، لكن المهم أن تنظم نفسها، والأهم هو إعادة اكتشاف قيادات شابة وإتاحة الفرصة لها، فليس هناك جيل ثان وجيل ثالث من القيادات، لكن علي الحكومة والأحزاب أن تلعب دورا في تمكين هؤلاء، وبالتالي فالأقباط بدلا من أن يلجأوا إلي الكنيسة يلجأون إلي تلك القيادات.


< ما رأيك في قرار الرئيس مبارك فيما يتعلق بترميم الكنائس؟
ــ البعض ينظر إلي القرار علي أنه خطوة إيجابية، لكن ما كنا ننتظره هو أن يحل الرئيس مبارك المشكلة جذريا، فيما يتعلق ببناء الكنائس، ويبعد المحافظين والجهات الأمنية عن هذه المسألة ويضعها في أيدي لجان الإسكان.


< هل تفكرون في لعب دور سياسي في مصر؟
ــ بالطبع كمصريين لدينا خبرات سياسية خارج مصر لو أن هناك مجالاً للعمل السياسي في مصر لتدعيم الاتجاه المدني وليس الطائفي، وبالطبع سنأخذ الموضوع بجدية، لكن مهمتنا في الوقت الحالي هو تفعيل الأقباط سياسيا في مصر، وليس الأقباط فقط بل المسلمون، فالمطلوب الآن هو كسر حاجز السلبية أمام المشاركة السياسية.


< ما الآليات التي ستستخدمها في ذلك؟
ــ تشجيع الأقباط علي الدخول في الأحزاب السياسية، وإنشاء حزب ليبرالي جديد.


< هل تفكر في تأسيس حزب سياسي؟
ــ لم نتخذ قراراً نهائياً فيما كنا سنؤسس حزباً جديداً بالاشتراك مع بعض المسلمين، أم سننخرط في حزب قائم.


< هل يمكن أن تعود إلي مصر للعمل السياسي؟
ــ نعم ما المانع، ليس أنا فقط، هناك كثيرون يمكن أن يأتوا، لكننا ندرس الآن ما الآليات التي يمكن تنفيذ ذلك من خلالها، وما أحب التأكيد عليه أنه في حالة حدوث ذلك فسننطلق من أرضية وطنية وليست طائفية

No comments: