Saturday, August 28, 2010

مؤتمر تأسيس العلمانية


مؤتمر تأسيس العلمانية: لا ديمقراطية في مصر دون العلمانية أمور السياسة نسبية والفكر الديني مطلق.. ولا يجوز الخلط بينهما

مجدي سمعان

المصري اليوم ٣/ ٣/ ٢٠٠٦
أكدت رموز من التيار العلماني المصري أنه لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون العلمانية.. وأنه لايوجد أي تعارض بين العلمانية والدين.وخلص المشاركون في مؤتمر «تأسيس العلمانية في مصر» الذي أقيم أمس الأول وشارك في تنظيمه كل من حزب مصر الأم ومنتدي ابن رشد والجمعية المصرية للتنوير إلي ضرورة استمرار العمل العام نحو حشد التيار العلماني كتيار إصلاحي.وأوصي المؤتمر بأهمية الاتفاق علي تعريف العلمانية كطريقة ومنهج للتفكير النسبي، والاستمرار في رعاية التيار العلماني والترويج لشعاره «لا ديمقراطية بلا علمانية».
واتفق المشاركون من ممثلي التيار العلماني من مختلف الاتجاهات السياسية سواء اليسارية أو الليبرالية علي عقد الاجتماع التالي غداً بمقر منتدي ابن رشد لدراسة الخطوات التالية نحو نشر فكرة العلمانية وإجلاء سوء الفهم الذي تراكم لدي المواطن العادي عنها. واعتبر المشاركون مؤتمر تأسيس العلمانية في مصر استكمالا لمسيرة الفكر العلماني التي بدأت أوائل القرن الماضي، وأدت إلي ازدهار في المجتمع المصري من النواحي المختلفة في النصف الأول من القرن العشرين. وتبني المؤتمر شعار الدكتور مراد وهبة الذي رأس المؤتمر «التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق» مؤكدين أن شؤون السياسة هي أمور نسبية بينما الفكر الديني مطلق.
وحمل الدكتور مراد وهبة النظام الحاكم مسؤولية إهدار فكرة العلمانية لصالح الفكر الديني، حين غلب التفكير المطلق في أجهزة الإعلام وليس التفكير النسبي وابتعدت الأحزاب عن التفكير العلماني سعيا لمغازلة الجماهير التي خذلتها واتجهت إلي تيارات أخري.وقال وهبة: إن مصطلح رفض الآخر هو مصطلح زائف، فما يوجد لدينا الآن هو رفض للحضارة الإنسانية، وهو ما بدأ منذ كتابة أبوحامد الغزالي في القرن العاشر كتاب «تهافت الفلاسفة»، لأنه شعر بخطورة الفلسفة علي الدين.
وأكدت الدكتورة مني أبوسنة أن ما يسعي إليه العلمانيون هو القضاء علي التعصب أيا كان، فالعلمانية تضعف من التعصب وليس من الدين، وهناك فرق بين أن تكون مؤمنا عقلانيا أو مؤمنا متعصبا. وأشارت إلي سيطرة الفكر الأسطوري المرتبط بالمجتمع الزراعي علي الإنسان المصري.
وطالب أبوالعز الحريري عضو مجلس الشعب السابق بإصدار بيان تأسيس للتيار العلماني، واعتبر أن المؤتمر تواصل لحركة العلمانية التي بدأت في مصر منذ ١٠٠ عام. وأكد أن الحاجة الآن ماسة إلي بعث التيار العلماني لأن الديمقراطية الآن في مصر تؤتي ثمارها غير الصحيحة، وقال: «أخوض انتخابات منذ ٣٠ عاما، واكتشفت خلال الانتخابات البرلمانية الماضية أن التصويت لا يحكمه سياسة ولا منطق، بل كان من منطلق ديني»، ولفت الحريري إلي ضرورة التأكيد في البيان التأسيسي علي رفض الاصطدام بالنص الديني، ولكن التعرض بالنقد إلي الفكر الديني في الفقه البشري. واختلف الدكتور القس إكرام لمعي أستاذ اللاهوت الإنجيلي مؤكدا أن المطلوب الآن هو نقد النص الديني وليس الفكر الديني لأن أوروبا لم تتقدم إلا من خلال ذلك.

No comments: