Saturday, August 28, 2010

فيلم عن السيد المسيح


التفاصيل الكاملة لأول فيلم روائي مصري طويل عن حياة السيد المسيح

محسن حسني ـ مجدي سمعان

المصري اليوم ١٣/ ٣/ ٢٠٠٦
في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ السينما المصرية، أعلن المنتج محمد عشوب عن مشروع لإنتاج أول فيلم روائي مصري، تدور أحداثه حول حياة السيد المسيح عليه السلام، والصعاب التي واجهها في سبيل نشر دعوته، واتفق عشوب مع سمير صبري علي المشاركة في إنتاجه، علي أن تتولي إسعاد يونس مسؤولية توزيعه والمشاركة في تمويله، كما تم إسناد كتابة سيناريو الفيلم للسيناريست فايز غالي، ورشح سمير سيف لإخراج العمل الذي سيتولي تصويره رمسيس مرزوق.
حول مشروع الفيلم يقول عشوب: اتفقنا علي اسم مبدئي للفيلم هو «حياة وآلام السيد المسيح» وقد انتهي السيناريست فايز غالي من كتابة المعالجة التفصيلية للفيلم في حدود ٥٠ صفحة «أكبر من الملخص» وتم تقديمها للرقابة ونحن في انتظار الرد، والفيلم سيشارك فيه أكثر من ٧٥٠ ممثلاً وممثلة وتتخطي ميزانيته الـ٥٠ مليون جنيه،
كما اتفقنا علي أن تكون الشخصيات الثلاث الرئيسية من الوجوه الجديدة وسنشترط عليهم ألا يخوضوا تجربة التمثيل مرة أخري احتراماً لقداسة الشخصيات التي سيقدمونها وهي المسيح والسيدة مريم ويوسف النجار، وسنتخذ الإجراءات القانونية لضمان تحقيق ذلك، كما سيكون اختيارهم من الطائفة الأرثوذوكسية المسيحية احتراماً لمشاعر المسيحيين الذين سيشاهدون الفيلم، كما أن الشخص المسيحي يستطيع التعبير بإحساس عال عن مشاعر المسيح والسيدة العذراء لأنه يؤمن بمعاناتهما، واخترنا الطائفة الأرثوذوكسية تحديداً لأنها تعبر عن السواد الأعظم من مسيحيي مصر وأردنا من ذلك أن يكون الفيلم صناعة مصرية خالصة.
ويضيف: باقي الممثلين سيكونون من المحترفين الجدد والقدامي، وستبدأ الترشيحات عقب انتهاء فايز غالي من كتابة السيناريو، أما الشخصيات الثلاث الرئيسية فسيتم تنظيم مسابقة لاختيارهم وستضم لجنة التحكيم وفداً من الكنيسة الأرثوذوكسية، بالإضافة إلي المنتجين سمير صبري وإسعاد يونس والمخرج سمير سيف والسيناريست فايز غالي والمصور رمسيس مرزوق، وقد بدأنا من الآن تلقي طلبات الشباب الراغبين في الاشتراك في الفيلم، وهناك عائلات مسيحية كبري اتصلت بي وعرضت علي اشتراك أبنائها في الفيلم، لكن الفرز والاختيار النهائي سيكون عقب الانتهاء من كتابة السيناريو.
عشوب أشار إلي أن منتجي وممولي الفيلم مسلمون، بينما الصناع والممثلون الرئيسيون فيه مسيحيون وهذا أكبر دليل علي الوحدة الوطنية.أوضح عشوب أن فكرة الفيلم في ذهنه منذ سبع سنوات، لكنه لم يستطع وقتها أن يعلن عنها لعدة أسباب أهمها أن مناخ حرية الإبداع لم يكن مواتياً لخروج فكرة جريئة مثل هذه، كما أن الإمكانات المادية لم تكن كافية، لأن فيلماً بهذا الحجم يصعب علي منتج واحد إنتاجه، وقد تلقينا عروضاً من منتجين آخرين للمشاركة في الإنتاج.وأوضح عشوب أنه سيشرف علي أعمال الماكيير ـ باعتباره ماكييراً قبل أن يكون منتجاً ـ وسيعمل في ماكياج الفيلم أكثر من عشرة ماكييرات منهم عزيز صليب ومحسن فهمي وأحمد عفيفي.
إسعاد يونس التي تشارك في تمويل الفيلم وتتولي مسؤولية توزيعه في مصر والخارج، أوضحت أن هدفها الأول من الفيلم هو رسالته الثقافية، وهو رد فعل منطقي لأزمة الرسوم المسيئة، لنثبت للعالم أننا لسنا عنصريين أو متطرفين بل علي العكس نشارك معاً «مسلمين ومسيحيين» في صناعة فيلم عن حياة المسيح عليه السلام، ورغم أن السينما العالمية قدمت ١٤ فيلماً عن حياة المسيح ـ كان آخرها «آلام المسيح» لـميل جيبسون ـ فإن جميع هذه الأعمال لم تتطرق إلي دور مصر في رحلة العائلة المقدسة.
وأشارت إسعاد إلي أن موعد بدء التصوير لن يكون قبل منتصف العام المقبل، لأن فيلماً بهذا الحجم يحتاج إلي فترة تحضير كافية.السيناريست فايز غالي أعلن أنه بدأ فعلياً في كتابة سيناريو الفيلم، والذي بناه علي المعالجة التفصيلية التي قدمها للرقابة، وقد اعتمد غالي في كتابة فيلمه علي مصدرين رئيسيين هما الكتاب المقدس ـ العهد الجديد ـ بأناجيله الأربعة يوحنا، متي، لوقا، مرقص، والمصدر الثاني هو كتاب «السنكسار» وهو كتاب قامت الكنيسة الأرثوذوكسية بتجميعه وتوثيقه من المخطوطات والبرديات الموجودة فيها منذ القرنين الأول والثاني الميلاديين، واعترف غالي بأنه يكتب الفيلم من وحي مذهبه الذي يؤمن به «برغم أن الفيلم سيكون رسالة تتفق مع كل المذاهب والأديان».واستبعد غالي أن يثيرالفيلم غضب الطائفة الكاثوليكية مؤكداً أن
الأرثوذوكس لم يعترضوا علي فيلم ميل جيبسون، بينما توقع أن يثير غضب اليهود، لأنه سيثير قضية حقيقية ثابتة تاريخياً هي أنهم اضطهدوا المسيح وصلبوه، وبالتالي فقد يتهم اليهود الفيلم بأنه معادٍ للسامية.مدير التصوير رمسيس مرزوق أكد أن معظم المشاهد سيتم تصويرها في أماكنها الطبيعية في مصر باستثناء بعض الأماكن التي تغيرت معالمها بسبب مرور أكثر من ٢٠٠٠ سنة وهكذا سيتم بناء ديكوارت لها في مدينة الإنتاج الإعلامي، وكذلك الأماكن الطبيعية الموجودة بإسرائيل حالياً مثل بيت لحم وكنيسة القيامة.
مرزوق أشار إلي فترة بعينها في رحلة العائلة المقدسة هي السنوات الثلاث التي عاشتها في مصر منذ هروبها من هيرودوس ملك الرومان «يهودي الديانة» وحتي عودتها، وقال: تلك الفترة تحديداً مفقودة عالمياً وتفاصيلها ليست موجودة إلا في برديات الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، وبالتالي ستكون هذه التفاصيل انفراداً تتميز به السينما المصرية، وهي تفاصيل الرحلة بدءا من الفرما قبل بورسعيد ومروراً بالمطرية وشجرة مريم وحتي دير المحرق في أسيوط.
وتوقع مرزوق اعتراض أتباع المذهب الإنجيلي، لأنهم لا يعترفون بأي شيء ورد خارج الإنجيل، وتفاصيل تلك الرحلة غير موجودة طبعاً، وإنما ببرديات ومخطوطات الكنيسة الأرثوذوكسية.
وحول رأي الكنيسة الأرثوذوكسية في مشروع فيلم المسيح طالب القمص مرقس عزيز راعي الكنيسة المعلقة بعرض سيناريو الفيلم علي قيادة الكنيسة قبل البدء في إنتاجه، تجنباً لحدوث مشكلات، وأكد أن الأقباط سيتصدون لهذا الفيلم ما لم يأخذ موافقة الكنيسة التي يسعدها إنتاج فيلم عن حياة السيد المسيح.
وقال: «حياة السيد المسيح» مدونة في الكتاب المقدس، ومن يرد أن يتناولها يجب ألا يختلف تناوله لها عما ورد في الكتاب المقدس، وأن يعلن منذ البداية أن الفيلم لا يصور حقيقة حياة «السيد المسيح».من جانبه رفض الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية أي رقابة سابقة علي الفيلم، مؤكداً أن منتجي الفيلم إذا أرادوا الاسترشاد بالكنيسة فهذا قرار يخصهم، أما فكرة عرض الأعمال الفنية والأدبية علي الأزهر والكنيسة فهي أمر مرفوض، لأنه يمثل وصاية علي الفكر.وأوضح البياضي أنه إذ يقف في صف عدم فرض قيود علي الفن، فإنه في الوقت ذاته يطالب من يتناولون مثل تلك الأعمال بالالتزام.وأكد البياضي أن الخطوط الحمراء في مثل هذه الأفلام والتي ستدفع إلي اللجوء إلي القضاء هي المساس بلاهوت السيد المسيح، أو بميلاده العذراوي أو الصلب أو القيامة.
وانتقد البياضي تصريح السيناريست فايز غالي بأنه سيقدم الفيلم من منظور أرثوذوكسي، مؤكداً أن قصة السيد المسيح ليس فيها منظور أرثوذوكسي أو غير أرثوذوكسي.

No comments: