Saturday, August 28, 2010

رسالة من عدلي أبادير تفجر أزمة في مؤتمر «علمنة الدولة»
عميد أقباط المهجر وصف الإخوان بـ «الغربان».. ومرقس عزيز شبه الإسلام باليهودية
مجدي سمعان
المصري اليوم ٢٥/ ٢/ ٢٠٠٦
شهد مؤتمر «علمنة الدولة» الذي نظمه الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أمس الأول، جدلاً و اسعاً حول فكرة العلمنة، حيث انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لها، وساهم في تأزم الموقف رسالة من عدلي أبادير «عميد أقباط المهجر» أهان فيها الإخوان المسلمين.وكانت رسالة أبادير للمؤتمر ـ الذي أداره نجيب جبرائيل «رئيس المنظمة» وشارك فيه الدكتور عصام العريان «القيادي الإخواني» والقمص مرقس عزيز «راعي الكنيسة المعلقة» والكاتب الليبرالي محمد البدري ـ والتي قرأها عزت بولس «عضو منظمة الأقباط متحدون» فجرت أزمة كبيرة بعدما وصف فيها أبادير الإخوان المسلمين بـ «الغربان» مما تسبب في انسحاب العريان من المؤتمر، بعدما دار بينه وبين كل من القمص مرقس عزيز والكاتب محمد البدري نقاشاً محتدماً بشأن علمنة الدولة.ففي حين أيد الأخيران هذه الفكرة، رفض العريان قبول الدولة العلمانية، معتبراً من ينادون بها يخوضون معركة خاسرة لأنهم لن يستطيعوا الدفاع عنها.وأكد العريان أن العلمانية في الدولة تتراجع ورئيس أكبر دولة في العالم يستلهم الدين في قراراته في ظل الدعم الأمريكي للدولة الصهيونية الدينية.وقال: أنا ضد علمنة الدولة لعدة أسباب: أهمها أن ضحايا الدولة العلمانية أكبر بكثير من ضحايا الدولة الدينية، والدولة العلمانية لم تقدم للإنسان راحة النفس والضمير وسعادة الحياة، بل قدمت الشقاء وفرغت حياته من كل معني روحي، لافتاً إلي أن العلمانية نشأت في ظل ظروف خاصة في بلادها، وأصبحت بضاعة غربية تريد دولها تصديرها، ولا يجب وضع مفهوم الدولة العلمانية في مواجهة الدولة الدينية، فالإسلام لا يعرف إلا الدولة الدينية التي تحكم بالحق الإلهي.
وأضاف: إن النص الخاص بأن دين الدولة هو الإسلام هو نص قديم منذ أول دستور تم وضعه، وهو موجود في غالبية دساتير الدول الإسلامية، فهل هذا يعني أن كل سكان الدولة مسلمون، أم أن حضارتها حضارة عربية إسلامية بالمفهوم الحضاري؟
وقال العريان: إذا أردنا بالعلمنة ضمان حرية المعتقد والمساواة وحرية بناء دور العبادة فعلينا بمناقشة الأمر، فلا أحد يستطيع إنكار حق بناء دور عبادة لكنه في حاجة إلي تنظيم».
واختتم «الضمانة هي إقامة دولة الحق والقانون، شريعتها الإسلام، لأن الإسلام يقيم حقوق الجميع بمن فيهم اللا دينيون، دعونا نتكاتف ولا نثير قضايا خاسرة».
وبدوره قال القمص مرقس عزيز: «كفانا كلاماً حلواً بينما الواقع مر».ورداً علي العريان، قال: «الإسلام مثل اليهودية، فالشريعة الإسلامية تعلن أن المواطن إما مسلماً وإما كافراً، وهذا كلام ثابت من خلال المراجع الفقهية، والتاريخ الإسلامي».
وأشار عزيز إلي الشروط «العمرية» التي تتعلق بمعاملة غير المسلمين، والتي من بينها، ألا يحدث المسيحيون دور عبادة، ولا يجددون ما خرب، وألا يتشبهون بالمسلمين، ويجزون مقدمة رؤوسهم، ولا يعلو صوتهم في كنائسهم.. إلخ.
ولفت عزيز إلي التعسف في الشروط العشرة لبناء الكنائس، والتي منها الحصول علي ترخيص من الري والسكة الحديد.وقال: «بعد كل هذا نسمع كلاماً حلواً.. احنا بنضحك علي بعض.. المسيحيون لديهم حب كبير نابع من العقيدة المسيحية التي تدعو لمحبة الآخر، فاعطونا فرصة لكي نريكم هذا الحب».وقال محمد البدري معلقاً: العلماينة هي التي ستخلصنا من كل هذه المشاكل التي علي يميني وعلي شمالي، مشيراً إلي الدكتور عصام العريان والقمص مرقس عزيز.
ورداً علي أن إسرائيل دولة دينية، قال البدري: إن إسرائيل منذ أن نشأت ودستورها هو دستور علماني يقوم علي مبادئ حقوق الإنسان.وأكد أن الدولة لا تريد محو الأمية في مصر، لأن الأمية تساعدها في السيطرة علي المواطنين.
وتساءل البدري: منطقتنا قبل ١٤٠٠ عام لم تكن عربية، فلماذا تسود ثقافة هذه الجماعة التي لم تستطع يوماً أن تقيم دولة، وأنصارها يتكلمون بصوت عال ولا يدعون أحداً يتكلم.وقال: لماذا العلمانية؟ لعدم تسلط دين علي آخر والمساواة في الحقوق، وهي بالقطع منقوصة في ظل الدولة الإسلامية، هذه الدولة التي طالما استخدمت القوة للوصول إلي السلطة.
وأوصي المؤتمر بضرورة تعديل الدستور، وعدم تضمينه أي مواد ذات مرجعية دينية، سواء تلميحاً أو تصريحاً، وألا يتضمن أي قانون أو لائحة الإعلان عن هوية أو أي انتماء ديني إلا الهوية المصرية.وطالب كذلك بحذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية وبضرورة كفالة حق الفرد في أن يختار عقيدته، وإنشاء محكمة جنائية دولية لمعاقبة كل من يزدري الأديان

No comments: