Thursday, August 19, 2010

دعوة لإنشاء تحالف للقوي اليسارية لمواجهة الإخوان المسلمين

مجدى سمعان

المصري اليوم ١٧/ ١/ ٢٠٠٦


دعت قيادات يسارية بارزة، إلي توحيد قوي اليسار المختلفة في كيان واحد، يستطيع الوقوف أمام جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد نجاحها في الحصول علي عدد كبير من المقاعد بلغ ٨٨ مقعداً في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، بينما فشل مرشحو اليسار في تحقيق أكثر من ٤ مقاعد، خلال ندوة بعنوان «مستقبل اليسار المصري» عقدها مركز الدراسات الاشتراكية أمس الأول، اقترح القطب الشيوعي البارز المحامي أحمد نبيل الهلالي، أن يكون اتحاد التنظيمات اليسارية في صورة تحالف، يضم كل العناصر داخله، مع الإقرار بحق التعددية.
وأعرب عن خشيته من أن تكون الدعوة لتأسيس حزب يضم كل قوي اليسار مدعاة للتشرذم وليس للاتحاد، وقال: كفانا ما عانيناه من جراء حل تنظيماتنا، و«الذوبان» في تنظيمات النظام الحاكم، بدءاً من الاتحاد الاشتراكي و«الاحتواء» داخل حزب التجمع.


وقد أثار اخفاق القوي اليسارية مجتمعة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، في مقابل نجاح جماعة الإخوان المسلمين «الخصم التقليدي» لجماعات اليسار حفيظة اليساريين، مما دعا إلي تصاعد الأصوات المنادية بمناقشة مستقبل اليسار، وتوحيد التنظيمات اليسارية المختلفة.
وفي هذا الإطار، اتفقت تنظيمات يسارية علي عقد حلقات نقاشية منتظمة حول مستقبل اليسار المصري، تتجه إلي وضع تصورات مستقبلية، ويتمخض عنها تشكيل مجموعة تضم ممثلاً لكل جهة لإجراء المناقشة، ولطرح تصورات عملية للمرحلة المقبلة.


وأشار عبدالغفار شكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، إلي أن المقصود باليسار المصري هو كل من ينتمي لفكرة العدالة الاجتماعية، سواء ماركسيين أو شيوعيين أو ناصريين أو قوميين.


وأوضح أن التنظيمات اليسارية القائمة حالياً، تضم ما هو علني مثل حزب التجمع والحزب الناصري، وحزب الكرامة وحزب الاشتراكيين المصريين، والاشتراكيين الثوريين، إضافة إلي مؤسسات ثقافية اشتراكية، مثل: مركز العدالة والمركز الاجتماعي الديمقراطي، ومركز آفاق اشتراكية.


وأشار إلي أن هناك تنظيمات يسارية أخري مازالت تعمل بشكل سري، ومنها: الحزب الشيوعي المصري وحزب الشعب الاشتراكي.
وقال: إنه في عام ١٩٦٥ قامت ثلاث حركات يسارية أساسية، هي: الحزب الشيوعي المصري وحركة «حدتو»، وحزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري، بحل نفسها بدعوي اقتناعها بأن الرئيس جمال عبدالناصر يتجه نحو بناء الاشتراكية.


أما أحمد نبيل الهلالي، فقد طالب بعدم الانشغال بمناقشة مستقبل اليسار علي حساب المهمة الأهم، وهي التحقيق الفوري لحضور اليسار الغائب في الساحة السياسية.


وأشار إلي أنه برز خلال الآونة الأخيرة ضيف جديد من أطياف اليسار، وهو اليسار المجتمعي، يعبر عن قطاع أوسع من الشيوعيين والناصريين والتجمعيين.


وقال: إنه من غير المقبول في الوقت ذاته، أن يكون هذا الوليد «اليسار المجتمعي» بديلاً للتنظيمات اليسارية القائمة.. فلا يجب الخلط بين اليسار العقيدي «الماركسية والشيوعية»، وبين اليسار الذي لا هوية ولا عقيدة له، لأن هذا اليسار يفتقد بالضرورة إلي البوصلة العقائدية.


وشدد الهلالي علي أهمية ممارسة النقد الذاتي العلني لأخطاء الماضي من جانب قوي اليسار، لأنه بدون ذلك لن ينجح اليسار في اكتساب مصداقية في نظر الجماهير.


وقال: إن من أبرز أخطاء اليسار انشغاله ـ خاصة اليسار الشيوعي ـ بالجدل النظري حول الماركسية، وحفظ النصوص الماركسية، وافتقاد الرؤية الصحيحة للواقع المصري، وافتقاد الأداة التنظيمية علي أهميتها، وهو الدرس المستخلص من انتخابات مجلس الشعب، وقال: إن سبب نجاح الإخوان هو أنهم خاضوا الانتخابات بتنظيم حديدي منضبط، بينما كانت أكبر أخطاء اليسار انفصاله عن قاعدته الجماهيرية، وبالتالي عدم قدرته علي التأثير في مطالب العمال والفلاحين. وأكد الهلالي في الوقت نفسه، أنه لا يجوز لليسار اتخاذ موقف معارض بأي شكل من أشكال العمل المشترك مع الإسلام السياسي في بعض القضايا المحددة، مثل مناهضة الصهيونية العالمية، ورفض قانون الطوارئ، موضحاً أن الصراع الفكري الذي يجب أن يستمر مع التيار الإسلامي ينبغي ألا يمنع العمل المشترك


وشدد علي أن واقع التيار الإسلامي الآن لا يشجع علي الدخول في تحالف تكتيكي معه.


ومن جانبه، أكد القيادي الشيوعي خالد حمزة أن الشيوعيين وحدهم لن يستطيعوا إنجاز متطلبات المرحلة، موضحاً أنه لابد من توافق مع الطبقات الأخري في استرداد الشعب لحقوقه السياسية والمدنية، وأن حركة «كفاية» نموذج لفكرة التجميع، لكن كيف نتعامل مع الإخوان.
وأكد تامر وجيه الباحث بمركز الدراسات الاشتراكية، أن مهمة القوي اليسارية الآن هي تجميع الناس الذين يعارضون الخصخصة والامبريالية، والمدافعين عن حقوق الأقباط.

No comments: