Friday, August 20, 2010

«المصرى اليوم» مـــع أيمـــن نـــــور فـــي سجن «طرة»

لابد أن نضحي من أجل التغيير حتي لا نصبح فريسة سهلة للنظام أثق في قيادات الحزب هذه المرة.. و«جمهورية التوت» أهم إنجازاتي في الزنزانة
مجدى سمعان
المصري اليوم ١٤/ ٢/ ٢٠٠٦


سجون مصر عامرة بالبشر، وأيضاً بالقصص المأساوية، لكن سجن طرة ينفرد بتميزه من جهة أنه يستقبل مسجونين من نوع خاص قضاياهم لها أبعاد سياسية، الغالبية لمعتقلي الجماعات الإسلامية المسجونين دخلوا طرة بسبب قضايا ذات بعد طائفي، وعدد ليس بقليل من الذين ارتبط سجنهم بعلاقتهم بالنظام.


توجهت لزيارة الدكتور أيمن نور لأول مرة منذ احتجازه
في ديسمبر الماضي، وكانت الزيارة فرصة للحديث حول كيف يقضي وقته خلف القضبان، لكن في نفس الوقت شد انتباهي نماذج المعتقلين التي سمعت عنها منه، مثل أنور الذي قبض عليه وهو في سن الرابعة عشرة بتهمة انضمامه إلي تنظيمات إرهابية.
ومر عليه ١٤ سنة خلف القضبان، ولا يعرف حتي الآن جريمته، دخل أنور وهو لا يعرف شيئاً حول فكر الجماعات الإسلامية، والآن أصبح علي دراية كاملة بكل أفكارها. وقصص أخري كثيرة قال لي أيمن نور إنها جعلته أكثر تمسكاً بضرورة التغيير، لكي لا يكون المواطن المصري بلا قيمة في الوطن.


بدا زعيم حزب الغد بصحة جيدة، إلا أن وزنه نقص عدة كيلو جرامات، وفي المستشفي يخضع لمتابعة لحالته الصحية، حيث يعاني من ألم بساقه اليسري نتيجة للرطوبة وبرودة الجو. وطلبت إدارة مصلحة السجون تقريراً طبياً حول حالته الصحية للنظر في نقله من مستشفي السجن إلي ليمان طرة، وهو ما يخشي منه نور لحالة الليمان المتردية. أخذ الحديث حول أزمة الحزب المالية التي تهدد استمرار جريدته في الصدور جزءاً من حديثنا.
قال نور: الجميع الآن يتحدث عن ضرورة بناء حزب ليبرالي قوي يكون بمثابة البديل الثالث، بينما هناك حزب يتبني برامج حقيقية للإصلاح السياسي، ويناضل الآن من أجل البقاء، فلماذا لا يأتون وينضمون إلي حزب الغد ويعملون معنا علي تقديم بديل حقيقي وقوي، خاصة أنني وقيادات الغد نرحب بأي أحد يرغب في أن يشاركنا العمل.


وأضاف: إذا كانت القيادات الليبرالية تبحث عن مناصب، فنحن لا نحتكرها لأنفسنا، ولدينا استعداد للعمل مع القوي الليبرالية الحقيقية، إذا كنا نرغب بحق في التغيير، فلابد أن يضحي كل منا بجزء من وقته أو ماله، وإلا سنظل فريسة سهلة في يد نظام يرفض التغيير. كعادته لا يضيع نور وقته ويستغل فترة وجوده في السجن في القراءة والكتابة وتقييم الأمور.
أخبرني بأنه يعكف علي إعداد كتاب جديد حول «الحل الليبرالي وأزمة الليبراليين المصريين» يحاول خلاله التأصيل للحركة الليبرالية منذ بداية القرن الماضي، وطرح فكرة أن الليبرالية هي الحل لمستقبل مصر والبديل الثالث للحزب الوطني وجماعات الإسلام السياسي.
وبالتوازي مع هذا المشروع يقوم نور بكتابة رواية اختار لها عنوان «جمهورية التوت» وهي قصة سياسية مستمدة من الأحداث التي تشهدها مصر - كما يقول.


وبالرغم من وجوده في السجن فإن علاقته بالعالم لم تنقطع، بل يجد وقتاً كافياً لمتابعة الأحداث من خلال قراءة الجرائد ومشاهدة التليفزيون، ويقوم أحياناً بالرد علي ما تكتبه بعض الصحف من اتهامات ضده.
الزيارات إلي نور لا تنقطع سواء من محاميه أو من محبيه، إلا أن الزيارة الأهم هي زيارة زوجته جميلة إسماعيل التي تنقل له أخبار الحزب وتحركاتها من أجل الإفراج عنه، كما تحمل له الأدوية التي تنقصه داخل السجن، ثم تستمع إلي توجيهاته التي تجيد تنفيذها.
وإذا كانت أزمة الحزب المالية هي ما تشغل نور في حبسه هذه المرة، إلا أنه بدا أكثر اطمئناناً تجاه قادة الحزب الذين عهد إليهم بالمسؤولية في غيابه، وأكد أنه يثق في أنهم سيقودون الحزب ويحافظون علي عدم تخليه عن مواقفه، وذلك بعكس المرة الماضية التي دخل فيها نور السجن وعاني فيها الحزب من الانشقاق.


ومع ثقته بأن نتيجة النقض ستكون لصالحه، إلا أنه يرفض إصدار قرار بالعفو عنه لأسباب صحية، كما يطالب البعض.
وزاره خلال الأسبوع قبل الماضي منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية وطلب منه عمل توكيل له للمشاركة في فريق الدفاع عنه الذي سيتقدم بالنقض، إلا أن نور لم يقم بعمل توكيل له حتي الآن.

No comments: